وجّه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، انتقادا حادا للقادة السياسيين اللبنانيين على خلفية طريقة تعاملهم مع الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد، معتبرا أن هناك حالة من التباطؤ في التوصل لحلول سياسية للأزمة الراهنة التي يشهدها لبنان.
وقال كوبيش في تصريح له اليوم الثلاثاء: "القادة السياسيون اللبنانيون لم يقدموا للشعب اللبناني حتى الآن سوى التلاعب السياسي، وعمليات الاختراق المتزايدة للاحتجاجات بمعرفة المجموعات السياسية، ودفع جانب من الحراك الشعبي نحو التشدد، والتسبب في الهجمات المتزايدة على القوى الأمنية بالحجارة ووقوع أعمال الحرق والتخريب، وإثارة النعرات الطائفية، فهل هذا ما تريدونه حقا للشعب اللبناني؟".
وأعرب المنسق الأممي عن قلقه إزاء تزايد التعقيدات والمخاطر الأمنية المحيطة بالمظاهرات، مشددا على أن السياسيين اللبنانيين يجب عليهم أن يتفهموا أن عرقلة التوصل إلى حل سياسي مستدام للأزمة الراهنة، إنما يعرض لبنان لمخاطر كبيرة متزايدة.
وأكد كوبيش أن الجيش اللبناني وجهاز قوى الأمن الداخلي، يستحقان بالغ الاحترام والتقدير على أدائهم الذي يتسم بالاحتراف والمسئولية والتفاني في حماية المظاهرات السلمية، إلى جانب الحرص على تطبيق أحكام القانون وفرض النظام في مواجهة مرتكبي أعمال العنف بدوافع سياسية.
وكانت شوارع العاصمة اللبنانية بيروت قد تحولت ليل أمس وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم، ولليوم الثالث على التوالي، إلى ساحات للاشتباك والمواجهات العنيفة والكر والفر، بعد محاولات مستميتة من قبل مجموعات تضم المئات لاقتحام ساحتي التظاهر المركزيتين (الشهداء ورياض الصلح) باستخدام المفرقعات النارية والحجارة الكثيفة، غير أن القوى الأمنية – مدعومة من الجيش اللبناني - أجبرتهم على التقهقر إلى مداخل منطقة "خندق الغميق" التي تقع على مقربة من الساحتين.
وتقدمت القوى الأمنية وقوات مكافحة الشغب تحت غطاء كثيف من القنابل المسيلة للدموع التي أطلقتها صوب تلك التجمعات لحملهم على التفرق، ومنعتهم من مواصلة محاولاتهم لاقتحام ساحات التظاهر، مستعينة بعربات مدرعة مثبت أعلاها أجهزة إطلاق متعدد للقنابل المسيلة للدموع، إلى جانب شاحنات ضخمة محملة بكميات كبيرة من المياه ومزودة بخراطيم ذات قوة دفع كبيرة أطلقت من خلالها المياه لتفريق تلك المجموعات.