السبت 25 مايو 2024

مصر تطلق القمر الصناعي الأول لأغراض الاتصالات.. وخبراء: سيغطي المناطق النائية وسيخدم التحول الرقمي.. ويفتح مجالات جديدة للتعاون مع دول شمال أفريقيا.. وسيقضي على مقولة «السيستم وقع»

تحقيقات22-11-2019 | 15:31

ساعات معدودة وينطلق القمر الصناعي المصري الأول لأغراض الاتصالات طيبة1، والذي سينطلق من قاعدة الإطلاق بإقليم جويانا الفرنسية بأمريكا الجنوبية، وهو حدث وصفه خبراء الاتصالات بأنه يمثل نقلة مهمة لهذا القطاع، وخاصة أن القمر سيغطي المناطق النائية ودول شمال أفريقيا وحوض النيل ما سيسمح بفتح مجالات جديدة للتعاون مع هذه الدول.

وأوضحوا أن القمر يحقق عوائدا هامة للمواطنين حيث سيوفر الاتصالات لكل المناطق على مستوى الجمهورية ما سيخدم المشروعات القومية التي تنفذها الدولة كمشروع التأمين الصحي الشامل ومنظومة التعليم الجديدة والتحول الرقمي، موضحين أن عصر مقولة "السيستم وقع" انتهى تماما بانطلاق هذا القمر.

وبإطلاق القمر المصري "طيبة 1" ستدخل مصر عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات، بما يمثل نقلة كبيرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويساهم في دعم جهود التنمية الشاملة والتي تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر وفقاً لخطة علمية دقيقة تحقق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والصناعية والبشرية لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري ووضع مصر في المكانة التي تستحقها إقليمياً ودولياً.

 

تغطية المناطق النائية

الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، قال إن القمر الصناعي المصري طيبة 1، سيطلق اليوم من أمريكا الجنوبية من قاعدة جويانا الفرنسية وسيصل لارتفاع نحو 36 ألف قدم في مدار اسمه GTO، مضيفا إن القمر حمولته الفضائية ستكون 5 أطنان و640 كيلوجراما.

 

وأوضح النهري، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمر سيمكث في الفضاء 15 عاما، ويمثل أهمية كبرى لمصر، حيث سيتعامل مع البنية التحتية للإنترنت وستزداد سرعته وجودة الاتصالات، مضيفا إنه يمكن اتصاله بالهواتف المحمولة فيمكنها من التقاط الإشارات في المناطق النائية والمنعزلة.

 

وأضاف إن القمر الصناعي سيغطي منطقة كبيرة تشمل مصر ودول شمال أفريقيا وحوض النيل، وهو أمر يتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، موضحا أن ذلك يخلق تعاونا مثمرا بين مصر والقارة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

 

وأكد أن القمر سيساعد في التعرف على البؤر الإرهابية عن طريق التقاط الإشارات اللاسلكية من هذه الجماعات مباشرة وإرسالها على أنظمة الإنذار المبكر في الأرض، مضيفا إنه سيساعد في خدمات الحكومة الإلكترونية والتحول الرقمي والشمول المالي والتنبؤ بأحوال الطقس وإرسال إشارات لتجنب خطر السيول.

 

مجالات جديدة للتعاون

ومن جانبه، قال المهندس هشام العلايلي، الرئيس التنفيذي السابق لجهاز تنظيم الاتصالات، إن القمر الصناعي المصري طيبة1  كانت مصر قد تعاقدت عليه منذ نحو 4 سنوات، وهو متعدد الأغراض حيث يمكن استخدامه أيضا في الاتصالات، لأن ترددات الأقمار الصناعية المصرية الحالية لا تعمل في مجال الاتصالات.

 

وأوضح العلايلي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المناطق النائية التي لا تصل لها تغطية من الشبكة ستستفيد من خدمات هذا القمر حيث سيسمح لها بالاتصال بالإنترنت، مضيفا إن القمر سيسهل على المواطن تلقي كافة الخدمات وخاصة أن رؤية الدولة المصرية هي التحول للاقتصاد الرقمي.

 

وأضاف إن القمر الصناعي طيبة 1، في ما يخص العائد على المواطنين المستخدمين منه إنه سيسهل ويسرع من عملية التحول الرقمي لأن كل مواطن سيستطيع الاتصال والاستفادة من هذه الخدمات، أما في ما يخص العائد على مستوى الدولة فسيعمل القمر على زيادة التعاون مع دول شمال أفريقيا وحوض النيل لأنه سيغطي هذه الدول.

 

وأكد أن مصر يمكن أن تؤجر لهذه الدول جزءا من القمر لتستخدمه هذه الدول في احتياجاتها سواء في الاتصالات أو الخدمات الأخرى.                       

 

عصر «السيستم وقع» انتهى

فيما قال الدكتور مقبل فياض، خبير الاتصالات، إن مصر تعمل على تنفيذ مجموعة كبيرة من المشروعات القومية مثل التأمين الصحي الشامل ومنظومة التعليم الجديدة والشمول المالي، وكلها تحتاج إلى إنترنت فائق السرعة يغطي كل أنحاء الجمهورية لكي يستفيد منها كل المواطنين، مضيفا إن هذا ما سيتيحه القمر الصناعي المصري طيبة1.

 

وأوضح فياض، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الشبكة الأرضية هي الأساس لكنها ضعيفة ومعظمها نحاسية وليست ألياف ضوئية لذلك لن تغطي السرعات التي تحتاجها هذه المشروعات القومية، مضيفا إن هذا القمر سيغطي الجمهورية بالكامل خاصة في المناطق التي لم تتغير الشبكة الأرضية فيها إلى ألياف ضوئية أو التي بها تدفق بيانات عالٍ.

 

وأكد أن القمر الصناعي سيحدث نقلة في المشروعات القومية، لأن الخدمات الحكومية كلها ستصبح مميكنة، كما سيتيح القمر خدمات وإمكانية العمل بتقنية الجيل الخامس 5G، مضيفا إن القمر سيقدم خدماته أيضا إلى شمال أفريقيا ودول حوض النيل فهناك مجالات كبيرة للتعاون يفتحها هذا القمر، كما سيتيح فرصة للمزيد من الاكتشافات في هذه الدول.

 

وأشار إلى أن القمر مرتقب أن يتم تشغيله تجريبيا بعد ثلاثة أشهر، وسيستمر تجريبيا لفترة زمنية، ومتوقع أن يكون تشغيله فعليا وسيدخل الخدمة بعد ستة أشهر، مضيفا إن النظام المالي في مصر سيتحول إلى الميكنة وسيكون متصلا بشبكة واحدة وهذا لن يتحقق إلا بوجود شبكة اتصالات قوية وهو ما سيوفره القمر.

 

وأكد أن مقولة "السيستم وقع" التي قد يسمعها البعض داخل المؤسسات الحكومية ستنتهي تماما بعد انطلاق هذا القمر.

    الاكثر قراءة