رسالة حاسمة وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم برفضه أي قانون يمس حقوق المرأة، وهي الرسالة التي وصفتها برلمانيات بأنها طمأنت سيدات مصر بشأن قانون الأحوال الشخصية، وأثلجت صدور المطلقات والأرامل في ظل مخاوفهن من المساس بحقوقهن، كالنفقة والحضانة وغيرها، موضحات أن المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي في عهد السيسي الذي يقدر دور المرأة.

 

وخلال جلسة تعزيز دور المرأة الأفريقية لدعم الأمن والسلام والتنمية فى أفريقيا، ضمن فعاليات اليوم الثانى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، أثنى الرئيس عبد الفتاح السيسي على دور المرأة المصرية، مؤكدا أن الإرادة السياسية لدعم المرأة لن تتحقق بدون قناعة وأن الدولة المصرية لها قصة عظيمة لدعم المرأة.

وأكد أن المرأة المصرية تصدت بقوة فى 2013 من أجل الحفاظ على الهوية المصرية، وأنها استدعت نفسها لحماية وطنها والأجيال القادمة وخرجت، وتحركت فى ظروف شديدة القسوة والصعوبة، وأكدت أنها لن نسمح باستمرار الأمور وقتها بهذا الشكل، وعندما تبيّن لهنّ أنّ هذا التوجه سيؤدي إلى ضياع الدولة المصرية تقدمن وخرجن بالملايين".

وقال الرئيس إنه لن يوقع على أي قانون لا ينصف المرأة، في إشارة إلى مشروع قانون الأحوال الشخصية الذي يناقشه مجلس النواب حالياً، مضيفا إن المرأة المصرية عملت وقفة؛ لأن فيه نقاش حول مشروع قانون الأحوال الشخصية، الذي تتم مناقشته في مصر، وطبعا هما متحسبين إن الأمر ما يكونش بالشكل اللي يحقق التوازن والإنصاف والأمان ليهم"، مؤكدا "لن أوقع على قانون لا ينصفكم".

 

 

طمأن سيدات مصر

وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة سوزي ناشد، عضو لجنة الشئون الدستورية بمجلس النواب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما ما يقدر المرأة ودورها البارز في الحفاظ على الهوية المصرية ودورها في 2013 ومساندتها الدولة في كل المراحل وبكافة السبل سياسيا واجتماعيا واقتصادية، مؤكدة أن كل خطاب للرئيس السيسي يحرص فيه على تأكيد هذه الرسائل.

 

وأضافت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن تأكيد الرئيس اليوم خلال منتدى أسوان للسلام والتنمية بأنه لن يوقع على أي قانون للأحوال الشخصية غير منصف للمرأة هو أمر يطمئن سيدات مصر، ويؤكد تقديره لهن وثبات موقفه تجاه المرأة، موضحة أن هذا التأكيد سيكون له تداعيات كثيرة على الناحيتين الاجتماعية والسياسية.

 

وأشارت إلى إن دعم الرئيس المرأة المصرية يؤدي إلى حدوث نوع من الاستقرار الاجتماعي ويلقي بمسئولية أيضا على عاتق المرأة لكي تظل على موقفها لتحقيق الاستقرار في الدولة، لافتة أن منتدى أسوان هو استمرار لاهتمام الرئيس بالقارة الأفريقية منذ توليه المسئولية وخلال رئاسته الاتحاد الأفريقي.

 

وأوضحت أن القارة الأفريقية كانت مهمشة ومهملة من الجانب المصري في عهود سابقة، لكن الرئيس حرص على تعزيز علاقات التعاون بين مصر وأفريقيا بما يسهم في تحقيق التنمية والاستقرار سياسيا واقتصاديا في القارة.   

 

أثلج صدور المطلقات والأرامل

ومن جانبها، قالت عبلة الهواري، عضو لجنة الشئون الدستورية بمجلس النواب، إن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم عن المرأة المصرية ودورها اليوم خلال فعاليات منتدى أسوان أسعد سيدات مصر وطمأنهن خاصة في وعده بعدم التصديق على أي قانون للأحوال الشخصية غير منصف لحقوقهن، فأثلج صدور المطلقات والأرامل وطمأن قلوبهن.

