أكد خبراء إستراتيجيون أن المناورة العسكرية قادر 2020
تكتسب أهمية خاصة من حيث التوقيت والمكان، في ظل التهديدات والتحديات الراهنة التي
تواجه مصر، موضحين أنه من حيث المكان تنفذ المناورة في الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة
وبمشاركة كافة الأفرع الرئيسية في القوات المسلحة، بما يبعث برسالتين، الأولى
رسالة اطمئنان للداخل، والثانية رسالة ردع لكل من قد يستهدف الأمن القومي المصري.
ونفذت المنطقة
الشمالية العسكرية بالتعاون مع القوات البحرية، وعناصر من القوات الخاصة عدد من الأنشطة
التدريبية فى إطار فعاليات المناورة " قادر 2020" التى تنفذ على كافة الاتجاهات الاستراتيجية براً
وبحرا وجواً بالتعاون بين كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية للقوات المسلحة
.
حيث شاركت
تشكيلات ووحدات القوات المسلحة من القوات البرية والبحرية والجوية وقوات الدفاع الجوى
بالإضافة إلى عناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات فى تنفيذ عدد من الأنشطة التدريبية
تتضمن عمليات الفتح الاستراتيجى للقوات على كافة الاتجاهات الإستراتيجية للدولة وعلى
ساحلى البحرين الأحمر والمتوسط .
واستمرت المناورة اليوم، حيث قامت القوات الجوية بإعادة تمركز
لطائراتها من مختلف الطرازات ومن مختلف القواعد العسكرية لتقديم الحماية الجوية لكافة
العناصر المشاركة فى المناورة قادر 2020 على مختلف الاتجاهات، وتنفيذ عدد من طلعات
الاستطلاع وتقديم المعاونة النيرانية للعناصر المشاركة فى تنسيق تام مع قوات الدفاع
الجوى وكذا معاونة القوات البحرية أثناء تنفيذ مهامها لتأمين المصالح الاقتصادية فى
مسرحى عمليات البحرين الأحمر والمتوسط.
كما قامت المنطقة الغربية العسكرية بتنفيذ عدد من الأنشطة
على امتداد الحدود البرية والساحلية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وقوات
حرس الحدود، ونفذت أيضا قوات المظلات عدد من الأنشطة التدريبية، كما قامت قوات حرس
حدود بالتعاون مع القوات الجوية فى تأمين الحدود والسواحل المصرية.
تبعث برسالتين
وفي هذا
السياق، قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن
المناورة العسكرية "قادر 2020 " تكتسب أهمية خاصة لأن القوات المسلحة تنفذها
على الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة، مضيفا أن حجم القوات المشتركة في تنفيذ المناورة
كبير، كما أنها تضم كافة الأفرع الأساسية والتخصصات في القوات المسلحة.
وأوضح الحلبي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المناورة تضم القوات البرية والبحرية والجوية
والدفاع الجوي والصاعقة والمظلات، وكافة التخصصات في القوات المسلحة، وتمتد لعدة أيام
كما أن أنشطتهما تتم باستخدام الذخيرة الحية، ما يجعلها تماثل العمليات الحقيقية وتنفذ
بواقعية كبيرة في التدريب.
وأكد أن المناورة
بهذا الحجم تعطي رسالتين، الأولى هي قوة ورسالة ردع لمن تسول له نفسه استهداف أي أهداف
مصرية داخل مصر أو مياهها الاقتصادية سواء البحر الأبيض أو البحر الأحمر، والرسالة
الثانية اطمئنان للمواطن المصري بأن القوات المسلحة قادرة على حماية الدولة ومشروعات
التنمية.
وأشار إلى
أن القوات المسلحة تقوم بتدريبات مستمرة طوال العام، وتعتبر المناورة قادر 2020 جزءا
من هذه التدريبات، موضحا أن المناورة سبقها تدريبات بمستويات مختلفة لكي تنفذ بهذا
الحجم على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وهي ليست موجهة لأي دولة وإنما ضمن خطة التدريبات
الاستراتيجية للقوات المسلحة.
التحديات
والتهديدات الراهنة
ومن
جانبه، قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن المناورة قادر
2020 تنبع أهميتها ن جانبي التوقيت والمكان، فمن حيث المكان تشمل كل الاتجاهات
الاستراتيجية الأربعة، الاتجاه الشمالي الشرقي في سيناء والغربي في الحدود مع
ليبيا في ظل التوترات الحالية هناك والاتجاه الجنوبي في مضيق باب المندب وكذلك
الشمالي في البحر المتوسط حيث مصالح مصر الاقتصادية هناك.
وأكد في
تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه للمرة الأولى تشهد مصر تهديدات في الأربعة
اتجاهات الاستراتيجية لذلك تكتسب المناورة أهمية من حيث التوقيت في ظل التهديدات
الراهنة، والتحديات الكبيرة التي تجابه مصر سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي،
مضيفا إن المناورة قادر 2020 تستهدف تأمين المصالح القومية المصرية والتعامل مع
جميع التهديدات.
وأضاف إن
هذه المناورة يشترك فيها تشكيلات ووحدات القوات المسلحة من الأفرع الرئيسية
والقوات الخاصة، وتتضمن الفتح الاستراتيجي، موضحا أن الطرق والمحاور التي أنشئت في
مصر خلال الفترة الماضية إلى جانب دورها التنموي تساعد في خدمة عمليات "الفتح"
في تلك المناورة أو لمواجهة أية تهديدات قد تفرض على مصر.
وأشار إلى
أن المناورة تشهد تنفيذ رمايات للذخيرة الحية والتي تعد أرقى مستوى للتدريب، بما
يجعل المناورة تبعث برسالة للداخل بالاطمئنان والثقة في القوات المسلحة التي هي
درع وسيف هذا الوطن، موضحا أن الرسالة للخارج لكل من يحاول المساس بالأمن القومي
المصري والمصالح الاقتصادية والاستراتيجية.
وأوضح أن
القوات المسلحة عززت من قدراتها القتالية خلال الخمس سنوات الماضية عبر منظومات
تسليح حديثة تشمل الغواصات الألمانية 209، وحاملتي الطائرات ميسترال وكذلك
الطائرات الرافال ومنظومات الدفاع الجوي والطائرات الروسية السوخوي 35 وكذلك
الهليكوبتر كاموف 52، مضيفا إن ذلك يؤكد تعزيز مصر قدراتها العسكرية لحماية أرضها
وشعبها.
وشدد على
أن مصر ليست دولة معتدية وإنما تستطيع أن تحمي حدودها ضد أية عدائيات قد تهدد
أمنها.