بدعوة
مصرية، عقدت الجامعة العربية اجتماعا اليوم، لبحث تطورات الأزمة الليبية، وهي
الخطوة تستكمل الجهود التي بدأتها القاهرة خلال الفترة الماضية والتي تكثفت خلال
الأيام القليلة الماضية مع وضوح عزم الجانب التركي التدخل العسكري في ليبيا، فيما
أكد سياسيون أن مصر لها موقف داعم لوحدة ليبيا لحمايتها من السقوط في يد تركيا،
وأن الاجتماع اليوم خطوة للتصدي للتدخلات التركية.
ورفض مجلس الجامعة العربية على مستوى
المندوبين التدخلات الإقليمية التى تسهم ضمن أمور أخرى فى تسهيل انتقال المقاتلين المتطرفين
الأجانب من مناطق الصراع الإقليمية الأخرى إلى ليبيا، وكذلك انتهاك القرارات الدولية
المعنية بحظر توريد السلاح بما يهدد أمن دول الجوار الليبي وأمن المتوسط.
كما أكد القرار خطورة اتخاذ أي طرف
ليبي لخطوات أحادية الجانب تخالف نص وروح الاتفاق السياسي الليبي والقرارات الدولية
ذات الصِّلة على نحو يسمح بالتدخلات العسكرية الأجنبية وبما يسهم في تصعيد وإطالة أمد
الصراع في ليبيا ومنطقة المتوسط.
وطالب المندوبون أمين عام جامعة الدول
العربية إجراء الاتصالات على أعلى المستويات مع كافة الأطراف الدولية المعنية بالأزمة
الليبية بغية استخلاص مواقف إيجابية ومنسقة تستهدف حلحلة الأزمة ودعم الجهود التي يقودها
المبعوث الأممي والمنبثقة عن عملية برلين لتدشين المسارات الأمنية والاقتصادية في إطار
السعي نحو حل ليبي -ليبي خالص للأزمة ورفع تقارير دورية لمجلس الجامعة متابعة لتنفيذ
هذا القرار.
التصدي
للتدخلات التركية في ليبيا
وفي هذا
السياق، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، إن
دعوة مصر لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية اليوم، خطوة مهمة للحشد العربي للتصدي للتدخلات
التركية في ليبيا، مؤكدا أن مصر تعمل على التصدي لهذه التدخلات بكافة السبل بعد اتفاق
حكومة فايز السراج مع تركيا.
وأضاف في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الجهود المصرية لحل الأزمة الليبية بدأت منذ 2011 لحفظ
أمن واستقرار ليبيا ودعم الجيش الليبي، والحفاظ على مقدرات الدولة العربية الشقيقة،
مضيفا أن مصر تدعم الجيش الليبي في محاولته لإعادته الاستقرار في ليبيا بعد خروج حكومة
فايز السراج عن المسار المحدد وفقا لاتفاق الصخيرات، وتوقيعه اتفاقيات غير شرعية مع
تركيا.
وأكد أن حكومة
السراج تفتقد للشرعية القانونية، لأن اتفاق الصخيرات حدد مدة الحكومة بعام ويمكن تجديده
بعد موافقة البرلمان الليبي لكن رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح أعلن أنه
لم يتم التجديد للسراج، وتعتبر بذلك حكومته غير مؤهلة للقيام بواجباتها قانونيا وشعبيا،
واتفاق تلك الحكومة مع تركيا محاولة لتخريب ليبيا كما حدث في سوريا.
وأضاف إن الجيش
الليبي أصبح قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على طرابلس في معركته لتحريرها من الميليشيات،
وهناك زيارة مرتقبة للمشير خليفة حفتر للقاهرة وتعتبر هي الزيارة الرابعة منذ بدء العملية
العسكرية لتحرير طرابلس، مؤكدا أن التعاون المصري الليبي سيسهم في وصول ليبيا إلى بر
الأمان.
وأشار إلى
أن فايز السراج خسر من الناحية الشعبية والسياسية وغير مرغوب فيه في الداخل الليبي،
وتعاونه العسكري مع ليبيا معركة خاسرة، مضيفا إنه كان أولى على أردوغان أن يصلح بلاده
في ظل الانتقادات الموجهة لتركيا فيما يخص حقوق الإنسان والحريات، والتي تركها أردوغان
وذهب إلى خارج بلاده للتغطية على هزائمه الداخلية، وهذا يؤدي إلى زيادة المعارضة التركية
الداخلية ضده.
دعم وحدة
ليبيا لحمايتها من السقوط
ومن
جانبه، قال محمد الزبيدي المحلل السياسي الليبي وأستاذ
القانون الدولي، إن الموقف المصري من الأزمة اليبية داعم للشعب وحريص كل الحرص على
استقلال ليبيا وعدم التدخل الخارجي في شئونها الداخلية، لذلك جاءت دعوتها لعقد
اجتماع طارئ للجامعة العربية اليوم، مضيفا إن هذا الموقف يرجع إلى سببين، الأول
الدور الريادي لمصر في النظام العربي.
وأكد في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن مصر هي زعيم النظام الإقليمي العربي ولها دور مركزي ومحوري لحماية
المصالح العربية في المجمل، مضيفا إن السبب الثاني هو ارتباط الأمن القومي المصري
والليبي ارتباطا وثيقا وكليا، لأن ما يحدث في ليبيا يهدد مصر.
وأشار إلى أنه الآن عقدت تركيا
العزم على التدخل في ليبيا وبدأت عناصر الجماعات الإرهابية تصل إلى ليبيا قبل
ثلاثة أيام، ونشرت مقاطع فيديو بالصوت والصورة لتواجد سوريين في محاور القتال في
طرابلس، مضيفا إنه يوم أمس قام أحد السوريين بعملية انتحارية في أحد المحاور
العسكرية في الجيش الليبي.
وأوضح أن كتائب من أحرار الشام
والجيش الحر وجبهة النصرة والقاعدة وداعش من مختلف الجنسيات تصل تباعا إلى ساحات
القتال في طرابلس، موضحا أن تركيا وإيران تقاسما النفوذ في المنطقة العربية شرقا
وغربا، ودعوة مصر للجامعة العربية للاجتماع جاءت للتعرف على موقف الدول كافة مما
يجري في ليبيا.
وأضاف إن وقوف العرب متفرجين على
الحالة في ليبيا هو تكرار للسيناريو السوري واليمني والعراقي والصومالي مما يضعف
المنطقة بشكل أكبر وقد يدخلها فيما لا يحمد عقباه، موضحا أن اجتماع المندوبين
الدائمين يعبر عن مواقف الدول تجاه هذه التهديدات.
وتابع أن الموقف المصري داعم للجيش
الليبي ولحماية وحدة ليبيا والوقوف ضد التدخلات التركية فيها وإبعاد الجماعات
الإرهابية عنها، وحمايتها من السقوط في يد الاحتلال التركي أو الأجنبي.