تقرير: شنودة سعد
قال أقباط إننا ندفع ثمن دعمنا لـ»٣٠ يونيو»، مؤكدين أن الأحداث الأخيرة لن ترهبنا ولن تهز ثقتنا فى الدولة، وأن المستهدف هو الوطن والمصريون وليس فئة معينة. الأقباط الذين التقتهم «المصور» أشاروا إلى أن «موت الشهداء فى بيت الله هو أكبر عزاء لأسرهم وأهاليهم». داعين لتجفيف منابع الإرهاب من الجذور.
من جانبها، قالت الدكتورة نادية زخارى، وزيرة البحث العلمى الأسبق، إحدى الشخصيات البارزة فى الكنيسة المصرية، تتحدث والحزن يملأ قلبها: مصر مجروحة وحزينة، والمستهدف هو الوطن والمصريون وليس فئة معينة، ويوم الأحد الماضى هو يوم مؤلم لكل بيت مصرى، ولكل أسرة مصرية وما حدث ليس له صلة بالإسلام وتعاليمه، والدليل على ذلك كثرة الاتصالات من أخوتى المسلمين لتقديم العزاء، فاستهداف دور العبادة والكنائس هو أعمال إرهابية مرفوضة من جميع الديانات السماوية، وهذه الاحداث لن ترهبنا على الاطلاق، وانما تزيدنا من قوة واصرار فى مواجهة التحديات والاستمرار فى العمل والبناء.
مضيفة: نحن أامة واحدة وشعب واحد، وبرغم التفجيرات الكثيرة، إلا أن الكنائس كانت ممتلئة بالمصلين، وكان الكل متواجدا بدون خوف، فما اجمل أن يموت الانسان وهو فى بيت الله وحصوله على الشهادة، لافتة إلى أن موت الشهداء فى بيت الله هو اكبر عزاء لأسرهم واهاليهم، وما حدث الأحد الماضى، وعلى مدار الفترة الماضية من احداث لن يهز ثقتنا فى الدولة المصرية، لأننا نعلم جيدا أن الاقباط يحظون بحب كبير لدى القيادة.
وأوضحت «زخارى» قد يكون الهدف من العمليات الإرهابية الكثيرة التى تحدث هو الانتقام من الاقباط نتيجة المشاركة فى ثورة ٣٠ يونيو، أو ضرب نسيج المجتمع المصرى حتى يحدث الانقسام وتسقط الدولة، وهذا لن يحدث على الاطلاق، فاللحمة الوطنية والمصرية قوية وستظل قوية مهما حدث. مضيفة: علينا أن نستشعر الخطر جيدا ونقف جميعا شعبا وقيادة صفا واحدا لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه، فلا يمكن أن نحمل الأمن فقط المسئولية فى مواجهة الإرهاب، وانما مطلوب من كل الاجهزة والافراد أن تقوم بدورها.
وتابعت بقولها: على سبيل المثال: «المؤسسات التعليمية والثقافية والاعلامية والدينية وغيرها» عليها أدوار كثيرة، لان الإرهاب فى البداية هو فكر متطرف يحتاج إلى المواجهة بأساليب تعليمية وثقافية، وماهو موجود الآن من افكار متطرفة منتشرة هى حصيلة اعوام كثيرة لم تتم مواجتها بالشكل المطلوب، فلابد من الاهتمام بالطفل منذ الصغر ونغرس بداخله حب الوطن وقبول الاخر ومحبة الجميع.. ومطلوب تأمين كامل على كل الكنائس كما يجب، لأن التأمين مسئولية الشرطة والكشافة مسئوليتها التنظيم فقط، أيضا يتم تفعيل البوابات الالكترونية وتفتيش الحقائب والافراد عند الدخول إلى الكنائس حتى نضمن السلامة للجميع.
