شدد اقتصاديون، على أهمية المنتدى الإفريقي الأول للاستثمار والذي يعقد لأول مرة في العاصمة الإدارية بالقاهرة، على جذب الاستثمار إلى دول القارة، مؤكدين أن مصر أصبحت من أكبر الدول القادرة جذب المشاريع الاستثمارية بعد الإنجازات التي حققتها في مجال البنية التحتية وإعادة تأهيل جميع المحافظات في وقت قياسي.

وانطلق، أمس، بالعاصمة الإدارية الجديدة، الحدث الدولي الأول لها «منتدى إفريقيا 2019»، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الإفريقي لدورته الحالية، الذي تنظمه وزارة الاستثمار والتعاون الدولي بالتعاون مع وزارتي الخارجية والتجارة والصناعة، تحت عنوان «استثمر في إفريقيا»، وذلك على مدار يومي 22 و23 من الشهر الجاري.

ويشارك فى المنتدى عدد من رؤساء دول وحكومات ووزراء من مختلف الدول الإفريقية ونحو 2000 شخص من ممثلي شركاء مصر فى التنمية، ورجال الأعمال والمستثمرين وشخصيات رفيعة المستوى من مجال الأعمال، بهدف تحفيز الاستثمار فى القارة الإفريقية.

ويفتح منتدى إفريقيا 2019 فرصة مميزة لتوحيد وتعزيز جهود شركاء التنمية والقطاع الخاص نحو تحقيق الأهداف الإنمائية لإفريقيا من خلال حوارات وجلسات تفاعلية مستمدة من رؤية إفريقيا لعام 2063، وذلك فى ظل وضع إفريقيا على خريطة الاستثمار العالمية وحاجتها لتعزيز شراكة الجهات الفاعلة فى القطاع الخاص فى خطط التنمية الشاملة والمستدامة لإفريقيا.

ويُعتبر المنتدى بمثابة منصة ممتازة للجمع بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدنى والمؤسسات المالية الدولية لإبرام صفقات استثمارية، والإعلان عن العديد من المشروعات الضخمة التى ستسهم فى نمو شامل ومستدام فى القارة الإفريقية.

جذب الاستثمارات

وقالت الدكتور يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن مصر أصبحت من أوائل الدول المؤهلة لجذب أكبر الاستثمارات في العالم بعد الطفرة الكبيرة التي حققتها في مجال البنية التحتية، والتشريعات الدستورية فضلا عن تحقيق الأمن بما يخلق مجال آمن للاستثمار.

وأكدت أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن الحكومة المصرية استطاعت تسويق وعرض نفسها بقوة خلال فعاليات منتدى أفريقيا بالعاصمة الإدارية، والذي عقد على مدار يومين، لافتة إلى أن القيادة السياسية استطاعت تمهيد الأرض أمام المستثمرين وفتح شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، فضلا عن حرصها على تقديم جميع التسهيلات اللازمة.

وأوضحت "الحماقي" أن الرئيس السيسي يحرص على تحقيق التنمية المستدامة في القارة السمراء وتحويلها إلى سوق حقيقي جاذب للاستثمار في ظل التحديات الراهنة، مؤكدة أنها استطاعت تحقيق ذلك بشكل كبير وأصبحت قبلة المجتمع الدولي خاصة بعد إعلان بريطانيا احتضانها لمؤتمر أفريقيا للاستثمار العام القادم "يناير 2020".

الخريطة الدولية

وقال أبو بكر الديب، الخبير الاقتصادي، إن مصر استطاعت وضع القارة الإفريقية على الخريطة الدولية للاستثمار وأصبح الغرب يتنافس على هذا السوق الواعد الغني بالكثير من المميزات والهبات الطبيعية، مؤكدا أن أوروبا أصبحت تراهن على السوق الإفريقي في جذب الاستثمارات.

وأضاف الخبير الاقتصادي لـ"الهلال اليوم" إن إعلان بريطانيا استضافة قمة الاستثمار الأفريقية في يناير 2020، والتي ستجمع  قادة السياسة والأعمال في أفريقيا، مع المستثمرين البريطانيين والمؤسسات الدولية، أكبر دليل على اهتمام الدول الغربية والكبرى بالقارة الإفريقية، مشيرا إلى ضرورة الاستعانة بالتجربة المصرية وتعميمها في كافة الدول الإفريقية حتى تكون قادرة على جذب مزيد من الاستثمارات ورؤوس الأموال.

وأكد "الديب" أن احتضان مصر للحدث الأول من نوعه المتعلق بالاستثمار في أفريقيا له دلائل كبيرة أولها اهتمام مصر بتنمية القارة السمراء وتعزيز تواجدها والعودة إلى دورها الريادي، فضلا عن أن مصر أصبحت من أكبر الدول المؤهلة لاستقبال الاستثمارات المختلفة في شتى المجالات بعد الإنجازات التي أحرزتها في عدة قطاعات حيوية متعلقة بالاستثمار.