الإثنين 25 نوفمبر 2024

تحقيقات

رفض عربي للتدخلات الخارجية في ليبيا.. دبلوماسيون: تركيا طامعة في الثروات الليبية.. والآمال معلقة بدورعربي يتصدى لها.. ومصر تبذل كافة الجهود لاحتواء الأزمة والتصدي للتهديدات التركية

  • 31-12-2019 | 16:53

طباعة

أكد دبلوماسيون أن اجتماع الجامعة العربية الطارئ اليوم جاء بدعوة مصرية التي تبذل كافة الجهود لاحتواء الأزمة الليبية والتصدي للتدخلات الخارجية وللتهديدات التركية لأمن المنطقة وتدخلها في ليبيا، موضحين أن تركيا طامعة في الثروات الليبية وأنه يجب اتخاذ موقف عربي قوي لمواجهة هذه المطامع.


ورفض مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين التدخلات الإقليمية التى تسهم ضمن أمور أخرى فى تسهيل انتقال المقاتلين المتطرفين الأجانب من مناطق الصراع الإقليمية الأخرى إلى ليبيا، وكذلك انتهاك القرارات الدولية المعنية بحظر توريد السلاح بما يهدد أمن دول الجوار الليبي وأمن المتوسط.

 

وأكد مشروع القرار الصادر عن الاجتماع المنعقد اليوم الثلاثاء، الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ورفض التدخل الخارجي أيا كان نوعه، إلى جانب دعم العملية السياسية من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر 2015 باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية في ليبيا، مشدداً على أهمية إشراك دول الجوار في الجهود الدولية الهادفة إلى مساعدة الليبيين على تسوية الأزمة الليبية.

 

موقف عربي قوي

السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن اجتماع الجامعة العربية الطارئ اليوم بدعوة من مصر لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا والتهديدات التركية لأمنها، يكتسب أهمية خاصة ليس فقط بسبب التهديدات التركية المباشرة بالتدخل العسكري في ليبيا وسابقة احتلال تركيا لأجزاء في سوريا وتدخلها أيضا الذي يدمر فرص تحقيق السلام في سوريا والمنطقة، وإنما يمثل أيضا تحديا للدول العربية مجتمعة.

 

وأوضح بدر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التساهل في التعامل مع هذه التهديدات سيهدد الدول العربية الأخرى ذاتها إذا سكتت أو اتخذت موقفا غير محدد أو بالقوة الكافية لمواجهة هذا العدوان، مضيفا إن السكوت في مواجهة هذه التهديدات التركية يعني وضع مصداقية العمل العربي المشترك في أزمة يصعب الخروج منها.

 

وأكد أن التساهل أمام التهديدات التركية أيضا قد يؤثر على مجمل القضايا العربية الأخرى مثل القضية الفلسطينية وغيرها، ويمتد تأثير ذلك إلى أي طامع في أجزاء من الوطن العربي، مضيفا إن الجميع يتطلع إلى الاجتماع العربي اليوم باعتباره غير روتيني لمواجهة هذه التحديات.

 

وطالب بدر الدول ذات المصلحة مع تركيا أو التي تشكل حلفا معها أو تسمح بوجود قواعد عسكرية لها أن تراجع موقفها، لأن تركيا تمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي بتدخلاتها في شئون ليبيا وسوريا وغيرها من الدول الشقيقة.

 

تركيا طامعة في الثروات الليبية

من جانبه، قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، إن الأزمة الليبية أصبحت دولية لأن هناك أطرافا عديدة تدخلت، وليبيا دولة عربية أفريقية ومن الطبيعي معالجة أزمتها في إطار عربي أفريقي، مضيفا إن الدور العربي في تلك الأزمة تتعلق عليه آمال كبيرة لمواجهة التدخل التركي السافر الذي يعد انتهاكا لكافة القوانين الدولية، خاصة وأن حكومة السراج فقدت الشرعية.

 

وأكد حليمة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الجهة الشرعية الوحيدة هي البرلمان الليبي في بني غازي، الذي له موقف واضح من الحكومة ومن التدخل التركي، مضيفا إن البرلمان يمثل الشعب الليبي والشرعية في يده، وموقفه هو الموقف الشرعي الذي يجب أن يستمع إليه العالم في مواجهة التدخلات الخارجية.

