أكد وزير الخارجية سامح شكري أن حل الأزمة الليبية سيكون له تأثير كبير على تحقيق الاستقرار وتشجيع الاستثمار في شمال أفريقيا وحوض البحر المتوسط.
وقال شكري - في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بثتها اليوم الجمعة - إن الأزمة الليبية كانت ضاغطة بشدة خلال السنوات الماضية خاصة على الشعب الليبي وما عاناه من عدم استقرار نظرا لما تشهده الدولة الليبية من صراع عسكري وغياب مؤسسات الدولة القائمة على توفير الخدمات.
وأضاف شكري أن سيولة الموقف في ليبيا أدى أيضا إلى سيولة وانتشار ظاهرة الإرهاب وظاهرة الهجرة غير الشرعية ودخول العناصر الإرهابية إلى الساحة الليبية والانطلاق منها إلى دول الساحل والصحراء وإلى دول أفريقية أخرى عدة.
وتابع شكري أن "حل الأزمة الليبية سيكون له تأثير كبير على تحقيق الاستقرار في شمال أفريقيا ودول الساحل والصحراء وغرب أفريقيا وغيرها، وسوف يعود بالنفع أيضا على الإطار الإقليمي، وما هو أبعد في إطار أمن واستقرار حوض المتوسط".
وأشار شكري إلى أن "القضية الليبية والسنوات الطويلة التي عانى فيها الشعب الليبي يجب أن تنتهي، وتنتهي معها كل التدخلات السلبية التي تتم من خلال دول وتنظيمات لا تهدف إلا لتوسيع مساحة نفوذها وانتشار الفكر المتطرف الذي لا يتواكب مع طموحات الشعب الليبي"، لافتا إلى أن المساعي المصرية لحل الأزمة الليبية مرتبطة بالمسار الدولي، وأن مصر على تواصل دائم مع مبعوث الأمم المتحدة في إطار السعي لاستعادة الاستقرار إلى ليبيا.
ونوه شكري إلى أهمية "أن تتكاتف الدول الرئيسية، والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، في وضع حل شامل يتناول كافة أبعاد القضية الليبية خاصة ما يتعلق بقضية الإرهاب وكيفية تنفيذ قرار حظر السلاح المفروض من مجلس الأمن، وتحصين الساحة الليبية من التدخلات وأيضا تدعيم المؤسسات الليبية الشرعية وإصلاح الخلل القائم في بعض هذه المؤسسات بما يؤدي للوصول إلى الاستقرار وصولا إلى انتخابات شرعية".
وحذر وزير الخارجية من أنه "إذا لم يكن هناك حل شامل ومتكامل يعالج كل هذه القضايا فإن الصراع سيظل قائما"، مطالبا الدول الرئيسية والمجتمع الدولي بأن يضطلعوا بمسئوليتهم في طرح الحل الشامل، وأيضا تنفيذ الآليات التي من شأنها أن تحرم الإرهاب من وصول الأسلحة والدعم المعنوي والمادي وتعزز قدرات المؤسسات الليبية حتى تستطيع أن تقوم بدورها تجاه الشعب الليبي.
وحول منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، أوضح شكري أن المنتدى يأتي في إطار العمل المشترك لحفظ السلام وحل النزاعات وأيضا في إطار جهود الدول الأفريقية لتحقيق التنمية وتنفيذ أهداف أجندة 2063 التي تم التوافق حولها.
وقال شكري إن "المنتدى كان فرصة للقادة الأفارقة الذين قاموا بطرح رؤيتهم بشكل متكامل، وكان واضحا وجود أرضية مشتركة تجمع بين ما تم طرحه بين القادة وطموحاتهم حول مستقبل شعوبهم ومستقبل القارة، وهذا المستقبل لن يتحقق إلا من خلال التضامن والتعاون وتكثيف العمل المشترك في كل المجالات السياسية والاقتصادية".
وشدد شكري على أن مبادرة "إسكات البنادق 2020" تمثل أملا كبيرا يراود جميع أبناء القارة.. وهناك مساع لأن تنحصر كل الصراعات والنزاعات في القارة الأفريقية ويتوقف نزيف الدم وينتهي فقدان الأرواح، لما لذلك من أثر سلبي بالغ على الاستقرار، وبما يترتب عليه من عدم جذب الاستثمارات للاستفادة منها وعدم قدرة الدول الأفريقية على تحقيق التنمية.
وتابع شكري أن "المنتدى وتوصياته وأفكاره والرؤى ذات الصلة سيتم نقلها إلى الاتحاد الأفريقي ليتم أيضا بلورة الآليات التنفيذية لها ولربما يتم اعتمادها خلال القمة الأفريقية القادمة أو فيما بعد حتى تتاح الفرصة للدراسة المتعمقة لكل المخرجات وليتم تبني وإقرار ما يرى القادة الأفارقة فيه تحقيق لطموحات الشعوب الأفريقية".