أكد السفير صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أهمية تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن في ظل ما تشهده منطقة البحر الأحمر سواء العربية أو الإفريقية من تطورات وتحديات وأطماع.

وقال السفير حليمة - في تصريح له اليوم الثلاثاء  - إن تأسيس هذا المجلس يمثل خطوة إيجابية مطلوبة ومنتظرة منذ فترة لتأمين البحر الأحمر؛ نظرًا لأنه إذا كانت مصر هي قلب العالم القديم فإن البحر الأحمر هو قلب البحار والمحيطات حيث تمر به نحو ١٥٪‏ من التجارة العالمية وحوالي ٣٠٪‏ من النفط، فضلاً عن المرور العسكري للقوى البحرية المختلفة. 

وأشار إلى تواجد قواعد عسكرية عديدة به من دول خارج البحر الأحمر، فضلاً عن الأنشطة الإرهابية غير العادية والجرائم المنظمة من تهريب المخدرات والبشر واللاجئين والنازحين، مما استدعى توحيد الدول المعنية لوضع حد لهذه التحديات.

ورأى أن الأطماع التوسعية من المحور (الإيراني-التركي-القطري) دفعت كذلك إلى تسريع تشكيل مجلس للدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، محذرًا من محاولات تركيا لتوسيع وتكثيف تواجدها في المنطقة العربية والإفريقية بدعم مادي من قطر، بالإضافة إلى تواجد إيران عبر الحوثيين.

وتابع أنه بجانب تحركات ومحاولات تركيا للتوغل في مناطق إفريقية ومنها مناطق بالبحر الأحمر، فهناك العديد من الأزمات في سوريا وليبيا واليمن والصومال والسودان؛ مما استوجب تأسيس هذا المجلس بهدف التصدي لكافة هذه التحديات ذات الطبيعة الأمنية والسياسية والاقتصادية.

وشدد على الارتباط الوثيق بين أمن منطقة البحر الأحمر وأمن الخليج، وعلى أن البحر الأحمر هو مياه عربية إفريقية للتواصل بين المنطقتين العربية والإفريقية وليس للفصل بينهما، خاصة أن هناك 11 دولة عربية متواجدة بالقارة الإفريقية. 

وقال إنه إذا كان العنصر الأمني يمثل أساس تشكيل هذا التحالف، إلا أن الأمر يتعلق أيضًا بالتنمية التي لا يمكن أن تتحقق في هذه المنطقة من دون أمن واستقرار، لافتًا إلى وجود تكامل بين المنطقتين العربية والإفريقية؛ حيث إن المنطقة العربية تمتلك رؤوس أموال وتكنولوجيا، بينما تستطيع المنطقة الإفريقية المساهمة في عملية التنمية بشكل متكامل بما يساعد في مواجهة التحديات.

وأوضح السفير صلاح حليمة أن المقصود بالدول العربية والإفريقية في هذا التحالف هو استبعاد إسرائيل (المطلة أيضًا على البحر الأحمر)؛ نظرًا لأن القضية الفلسطينية لم تُحَل حتى الآن، منوهًا بأنه ربما عندما تتم تسوية القضية الفلسطينية بشكل كامل وعادل يمكن أن يكون هناك رؤية فيما يتعلق بانضمام كل من إسرائيل وفلسطين.

وكان كل من مصر والسعودية والأردن وإريتريا واليمن والسودان وچيبوتي والصومال قد وقعت أمس الاثنين بالرياض على ميثاق تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن من أجل تعزير الأمن والاستقرار في المنطقة.