 

وأوضح أن التدخل الخارجي يتجه لدعم الميليشيات المتعددة في طرابلس لمواجهة الجيش الوطني الليبي الذي يدعمه البرلمان الليبي الشرعي، مضيفا إن هذا التهديد يوجب الدعم للشرعية الليبية من جانب دول الجوار والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومن المجتمع الدولي، فقوى العالم تميل للحل السياسي ومواجهة التدخل التركي في ليبيا ومنعه والوقوف ضد أي تدخل خارجي لكي لا تتفاقم الأوضاع هناك.

 

وأشار إلى أن التدخل التركي في ليبيا مدفوع باعتبارات توسعية أيديولوجية في ظل المطامع التركية في الثروة الليبية سواء البحرية أو الداخلية كالغاز والبترول، من أجل المصالح الذاتية وليس لصالح الشعب الليبي، موضحا أن الليبيين يرفضون هذه التدخلات، وكذلك الداخل التركي فالأحزاب المعارضة ترفض أيضا هذا التدخل.

 

وأضاف إن الدور المصري في الأزمة الليبية يستهدف مواجهة التدخلات الخارجية وحفظ أمن واستقرار ووحدة ليبيا، فهي دولة جوار وتدخل في نطاق الأمن القومي المصري، فهناك حدود تتجاوز ألف كيلومتر بين البلدين، وهناك منظمات إرهابية تتخذ مواقفا تجاه مصر تهدد الأمن في المنطقة الحدودية، ومصر تسعى لوأد هذه التحركات وتدعم الجيش الليبي لمواجهة هذه التحديات الخطيرة.

 

وتابع إن اجتماع الجامعة العربية الطارئ اليوم منتظر أن يتخذ موقفا يرفض تماما التدخلات التركية في ليبيا واتفاقات السراج وأردوغان بشأن ترسيم الحدود والتعاون العسكري، باعتبار أن حكومة السراج فاقدة الشرعية، وهذه الاتفاقات تمثل انتهاكا للسيادة الليبية وتهدد أمن ليبيا واستقرارها وتؤدي لاشتعال الأوضاع في المنطقة عبر عناصر موالية لتركيا أو مرتزقة من دول أخرى.

 

جهود مصر

فيما قال السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن اجتماع الجامعة العربية الطارئ اليوم جاء بدعوة مصرية لبحث التطورات في ليبيا والتدخلات التركية فيها في ظل التهديدات بإرسال قوات عسكرية هناك، موضحا أن تفكك الجبهة العربية جرأ الجميع وشجع كل القوى الإقليمية والدولية على التدخل في شئون دول المنطقة بدءا من سوريا والعراق واليمن ولبنان إلى ليبيا.

 

وأوضح الشاذلي، في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن مصر طرحت دعوة قبل بضعة سنوات لإحياء الدفاع العربي المشترك الذي كان هو السبيل الصحيح لمواجهة التحديات على الساحة العربية، يخلق جبهة دفاع عربي له وزن وقوة ردع تمنع العبث بالشئون العربية من القوى الخارجية في ظل التدخل الخارجي من قبل تركيا وإيران وحلف الأطلنطي وإسرائيل وغيرها.

 

وأكد أن مصر تبذل كافة الجهود لاحتواء الأزمة الليبية والتصدي للتدخلات الخارجية هناك، لأن مصر من أكثر الدول تضررا بتدهور الأوضاع في ليبيا كدولة جوار تأوي عناصر إرهابية سبق وأن قتلت مواطنين مصريين وتقوم بمحاولة تهريب السلاح والعناصر المتطرفة عبر حدود مصر الغربية.

 

وأضاف إن مصر لها موقف من الأزمة الليبية وتعمل على تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لاحتوائها والتصدي لأية تدخلات خارجية هناك، موضحا أن ليبيا جزء من الأرض العربية المنتهكة في كل أقاليمها ويجب اتخاذ موقف لحماية وحدتها.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة