قال الدكتور محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رؤساء الشركات العاملة في مجال الصناعات الدفاعية كان لقاءً مثمرا للغاية وشهد تجاوبا من الجانب الألماني الذي وعد بإقامة تعاون كبير خلال الفترة المقبلة، بالإضافة الى التعاون الحالي القائم بين شركات الصناعات الدفاعية الألمانية ومصر.
ونوه العصار - في تصريحات له اليوم ببرلين على هامش الزيارة الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي لألمانيا - بتطور التعاون المصري الألماني، حيث يشعر الجانب الألماني بالتغيير الكبير في مصر من خلال المشروعات الكبرى التي تقام حاليا في مصر والتخطيط الجيد لها مع توافر الإرادة السياسية التي ترعى كل هذه المشروعات. حيث اجتماع الرئيس السيسي وسيجتمع أيضا اليوم مع عدد من رؤساء الشركات لدعم مجالات التعاون مع ألمانيا التى تتمتع بتكنولوجيات عالية جدا، ومصر تستفيد من التعاون مع الجانب الألماني.
وأوضح العصار أن وزارة الإنتاج الحربي تستهدف تطوير المصانع والإمكانات البشرية والتكنولوجية، ونحتاج إلى التكنولوجيا الحديثة ولذلك نلجأ للشركات الألمانية المتخصصة للدخول معها في شراكة وتعاون لإنتاج منتجات عالية الجودة لها قدرة تنافسية بالاستفادة من العمالة المصرية الرخيصة، كما أن مصر تربطها اتفاقيات تجارة حرة مع العديد من الدول والتجمعات مما يجعل المنتجات المصرية تدخل إلى هذه الأسواق بدون جمارك.
وأضاف أن الجانب الألماني يعلم أنه سيجد في مصر قاعدة صناعية وفرصا لتسويق منتجاته سواء داخل السوق المصري الكبير، بما فيه من مشروعات عملاقة ومنها العاصمة الإدارية الجديدة والمليون ونصف المليون فدان، فضلا عن الاتفاقات التي تفتح للمنتج المصري أسواقا خارجية أخرى، مما يشجع الجانب الألماني على مزيد من تطوير العلاقات مع مصر، كما أن رعاية الرئيس السيسي ينفسه تطوير العلاقات المصرية الألمانية يعطيها المزيد من الزخم والأهمية.
وأوضح العصار أنه سيتم خلال العامين أو الثلاث القادمين فتح مصانع في مصر بالشراكة مع الجانب الألماني في مختلف القطاعات.
وأشار إلى أنه قام أمس بتوقيع اتفاقية تكفل الشراكة مع شركة "دي إم جي موري" وهى شركة متخصصة في إنتاج الآلات والماكينات المتقدمة، لافتا إلى أن الثورة الصناعية الرابعة نشرت التشغيل الآلي لكل المعدات في المصانع والألمان يمتلكون هذه التكنولوجيا بصورة جيدة وتم الاتفاق معهم على تطوير أحد خطوط الإنتاج في أحد مصانع الإنتاج الحربي بهذه التكنولوجيا، بحيث أن المصنع يعمل بالماكينات الآلية وستفيد التكنولوجيا الألمانية في ربط كل الماكينات آليا وبالتالي يكون خط الإنتاج آلى بنسبة ١٠٠% أو ما يسمى الرقمنة بما يزيد من دقة المنتج وزيادة الجودة وسرعة الإنتاج.
وأوضح العصار أن هذه التكنولوجيا لا تؤثر مطلقا على الأيدي العاملة، ضاربا المثال بالصين التي بها مليار و٤٠٠ مليون نسمة وبها مصانع تعمل بهذه التكنولوجيا. مشيرا إلى أن تطبيق مبادئ الثورة الصناعية الرابعة سيخلق مصانع أخرى بعمالة أخرى، كما أن هذه المصانع تحتاج إلى توريد مكونات وصناعات مغذية وغير ذلك، وأن المصانع التي تعمل بهذه التكنولوجيا ستعمل بشكل أسرع وستحتاج إلى مزيد من الصناعات المغذية والعمالة.
وأضاف أن الاتفاق الذي وقعه أمس مع الجانب الألماني يتضمن أيضاً إقامة مركز لتدريب العاملين في المصانع على هذه التقنية الحديثة، وسيخدم مركز التدريب العاملين من مصانع أخرى من خارج الإنتاج الحربي ومن الدول العربية والأفريقية لتصبح مركزا إقليميا لنشر الثورة الصناعية الرابعة.
وشدد العصار على أهمية القطاع الخاص الذي يشارك في كل المشروعات التي تقام في مصر، ونسعي للحاق بهذا التوجه العالمي الجديد في قطاع الصناعة والاستفادة منه لصالح تطوير الصناعة المصرية.
وأضاف العصار أن الجانب الألماني لا يمانع في نقل التكنولوجيا الحديثة إلى مصر بالنظر إلى أن السوق المصري واعد بالنسبة له، ونحن من جانبنا نسعي للاستفادة من التكنولوجيا الألمانية المتقدمة.