سجّل القطاع السياحي في لبنان تراجعا كبيرا وصل إلى حدود الـ 80% في أعقاب اندلاع الاحتجاجات الشعبية منذ شهرين والتدهور الاقتصادي الحاد الذي تشهده البلاد في الوقت الراهن.
وأكد رؤساء النقابات السياحية اللبنانية (الفنادق والمؤسسات السياحية البحرية والمطاعم والمقاهي والملاهي ووكالات السياحة والسفر والشقق المفروشة وشركات تأجير السيارات والمرشدين السياحيين) خلال اجتماعهم ظهر اليوم مع وزير السياحة اللبناني أوفاديس كيدانيان أن الأزمة وصلت إلى حدود "يصعب التعايش معها وتتطلب جهودا استثنائية لتأمين استمرارية القطاع السياحي".
واتفق المجتمعون على إطلاق مبادرة يمكن من خلالها استقطاب المغترب اللبناني بالإضافة إلى عدد من الوافدين من الدول العربية المجاورة من خلال حوافز تُقدم من قبل شركات الطيران والفنادق والمطاعم والشقق المفروشة وشركات تأجير السيارات والمجمعات السياحية.
وتعهد وزير السياحة اللبنانية لرؤساء النقابات السياحية بالتواصل مع كافة الجهات المعنية من أجل توفير مقومات هذه المبادرة .. مشيرا إلى أن من شأن نجاحها تحريك عجلة الاقتصاد قدر المستطاع من خلال دخول العملة الصعبة مع كل مغترب أو زائر أو سائح يصل إلى لبنان نتيجة العروض التي سوف يتم طرحها من خلال هذه المبادرة.
ويشهد لبنان أزمة مالية واقتصادية ونقدية حادة وتدهورا غير مسبوق في الأوضاع المعيشية منذ فترة انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.
وتسارعت الأزمة بصورة كبيرة تزامنا مع انتفاضة اللبنانيين المستمرة منذ 17 أكتوبر الماضي ، حيث أغلق خلال أقل من شهرين ما لا يقل عن 10% من مؤسسات وشركات القطاع الخاص العاملة في لبنان، فضلا عن خسارة نحو 160 ألف عامل (بصورة دائمة أو بالعقود المؤقتة) لوظائفهم في حين لجأت العديد من المؤسسات والشركات إلى خفض الأجور والرواتب بنسب متفاوتة وصلت إلى 50% تحت وطأة الأزمة.