الخميس 26 سبتمبر 2024

«لوموند»: إسرائيل تحرم مسيحيي غزة من الاحتفال بأعياد الميلاد

22-12-2019 | 12:44

حرمت إسرائيل للمرة الأولى مسيحيي قطاع غزة من الاحتفال بأعياد الميلاد في بيت لحم رغم خضوع هذه المدينة لسيادة السلطات الفلسطينية.


وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد، إنه "منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة عام 2007، اعتبرت إسرائيل هذه المنطقة من الآن فصاعدًا "كيانًا معاديًا" وتعاملت مع سكانها وفقًا لذلك، إذ لا تمنحهم سوى عدد قليل للغاية من تصاريح الخروج عبر معبر إيرز (بيت حانون).


وبعد مضي اثنتي عشرة عامًا، عززت حالة الحصار هذه، التي لم تساهم في إضعاف شوكة الحكم الإسلامي، قوة "المتشدّدين" في حركة حماس وسيطرتهم على السكان المحليين. فهذه العقوبات الجماعية تلقي بضلالها أيضًا على السكان المسيحيين في غزة، الذين أضعفتهم بالفعل الكثير من المصاعب، بعد أن منعتهم إسرائيل من دخول بيت لحم لقضاء عطلة عيد الميلاد.


ودخلت المسيحية غزة في بداية القرن الخامس على يد سانت بورفيريوس كما شيددت كنيسة تحمل اسمه إذ لا تزال لها أهمية كبيرة في المنطقة. وحول مقبرة قديس آخر، يدعى هيلاريون، تم بناء واحدة من أهم مواقع الحج في بلاد الشام البيزنطية، مماثلة في حجمها لمجمع القديس سمعان السوري.


وعقب الفتح الإسلامي عام 637، دخل السكان بصورة تدريجية ثم اعتنق هذا الدين بعد ذلك بأعداد هائلة وخلال القرون الأربعة للعصر العثماني ، في الفترة من عام 1516 إلى عام 1917، سيطرت الكنيسة الأرثوذكسية على الطائفة المسيحية، وهي أقلية، على الرغم من محاولات متأخرة للمبشرين الغربيين لنشر الطقوس الكاثوليكية هناك، أو حتى الإنجليكانية، ومع ذلك، يلعب المسيحيون في غزة دورًا بارزًا في الحركة الوطنية الفلسطينية، حيث أحبطوا مناورات الانتداب البريطاني للانقلاب على أشقائهم المسلمين.


وعقب الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، أصبحت جمعية الشبان المسيحيين في غزة مقرًا للقوميين بالتحالف مع الهلال الأحمر الفلسطيني.


 وأسفرت اتفاقات أوسلو وإسرائيل للسلام في أوسلو عام 1993 عن إنشاء سلطة فلسطينية، خصص برلمانها مقاعد للأقلية المسيحية، ومقعدًا واحدًا لتمثيل مسيحيي قطاع غزة.


وفي عام 2006 ، كان النائب المسيحي المنتخب، حسام الطويل، رسميًا "مرشحًا مستقلًا"، لكن في الواقع كان داعمًا لحركة حماس التي فازت في هذه الانتخابات التشريعية.


وتراجعت أعداد السكان المسيحيين في غزة، الذين تقلص عددهم بالفعل إلى نحو ثلاثة آلاف شخص، اليوم لتبلغ حوالي 1200 شخص من إجمالي مليوني شخص من سكان القطاع إذ دفعت قسوة الحياة الشديدة في غزة العديد من المسيحيين إما إلى الهجرة أو الاستقرار في الضفة الغربية، حيث تطلب إسرائيل من الفلسطينيين اختيار مقر نهائي لإقامتهم في واحدة من هذه الأراضي.