السبت 28 سبتمبر 2024

رسائل تدريبات القوات البحرية في البحر المتوسط.. خبراء: رسالة ردع لأية تهديدات وطمأنة للشعب المصري.. وأكدت الجاهزية للتعامل مع أية تهديدات وحماية الأمنين المصري والعربي

تحقيقات5-1-2020 | 16:02

أكد خبراء عسكريون أن التدريبات العسكرية للقوات البحرية أمس بعثت بمجموعة من الرسائل للداخل والخارج، منها جاهزية القوات المسلحة المصرية للتعامل مع أية تهديدات في البحر المتوسط، وكذلك رسالة ردع لأية أطماع، موضحين أن التدريبات أكدت استعداد القوات المسلحة للحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي.


ونفذت القوات البحرية عملية برمائية كاملة بإحدى مناطق البحر المتوسط، وذلك باشتراك حاملة المروحيات جمال عبد الناصر ومجموعتها القتالية، والتي شملت الفرقاطات طراز (جو ويند) وطراز (بيرى) ولنشات صواريخ طراز (سليمان عزت)، إضافة إلى إحدى الغواصات الألمانية الحديثة طراز (209)، وعدد من وحدات مكافحة الغواصات وعناصر متعددة من القوات الخاصة البحرية.


شهد التدريب اشتراك القوات الجوية، والذي جاء متمثلا في اشتراك الهليكوبتر الحديثة طراز (كاموف) وطائرات (الأباتشي) وطائرات (f-16)، إضافة إلى الطائرات طراز (شينوك) في ظل الوقاية المحققة من عناصر الدفاع الجوي واشتراك مجموعات قتالية من قوات المظلات والصاعقة، إضافة إلى مجموعة قتالية خاصة من قوات المنطقة الشمالية العسكرية.


وتميز التدريب بالتنوع في أساليب القتال مع الاستخدام لجميع عناصر العملية البرمائية سواء من حيث التخطيط والتنفيذ المتقن لجميع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية والقوات الخاصة، والذي عكس بصورة واضحة إمكانيات أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة في الإشراف والقيادة والسيطرة على هذا النوع من التدريبات المعقدة على المستوى الإستراتيجي والتعبوي والتكتيكي، والذي يتطلب تنسيقات على كافة المستويات.


رسالة جاهزية

اللواء محمد زكي الألفي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، قال إن التدريب العسكري الذي نفذته القوات البحرية أمس في البحر المتوسط هو رسالة واضحة بجاهزية واستعداد القوات المسلحة بكافة أفرعها، مضيفا إن الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة شاركت في العملية البرمائية أمس بما يعكس القدوة والقدرة العسكرية المصرية.

 

وأكد الألفي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التدريب شاركت فيه كافة الأسلحة الجديدة من بينها حاملة الطائرات "ميسترال" جمال عبد الناصر  وكذلك أسلحة الدفاع الجوي والقوات الجوية وجزء من القوات البرية في المنطقة الشمالية العسكرية وكذلك الوحدات الخاصة ممثلة في قوات الصاعقة والمظلات.

 

وأوضح أن هذا يعكس الجاهزية الكاملة للتعامل مع أي عدائيات أو تهديدات أو مخاطر في منطقة شرق المتوسط، وخاصة في ظل التهديدات التركية لأمن المنطقة، مضيفا إن التدريب هو رسالة لكل من يفكر الاقتراب من الحدود والثروات المصرية كحقول الغاز والبترول، وأن القوات المسلحة بما فيها القوات البحرية جاهزة لتأمين وحماية هذه الأهداف.

 

وأضاف إن التدريب بعث أيضا برسالة طمأنة للشعب المصري بأن القوات المسلحة جاهزة لتأمينه وحماية حدود البلاد برا وبحرا وجوا، كما أن حرس الحدود يعمل على تأمين الحدود بالكامل، مشيرا إلى أن ذلك رسالة واضحة وبها ردع معنوي لكل من يفكر في الإضرار بالأمن القومي المصري.


طمأنة للشعب المصري

ومن جانبه، قال اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن التدريبات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة وآخرها العملية البرمائية التي أجرتها القوات البحرية أمس في البحر المتوسط هي رسالة ردع، مضيفا إن هذه العملية سبقها عقد اجتماع لمجلس الدفاع القومي المصري وتنفيذها بهذا الشكل يعكس قوة القوات المسلحة المصرية.


وأكد الغباري، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التدريبات العسكرية المصرية أصبحت تدريبات استراتيجية تشترك فيها جميع أفرع القوات المسلحة، مضيفا إن العملية البرمائية أمس اشتركت فيها المجموعة البحرية لحاملة الطائرات ميسترال، كما شاركت فيها فرقاطتان وغواصة ولانشات صواريخ وسيارات للدفاع الجوي محملة بصواريخ.

 

وأضاف إنه تم إعادة تسليح الميسترال بفكر مصري، حيث ظهرت عليها للمرة الأولى الطائرات الهليكوبتر كاموف الحديثة والتي أكدت أن تسليح حاملة الطائرات ميسترال اكتمل، موضحا أن التدريب اشتركت به عناصر من القوات المسلحة كالصاعقة والمظلات والمنطقة الشمالية وتم الإبرار على شاطئ بحري، وهذا الشاطئ يماثل 90% من شواطئ البحر المتوسط.


وأوضح أن مجموعات المشاة والإبرار البحري هدفها تأمين المنشآت الحيوية المصرية في البحر المتوسط كمنصات الغاز والبترول، بما يؤكد القدرة الفائقة على تأمين هذه المنشآت، مشيرا إلى أن مشاركة طائرات الـ إف 16، هدفه التغطية الجوية وحماية القوات من أي طيران منخفض أو بعيد المدى للدفاع يمكن أن يهدد مجموعة القتال المشاركة.


وأشار إلى أن التدريب أكد للمواطنين قوة القوات المسلحة وقدرتها على الدفاع عن الأمن القومي المصري من أية تهديدات أيا كان مصدرها، مضيفا إن مصر دولة سلام تعمل على حماية أمنها القومي، لكن هناك دول لها أطماع في منطقة المتوسط مثل تركيا وغيرها، إلا أن هذا التدريب رسالة ردع لأية قوة تهدد الأمن القومي المصري.

 

حماية الأمن المصري والعربي

وقال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن العملية البرمائية التي نفذتها القوات البحرية أمس بعثت بمجموعة من الرسائل للداخل والخارج، مضيفا إن هذه التدريبات أكدت للمواطن المصري والعربي أن أمنه واستقراره تحت السيطرة وأن قواتنا المسلحة قادرة على مواجهة أية إجراءات أو تهديدات تهدف للإضرار بالأمن القومي العربي.

 

وأوضح العمدة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرسالة الثانية التي بعث بها التدريب هي رسالة ردع لأية معتدين أو مخططين لخلق زعامات زائفة أو من تسول له نفسه المساس بالأمن القومي المصري، مضيفا إن هناك مجموعات قتالية جاهزة مستعدة ومتأهبة لصيانة وحماية الأرض والاستقرار والأمنيين القوميين المصري والعربي.

 

وأكد أن مصر ملتزمة بأعرافها وثوابتها وقوانينها وتمتلك قوة ممثلة في القوات المسلحة جاهزة وعلى استعداد عال، مضيفا إن جاهزية القوات المسلحة للحفاظ على الأمن القومي المصري هي رسالة أخرى أكدتها التدريبات العسكرية سواء للمواطنين أو للمستثمرين والسياح بامتلاك مصر مقومات الاستقرار والأمن.