الأحد 23 يونيو 2024

السيسي: الإرهاب يبحث ويدبر كيفية تدمير دولة بحجم مصر.. وعلينا مراعاة اعتبارات الثقافة والفكر وتصويب الخطاب الديني

تحقيقات15-12-2019 | 12:46

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن منتدى شباب العالم يعد فرصة للاستماع بشكل متنوع من شخصيات مختلفة لموضوع واحد، هذه نقطة أردت الحديث فيها، مؤكدا أن مجابهة الإرهاب تتطلب جهدا دوليا، وضرب مثلا بما حدث في دول الساحل والصحراء، آخرها منذ 3 أو 4 أيام حيث قتل أكثر من 70 جنديا في معسكرهم في عملية واحدة.


وأضاف الرئيس السيسي، "لو تركنا دول الساحل والصحراء تواجه الإرهاب بمفردها بقدرات أمنية واقتصادية غير مستعدة سيؤدي ذلك إلى عملية نزوح كبيرة وتدمير للتنمية في دولنا الأفريقية".


وتابع الرئيس " بدلا من الحديث عن جماعة إرهابية بنتكلم على دول إرهاب كما حدث من "داعش" في سوريا والعراق".


وأكد على أهمية العمل الجماعي والتكاتف مع الدول التي تواجه الإرهاب.. محذرا من أن الإرهاب ظاهرة تنمو ولا تقل.. داعيا شباب العالم إلى الانتباه جيدا لهذه النقطة، وقال: أنا تحدثت في موضوع سوريا وليبيا والعراق منذ 6 سنوات، وقلت إن أوروبا ستتضرر كثيرا من العناصر التي ستعود إليها بعد انتهاء مهمتها في سوريا، وهذا ما نشاهده الآن، شايفين أوروبا عندها مشكلة بين قوانينها ومبادئها وبين مصالحها، فمصالحها تقول إنها لا تستقبلهم ولكن قوانينها ومبادئها تقول إنها تستقبلهم".


وأكد الرئيس السيسي على ضرورة اتخاذ موقف موحد وحازم تجاه الدول التي تدعم الإرهاب، مش معقول تبقى المصالح.. وده أمر لا نقدر ان نغفله، مصالح الدول هي التي في الغالب الحاكمة لمسار سياستها، لكن المخاطر التى ستترتب عن هذه الظاهرة تكبر في منطقتنا وفي إفريقيا وستخرج للعالم كله، وستؤذيه".


وتابع" أسجل مرة أخرى لكي ننتبه لو معملناش ده ووقفنا أمام الدول وكان لنا موقف حاسم للدول التى تدعم الإرهاب وتستخدمه لتحقيق أهدافها ومصالحها".


وأشار إلى ضرورة إصلاح منظومة الأمم المتحدة لكي تستطيع أن تجابه التحديات التي تواجهنا، لافتا إلى أن الأمم المتحدة أنشئت منذ أكثر من 70 سنة في ظل ظروف دولية وإفراز الحرب العالمية الأولى والثانية، وكان لابد من وجود مؤسسة لديها القدرة لتواجه وتنظم السلام في العالم، وأتصور أننا بعد أكثر من 70 سنة نحتاج أن نطور المنظومة حتى تستطيع أن نجابه التحديات التي تواجهنا أو نشأت وتطورت نتيجة التطور الإنساني الذي حدث في العالم.


 وتابع" لو معملناش كده ستبقى الأمم المتحدة هي هي تواجه بقوانين وقواعد وأدبيات ليست عصرية، هذا كلام كان معمول به من 70 أو 80 سنة، والدنيا اتغيرت خالص والتحديات الموجودة أصبحت مختلفة وبالتالي نحتاج أن تطور الأمم المتحدة من نفسها في مواجهة هذه التحديات".


ودعا الرئيس شباب العالم إلى إدراك وتفهم أنه طالما ظلت هناك أهداف ومصالح سياسية ونفعية للدول فلن تنعدم الدول فى استخدام وابتكار أدوات وأساليب جديدة لتحقيق أهدافها بغض النظر عن ما إذا كان ذلك يتسق مع ما تعلنه من قيم ومبادىء نظرية. 


وقال السيسي "إن القضية التي نتحدث بصددها اليوم فى جلستنا لا تكمن فقط فى مناقشة كيفية التغلب على الإرهاب، ولكن ضرورة أن تعلموا كشباب أن الارهاب ليس وليد اللحظة بل تم استخدامه عبر سنوات طويلة لتحقيق أهداف سياسية ومصلحية.


وفى هذا الصدد، أوضح الرئيس السيسي أنه سيتحدث عن تجربة مصر فى هذا الشأن حتى لا يسيء إلى أحد، فقد بدأ موضوع الإرهاب منذ سنوات طويلة ومنذ الخمسينيات، وكان له تأثيره الكبير وبخاصة على الشباب الذين هم الأكثر تضررا من تداعياته.


وأضاف "أننى حين أسعي لتحقيق الاستقرار فى بلدى مصر والتنمية المنشودة نصطدم بعملية إرهابية أوعمليتين من شأنهما وقف أنشطة السياحة في مصر مما يعني خسارة تصل إلى حوالى 15 مليار دولار وهو مبلغ كبير خاصة ونحن دولة ليست غنية، و ليست من الدول الصناعية الكبري ومواردنا محدودة، وبالتالي تدخل الدولة في أزمة كبيرة لمدة سنة أواثنين أو ثلاثة حتى يتم التعافي من تداعيات تلك العملية الارهابية ونعود بعدها أفضل مما كان.


وتابع "ما أقصده أن الإرهاب يبحث ويدبر كيفية تدمير دولة بحجم مصر يزيد عدد سكانها على 100 مليون نسمة، وكيفية تطويعها لتنفيذ الأوامر والتعليمات"، فخلف كل إرهاب مطالب خفية لايعرفها المواطن البسيط، لكن السياسيين ورجال الدولة يعرفون الأهداف والنوايا الخفية للدول الداعمة للارهاب بغض النظر عن كيف نشأ وتطور.. لكن نحن نتحدث عن الإرهاب كظاهرة علينا أن نتعامل معها ونركز على كيفية مواجهتها وعلينا الأ نخلط الأوراق عندما نتحدث عن الإرهاب علينا أن نراعي اعتبارات الثقافة والفكر وتصويب الخطاب الديني حتى نقلل من استخدام هذه الأوعية لدعم وتطوير فكرة الارهاب في العالم كله".