أعاد المتظاهرون والمحتجون في ساحة الشهداء بوسط العاصمة اللبنانية بيروت، مساء اليوم /الجمعة/، رفع مجسم حديدي عملاق يبلغ طوله قرابة 10 أمتار على شكل قبضة اليد، والمعروفة في لبنان بـ "قبضة الثورة" وذلك أسفل ساري العلم اللبناني المرفوع بالساحة، وقد دون على المجسم من جهة كلمة "ثورة" ومن الجهة المقابلة "للوطن".
وكان شخص ملثم يستقل دراجة نارية قد أحرق المجسم الخشبي لقبضة الثورة في السادسة من صباح اليوم، حيث قام بسكب مواد معجلة للاشتعال كانت بحوزته على المجسم وأضرم النيران به وانطلق بدراجته هاربا، ولم تفلح محاولات المعتصمين في إطفاء النيران التي التهمت المجسم بالكامل، والذين كانوا قد هرعوا من خيام الاعتصام فور رؤيتهم للحريق مستخدمين ما بحوزتهم من مياه.
وقام المتظاهرون اليوم بجمع تبرعات مالية من بعضهم على وجه السرعة، وتوجهوا إلى مقر إحدى الشركات المتخصصة في صناعة المجسمات، حيث تم عمل مجسم جديد في بضع ساعات مماثل في الشكل واللون وبضعف الحجم السابق، على شكل قبضة اليد المضمومة باللون الأبيض، غير أنه تم صناعته من الحديد وليس الخشب.
واستخدم المحتجون رافعة (ونش) في وضع المجسم الحديدي، في نفس مكان المجسم السابق الذي احترق صباحا، وسط حفاوة كبيرة من المتظاهرين الذين احتشدوا بكثافة في ساحة الشهداء ورددوا هتافات "ثورة ثورة .. والشعب يريد إسقاط النظام" على وقع الأغاني التي ترددت في مكبرات الصوت من المنصة الرئيسية بالساحة.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.