قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق،
إن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم وهو يطرق أبواب القوى الفاعلة
في العالم ومن أهمها ألمانيا، التي اتخذت موقفا سلبيا من مصر بعد 30 يونيو،
واستطاع أن يعيد تقديم مصر بصورتها الحقيقية الصحيحة وأن يدشن مع المستشارة
الألمانية علاقات تقترب من العلاقات الاستراتيجية.
وأكد القويسني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن
الرئيس استطاع تدشين تعاون كبير بين مصر وألمانيا من أهم مظاهره حل مشكلة الطاقة
في مصر والتي كانت متعثرة، واستطعنا الاستفادة من التكنولوجيا الألمانية
المتقدمة في هذه المحطات، والتي صُممت بسعة وقدرة كبيرة، لتعمق التعاون بين مصر
والشركات الألمانية.
وأشار إلى أن الرئيس في كل زياراته السابقة برلين يلتقى مديري كبرى الشركات الألمانية العالمية، مضيفا، على المستوى السياسي أصبح هناك
نوع من التعاون بين مصر وألمانيا، فألمانيا هي قاطرة الاتحاد الأوروبي، وسوق قوية
لتدشين نقل وتوطين التكنولوجيا وتعاون في مختلف المجالات بما ينعكس على القدرات
المصرية في الصناعة والتكنولوجيا.
وأضاف إن العلاقات مرشحة بشكل أفضل إلى مشروعات أكبر من
الحالية، كما أن ألمانيا تهتم بالأوضاع في الشرق الأوسط والقلاقل الموجودة في
الساحة الليبية، فقبل زيارة الرئيس مباشرة لألمانيا استقبل اتصالا هاتفيا من
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لبحث معالجة عدم الاستقرار على الساحة الليبية وتبادلا
وجهات النظر.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أن زيارة الرئيس برلين
هي رسمية رئاسية وسيلتقي رئيس البرلمان، والرئيس الألماني اليوم إلى جانب اجتماعات
العشرين وأفريقيا، مؤكدا أن القارة تشهد حالة من التنافس بين القوى الكبرى في
العالم مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا واليابان والهند.
ولفت إلى أن كل الدول الكبرى تهتم بأفريقيا وبدأت تنشئ
منصات تعاون مع القارة للدخول للسوق الأفريقي الواسع، مضيفا إن ألمانيا بشكل منفرد
تستضيف عددا من قادة القارة ودشنت منتدى للتعاون لدعم الاستثمارات والتنمية، والرئيس
السيسي يزور ألمانيا بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي ورئيسا لأكبر دول المنطقة
تعاونا مع الجانب الألماني.
وقال القويسني إن السيسي التقى بميركل في عدة مرات وبحثا
مسائل وقضايا عديدة، كما أن هناك أرضية من التقارب والمودة بين الرئيس والمستشارة
الألمانية، مؤكدا أن ألمانيا تدرك أن مصر مدخلا للتعاون مع القارة، وأن التجربة
المصرية الألمانية هي نموذج للاستثمار والتعاون مع دول القارة.
وأكد أن مصر وألمانيا بينهما تعاون عسكري كبير يمثل
محطة عامة في العلاقات بين البلدين، مضيفا إن مصر حصلت من ألمانيا على غواصات وفرقاطات
متقدمة حيث رحبت ببرلين بتوريد أسلحة حديثة لسلاح البحرية المصري.
وأشار إلى أهمية أن تطرح مصر نفسها للشريك الألماني
كبوابة لمرور الاستثمارات الألمانية لأفريقيا وجذب الصناعات الألمانية إلى منطقة
محور قناة السويس، فيسهل دخول المنتجات المصرية الألمانية إلى السوق الأفريقي
بأفضليات كبيرة، في ظل مميزات دخول السلع المصرية إلى السوق الأفريقي، فيصبح
التعاون المصري الألماني فرصة أفضل لدخول برلين هذا السوق.