«تعودنا فى الاعياد والمناسبات أن نتلقى التهنئة الجارحة من تلك التيارات»، بهذه الكلمات بدأ الانبا مرقس أسقف شبرا الخيمة كلامه، مؤكدا أن الهدف من ذلك هم الاقباط والكنائس، والاستهداف فى هذا اليوم له معنى، وهو تحقيق اكبر قدر من الشهداء والمصابين، فمن المعروف أن الكنيسة بها اعداد كبيرة من المصلين فى هذا اليوم، فقد تحولت اغلب أعياد الأقباط فى مصر إلى مناسبة لاستهداف الأماكن المقدسة. مضيفا: لا نريد أن نبحث عن القاتل، لكن نريد أن نبحث عمن دفعه للقتل، لان القاتل مات وانتهى، أما المحرض فهو موجود ويمارس مهامه وعمله، وعلينا ايضا أن نبحث عن الاسباب التى دفعته لهذه الاعمال الإرهابية من فتاوى وغيره.. علينا أن نجفف منابع الإرهاب من الجذور بأن نقضى على كل الافكار الهدامة.
وأضاف «مرقس»: اننا نريد عدالة ناجزة ونطالب باتخاذ كافة الاجراءات تجاه هذا العمل الإرهابى الغاشم، الذى استهدف الابرياء، فلا يجب أن يمر دون معرفة المحرضين الاساسين، وان يتم الحساب بشكل معلن خطوة بخطوة امام الجميع حتى يدرك أن كل من يخطئ سينال العقاب. لافتا إلى أن الامر خطير فاستهداف الكنائس فى وقت واحد يدعونا إلى التفكير فى التصدى للإرهاب بأشكال غير تقليدية ومطلوب من الدولة أن تشكل لجنة يكون فيها رجال الدين، وأساتذة علم النفس والاجتماع وخبراء القانون ورجال الأمن والمستشارون لبحث هذه الامور بشكل سريع واتخاذ قرارات صارمة، لافتا إلى أن طريقة التنفيذ لتفجيرات الكنائس المختلفة تتم بنفس الشكل والاسلوب سواء كانت هذه الحادثة أو غيرها، وهذا يدل على أن الممول والمحرض هو شخص واحد وهدفه هو زعزعة الاستقرار وحدوث خسائر فى الدولة، لذلك علينا أن نتكاتف لمواجهة أى مخاطر تهدد الوطن للحفاظ على أمن مصر واستقرارها.
وأكد «مرقس» أن الرئيس عبد الفتاح السيسى هدفه أمن ورفعة مصر، وما قام به من اجراءات هى فى مصلحة الوطن وهو دائما يبذل كل ما لديه من طاقة وجهد، ونحن ندعم كل مؤسسات الدولة فى حربها ضد الإرهاب الاسود.
من جهته، قال القس اندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر أن حالة من الاسى تسيطر على الجميع، فما حدث حادث إرهابى خسيس بكل المقاييس، وما أراده الإرهابيون لم يحدث نهائيا، فالمسيحيون لم ولن يخافوا، وسيزداد الاصرار فى الذهاب إلى الكنيسة والى الصلاة.. ومصر أيضا لن تنكسر أبدا مهما حدث، ولكن سنتوحد اكثر فى مواجهة هذا الإرهاب الاسود.
مضيفا: اعتقد أن ما اعلنه الرئيس السيسى فى خطابه بإعلان حالة الطوارئ خطوات جادة لمواجهة هذا الإرهاب، وعلينا أن نعمل جميعا من اجل سلامة هذا الوطن ومن اجل أن تتقدم بلادنا. موضحا أن ما حدث مؤلم، لكننا مصرون على سلامة هذا الوطن.
بينما قال القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل البطريركية المرقسية، إن هذا الحادث وغيره من الاحداث، هو ضربة لشعب مصر بأكمله لتوجيه رسالة للخارج بان مصر غير آمنة وبها عدم استقرار، فمصر تواجه حربا داخليا وخارجية، وايضا الهدف هو ضرب وحدة الصف بين ابناء المجتمع المصرى وهذا لن يحدث نهائيا. مطالبًا بتزويد الكنائس بالأجهزة الحديثة للكشف عن أى مفرقعات ومتفجرات، موضحا أن الشرطة تقوم بدور كبير فى مواجهة الإرهاب ويقدمون شهداء فى كل الاوقات ثمنا للحفاظ على أمن وهدوء مصر، لافتا إلى أن الاقباط سيظلون لهم دور فى بناء الوطن مصر مهما كانت التضحيات، ونصلى باستمرار من اجل مصر، وكما يقول البابا تواضروس «العالم فى إيد ربنا.. إنما مصر فى قلب ربنا».