 

وأوضحت الهواري، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس يمنح المرأة الأمن والحماس بتقديره ومساندته ودعمه لها في كل مجال من مجالات التنمية وغيرها، مضيفة إن الرئيس اليوم أعطى جرعة اطمئنان للمرأة والطفل بشأن قانون الأحوال الشخصية، كقانون ينشد المصلحة الكبرى للطفل والمرأة.

وأكدت أن رسائل الرئيس اليوم تبعث الاطمئنان في ظل مخاوف سيدات مصر من مشروع قانون الأحوال الشخصية، والتي اتضحت خلال وقفاتهن خلال الأيام الماضية وقلقهن من المساس بسن الطفولة أو تغيير ترتيب الحضانة أو المساس بالنفقات أو إجراءات الطلاق، حيث نادى الرئيس في وقت سابق بضرورة توثيق الطلاق لكي تحصل المرأة على حقوقها.

 

وأضافت إن الرئيس يساند ويدعم المرأة وينصفها وهو ليس تمييزا للمرأة عن الرجل وإنما هو أنصاف وعدالة اجتماعية وعدم تمييز، موضحة أن المرأة حصلت على العديد من المكاسب والرئيس يحذر بعدم صدور أي تشريع يمس تلك الحقوق، ولا يوجد امرأة تحت قبة البرلمان أو في أية مؤسسة ستوافق على التنازل عن تلك الحقوق.

 

وأشارت إلى أن الدستور المصري 2014 في نص المادة 11 ضمن 8 حقوق للمرأة، وحذر الرئيس بعدم المساس بتلك الحقوق، موضحة أن مصلحة المرأة هي مصلحة للأسرة والطفل، وفي الوقت الذي سيطرح فيه قانون الأحوال الشخصية من المهم عقد جلسات استماع للمؤسسات المهتمة بشئون المرأة والطفل وحوار مجتمعي لتحقيق ذلك.

 

وأضافت إن هناك أولويات في التشريعات المطروحة، فالفترة المقبلة ستشهد انتخابات جديدة وستكون الأولوية للقوانين المتعلقة بالانتخابات مثل مجلسي الشيوخ والنواب والمجالس المحلية ومباشرة الحقوق السياسية وتقسيم الدوائر.

 

عصر المرأة الذهبي

وقالت مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي في الوقت الحالي، خاصة وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي من الداعمين لحقوق المرأة وتمكينها، مضيفة إن هذا تأكد من خلال كلمة الرئيس السيسي اليوم في منتدى أسوان للسلام والتنمية.

 

وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس منذ توليه المسئولية وهو حريص على تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فلا يوجد حديث له إلا ويؤكد أهمية دور المرأة واحتياج المجتمع ككل لدورها لأنها عنصر هام في تخطي العقبات فهي ساهمت في الحفاظ على الهوية الوطنية في 2013 وتحملت أعباء الإصلاح الاقتصادي.

 

وأكدت أن قوة المرأة هي قوة للمجتمع ككل، وهو أمر أكده الرئيس اليوم، فلا يوجد عصر نصر المرأة حقيقيا مثل عصر الرئيس السيسي، موضحة أن تمكين المرأة هو أمر واقع فهناك حقائب وزارية قوية للمرأة حيث تتولى الآن عددا من الوزارات الاقتصادية وهو أمر غير مسبوق في خطوة للتمكين الحقيقي وكذلك تخصيص كوتة للمرأة لتمكينها سياسيا وانتخاب 90 نائبة بالبرلمان وتعيين امرأة في منصب المحافظ.

 

وأشارت إلى أنه للمرة الأولى يتم تعيين مستشارة الرئيس للأمن القومي في تأكيد للتمكين الحقيقي للمرأة وإيمان القيادة السياسية بدورها، موضحة أن الرئيس وجه أيضا رسالة حاسمة برفضه أي قانون للأحوال الشخصية يمس حقوق المرأة أو ينتقص منها، وذلك بعد مخاوف قطاع كبير من السيدات من هذا القانون.

 

وأضافت إن المرأة حصلت على عدة حقوق ولن يقبل الرئيس أو المجتمع أو البرلمانيات بانتقاص هذه الحقوق فلا تراجع للوراء، موضحة أن قانون الأحوال الشخصية من القوانين الهامة للأسرة المصرية للحفاظ على كيانها وسيكون منصفا للجميع.