الإثنين 1 يوليو 2024

الوحمة التي دمرتني !

12-4-2017 | 13:17

كتبت : مروة لطفي

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...

المشكلة :

أكره نفسي .. نعم .. أكرهها و السبب وحمة لم تشوه وجهي فحسب بل شوهت قلبي و أخلاقي حتى علاقاتي بمن حولي !.. فأنا فتاة في السابعة عشر من العمر .. منذ أن تفتحت عيني على هذه الحياة و أنا مختلفة عن بقية البشر و السبب وحمة سوداء تغطي نصف وجهي و كأنها حرق .. الأمر الذي جعل الكل ينفر مني .. فلازلت أذكر نظرات زملائي بالمدرسة من أول يوم التحقت بها  .. البعض يشاور من بعيد قائلاً "ما هذه ؟!" و الأخر يصرخ في وجهي و يجري !.. مما جعلني لا أكف عن البكاء متوسلة والدتي أن لا أذهب للمدرسة ثانية .. لكنها بكل برود أستهزئت بكلامي متغافلة عن ما أعانيه من جراء وحمها !..  على هذا المنوال ، عشت في نكد و عويل ليل نهار بسبب تلك الوحمة .. و لا أنكر محاولات والداي لعلاجي حيث عرضوني على بعض المختصين في مجال الطب فأجمعوا على صعوبة التدخل قبل سن الخامسة عشر .. و ما أن أتمنتهم حتى هرعت إليهم بحثاً عن الشفاء ،.. و بعد العديد من جلسات الليزر و العلاجات على مدار 728 يوم بالتمام و الكمال خفت حدة الوحمة بعض الشيء لكن ظلت بقاياها البنية مشوهه لوجهي .. مما أدخلني في متاهة يأس فأصبحت أتجنب النظر في المرآة بل و أحقد على كل فتاة ولدت دون وحمة .. فباستطاعة أي منهن أن تحب و تتزوج ذات يوم،  أما أنا  فمن ذا الذي يعجب بفتاة مشوهة و يتزوجها ؟!.. فكرت أن أتنقب علني أداري وجهي عن الأعين لكن ماذا لو تزوجت ؟!.. أسئلة كثيرة أطرحها على نفسي و لا أجد إجابة شافية فهل من سبيل لمساعدتي ؟!..

- الرد : من الواضح أن مشكلتك ليست في مرآتك الخارجية و التي تتجنبين النظر إليها بل في صورتك لذاتك و التي تنعكس سلباً على رؤية المحيطين لكي .. فداخل كل منا جهاز إرسال يصدر من خلاله للآخرين  ما يشعر به تجاه نفسه من إيجابيات و سلبيا فيستقبلونها وفقاً لما يراه هو .. فإذا أحببتِ نفسك و ركزتِ على إظهار مواطن الجمال الكامن في قلبك أثر ذلك على من حولك و نسوا أو تناسوا ما ترينه مشوهاً لوجهك .. أما لو ظللتِ تركزين على تلك الوحمة و تبعاتها من أحاسيس تدمر علاقتك بنفسك أولاً قبل من حولك أدى ذلك لمزيد من التشوه الذي لن يطول وجهك فحسب بل  يمتد لروحك و شخصيتك و النتيجة فرار الكل من سوء طبعك و ليس وجهك ..