أكد وزير الآثار الدكتور خالد العناني أن العلاقات بين مصر والصين في قطاع الآثار تطورت بشكل ملحوظ خلال الثلاث سنوات الماضية، مشيرا في الوقت نفسه إلى ترحيب مصر بالتكنولوجيا الصينية المتقدمة في عمليات البحث عن الآثار، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة سرقة الآثار وتهريبها وبيعها في صالات المزادات العالمية.
وقال العناني - على هامش مشاركته في المنتدى الوزاري للحضارات القديمة بالعاصمة الصينية (بكين)- إن مصر والصين من أقدم الحضارات في العالم، وإن العلاقات السياسية تتسم بأنها متميزة ورفيعة المستوى على مستوى الرئاسة والحكومة والبرلمان، وستشهد الفترة المقبلة تعزيز العلاقات بشكل أوثق ومزيد من التعاون بين الجانبين في قطاع الآثار.
وأضاف العناني أن العامين إلى الثلاثة أعوام الماضية شهدت تعاونا ملموسا بين مصر والصين في قطاع الآثار، حيث بدأت أول بعثة أثرية صينية العمل في مصر في نوفمبر 2018 بمعبد مونتو في الكرنك، كما أن جامعة بكين تقدمت بطلب لعمل حفائر في منطقة الدلتا وجاري التواصل مع الجانب الصيني بهذا الشأن، إلى جانب أن الفترة القادمة ستشهد تأسيس معهد للآثار الصينية في مصر.
وتابع العناني إن مصر والصين تعانيان من سرقة الآثار وعمليات البيع لها في صالات المزادات العالمية دون إظهار هوية أو مستندات لها، وهو أحد المجالات التي يمكن التعاون فيها مع الصين وأصحاب الحضارات القديمة، وذلك لمكافحة تهريب وبيع الآثار التي يستخدم البعض عائدها في تمويل أنشطة إجرامية وإرهابية.
وأشار العناني إلى أنه رغم وجود عقبة القوانين المحلية الخاصة ببعض الدول التي توجد بها آثار مسروقة تحول دون استردادها سريعا، إلا أن الدولة المصرية لا تتوان عن بذل كافة الجهود لاستعادة هذه الآثار.
وأوضح العناني أن مصر تسعى دائما لاستعادة آثارها المسروقة، وأن القطع الأثرية التي خرجت من مصر بطريقة غير شرعية سيتم استردادها بالكامل خاصة وأن (السرقة لا تساقط بالتقادم).
ولفت العناني إلى أن مصر أصبحت حاليا عضوا في لجنة التراث العالمي، وإن الصين تتمتع بخبرات كبيرة في تسجيل المواقع على قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وأن مصر تأمل الاستفادة من ذلك.
وحول الاكتشافات الأثرية الأخيرة وكيفية توظيفها في الترويج لمصر بالخارج، قال وزير الآثار الدكتور خالد العناني إن مصر تشهد على مدار الأشهر الماضية ومنذ نحو سنتين اكتشافات أثرية بشكل ملحوظ للجميع، وهذا نتيجة جهد كبير من المتخصصين والعاملين في وزارة الآثار.
وأضاف العناني أن عودة الأمن إلى مصر أدى إلى زيادة عدد البعات الأثرية، حيث أصبح لدى مصر حاليا ما يقرب من 300 بعثة أثرية أجنبية من 25 دولة بالإضافة إلى زيادة عدد البعثات الأثرية المصرية إلى 50 بعثة، وأن معظم الاكتشافات الأخيرة كانت لزملاء من وزارة الأثار، لافتا إلى أن كل كشف أثري يسلط الضوء على مصر بشكل كبير داخليا وخارجيا، وأن سفراء من مختلف دول العالم ووسائل الإعلام الغربية والمراسلين الأجانب حريصون على الحضور في مناسبات الإعلان عن كل الاكتشافات.
وتابع العناني أن الشهر الماضي فقط شهد الإعلان عن كشفين كبيرين، حيث إنه قبل شهر واحد تم الإعلان عن كشف خبيئة العساسيف وهي الخبيئة الأولى من نوعها منذ سنة 1898 في غرب الأقصر، كما أنه قبل أيام معدودة تم لإعلان عن كشف أثري آخر بمنطقة سقارة يضم عدد كبيرا من الحيوانات المحنطة وتماثيل لحيوانات محنطة واثنتين من المومياوات لقطين كبيرين تشير التقديرات الأولية إلى أنهما لأشبال أسود عمرهما بين 6 إلى 8 أشهر.
وأكد العناني أن هناك عملا أثريا يتوقع الانتهاء منه بنهاية الشهر المقبل، وحينها سيتم الإعلان عن كشف أثري جديد إما بنهاية ديسمبر المقبل أو خلال شهر يناير القادم.
وبالنسبة للمتحف المصري الكبير وآخر الاستعدادات لعملية افتتاحه، أشار العناني إلى أن وتيرة العمل تسارعت في المتحف بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث بلغت نسبة الانتهاء من الأعمال فيه 90%.
ونوه العناني إلى أنه تم نقل نحو 49187 قطعة أثرية حتى الآن إلى المتحف، كما أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الآثار تبذلان جهودا كبيرة لسرعة الانتهاء من كافة التجهيزات، وأنه تم تقليص المبلغ الذي كان مخصصا للمتحف دون التأثير على جودة الأعمال.
وأكد العناني أن افتتاح المتحف سيكون في الربع الأخير من العام المقبل، وأن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء يشرف بنفسه على عملية الافتتاح، وتم التواصل مع أكبر شركات في العالم لتقديم عروضها للاختيار بين أفضل عرض، خاصة وأن العرض سيكون الأكبر فنيا الذي تقيمه مصر.
ولفت العناني إلى الأسابيع العشرة المقبلة ستشهد أيضا عرضا مهما للغاية، يتمثل في نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير في وسط القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط، حيث سيكون الموكب فرعونيا ضخما ينقل المومياوات في موكب مهيب يليق بعظمة أجدادنا الفراعنة والحضارة المصرية العريقة.