الأحد 19 مايو 2024

تأسيس مجلس للدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن يضم 8 دول.. وخبراء: يهدف لإرساء الاستقرار ومواجهة التهديدات التركية والإيرانية.. والتحالف ضمانة لاستقرار الأمن الإقليمي

تحقيقات6-1-2020 | 20:11

أشاد دبلوماسيون بتأسيس تحالف للدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، مؤكدين أن هذا المجلس سيعمل على ترسيخ الاستقرار والأمن في هذه المنطقة، وأنه يهدف لزيادة التعاون والتنسيق لمواجهة التهديدات الراهنة التركية والإيرانية، وحماية الأمن الإقليمي.

ووقع وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الإثنين، على ميثاق تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك في إطار اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.

وأعلن وزير الخارجية السعودي اليوم توقعي اتفاق لتأسيس مجلس للدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، يضم 8 دول تترأسه المملكة العربية السعودية، يحمل اسم "مجلس للدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن".، يضم 8 دول هي السعودية، ومصر، الأردن، السودان اليمن، الصومال، إريتريا، وجيبوتي، فيما تم اختيار الرياض لتكون مقرا للمجلس.

وأعلن الأمير فيصل بن فرحان أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، سيدعو إلى قمة لقادة الدول المطلة على البحر الأحمر، مؤكدا أن الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن لديها قدرات دفاعية، وأن هناك ضرورة لرفع مستوى التنسيق والتعاون، لأن دول المنطقة تمر بمرحلة حساسة.

وأكد أن قادة الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن اتفقوا على تأسيس هذا المجلس الجديد استشعارا منهم للخطر الذي يواجههم وإدراكا لأهمية للتعاون المشترك،

 

يرسخ الاستقرار والأمن       

السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن كان مطلبا منذ فترة طويلة، مضيفا إن هناك تجمعات للمتوسط والخليج والمغرب العربي، وكان من حق الدول المطلة على البحر الأحمر أن تؤسس تجمعا لحماية الملاحة والمصالح الاقتصادية الخاصة بها.

 

وأكد بيومي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا التجمع مهم للغاية لمصر وللمملكة العربية السعودية لحماية أهدافهما الاقتصادية كالنفط وقناة السويس وغيرهما، مضيفا إن الدول التي يتضمنها المجلس كلها دول صديقة وهناك علاقات قوية بينها وسيعمل المجلس على زيادة أوجه التعاون والعلاقات.

 

وأضاف إن المجلس سيعمل أيضا على مراقبة الأوضاع وتحقيق الأمن وترسيخ الاستقرار في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، ومراقبة الملاحة في تلك المنطقة وحمايتها، موضحا أن المجلس سيعمل كذلك على زيادة حماية الأمن القومي العربي الأفريقي للدول المطلة على البحر الأحمر.

 

وأشار إلى أن المجلس سيسهم أيضا في تعميق أوجه العلاقات الاقتصادية والاستثمارات المتبادلة بين الدول الـ8 الأعضاء فيه، وهي كلها قضايا مطروحة بين الدول وستبحث خلال القمة المرتقبة بينها بعد أن يدعو العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لعقدها.

 

مواجهة التهديدات

ومن جانبه، قال السفير سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تأسيس مجلس للدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن كان فكرة مطروحة من قبل في ظل أهمية التعاون بين هذه الدول، مضيفا إن الملك سلمان بن عبد العزيز العاهل السعودي سيدعو لقمة للدول الأعضاء للتوقيع على اتفاقية المجلس.

 

وأكد أبو زيد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المجلس سيفيد في مواجهة التهديدات التي تحيط بهذه المنطقة سواء التهديدات الإيرانية أو التركية، حيث سيعمل تحالف الدول الـ8 على إرساء الاستقرار في هذه المنطقة وزيادة تعاون الدول المطلة على البحر الأحمر سواء الأفريقية أو العربية.

 


وأشار إلى أن هذه المنطقة تمر بمرحلة حساسة وتشهد تهديدات من القوى الإقليمية، ومن المهم زيادة التنسيق بين الدول لمواجهتها، موضحا أن التحالف الجديد يضم 8 دول هي السعودية، مصر، الأردن، السودان، اليمن، الصومال، إريتريا، وجيبوتي، وستكون الرياض هي مقره.

 

استقرار الأمن الإقليمي

فيما قال الدكتور أشرف سنجر، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن البحر الأحمر يعتبر مغلقا على الدول المطلة عليه وأكبر دولتين تطلان عليه هما مصر والسعودية ثم بعدهما السودان، مضيفا إن تأسيس تحالف يضم الدول المطلة عليه وعلى خليج عدن خطوة مهمة في ظل الظروف الراهنة التي تحيط بالمنطقة.


وأكد سنجر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر والسعودية من الدول التي لا ترغب في الهجوم وإنما تسعى لضمان الاستقرار والحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي العالمي، مضيفا إن البحر الأحمر ممر مهم للطاقة لمصر وللسعودية أيضا حيث يطل عليه ميناء جدة ، كما أنه مهم للسودان أيضا، ويجمع دولا عربية وأفريقية.

 

وأضاف إن التهديدات التركية هي أبرز ما يهدد المنطقة في الوقت الحالي خصوصا وأن تركيا تتحالف مع إيران لاستفزاز الدول العربية وخاصة مصر والسعودية، مضيفا إن الميثاق الموقع اليوم بين دول البحر الأحمر يعمل على محاصرة أية مطامع إيرانية وتركية والتي بدأت تتجاوز حدودهما .


وأشار إلى أن مغامرات أردوغان المتعددة ستنتهي بحرقه سياسيا في الداخل وهناك مؤشرات بأن المؤسسة العسكرية التركية لن تقبل التواجد في أماكن أخرى مثل ليبيا، موضحا أن دول البحر الأحمر ستعمل على حماية الأمن الإقليمي العربي من هذا الاتجاه.


وأكد أن القيادة السياسية المصرية قرأت المستقبل جيدا، فنجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في قراءة مستقبل الصراع في شرق المتوسط وجهز القوات المسلحة المصرية بكل ما هو حديث ومتقدم، مضيفا إن تركيا لن تقدر على استفزاز الدولة المصرية والاقتراب من حدودها وليس من المياه الدولية.

 

وأوضح أن مصر تميل للسلام وحفظ الأمن الإقليمي والعالمي وتحقيق الاستقرار، ولذلك تكتسب الاتفاقية الموقعة اليوم بين دول البحر الأحمر وخليج عدن أهمية لكونها لبنة لبناء تحالف عربي أفريقي على أرض الواقع وانعكاس لمفهوم العمل العربي المشترك.