الأربعاء 27 نوفمبر 2024

تحقيقات

«برنيس» أكبر قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.. خبراء: إضافة لقدرات القوات المسلحة لحماية الأمن القومي المصري.. وتؤمن الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي والمصالح الاقتصادية.. وتؤكد التخطيط الاستراتيجي للدولة

  • 15-1-2020 | 16:45

طباعة

أكد خبراء عسكريون أن قاعدة برنيس العسكرية التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم تعد إضافة لقوة القوات المسلحة لحماية الأمن القومي المصري، حيث تعمل على تأمين الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي والمصالح الاقتصادية المصرية في البحر الأحمر، موضحين أن القاعدة تعمل على مواجهة التهديدات الراهنة وتؤكد التخطيط الاستراتيجي للدولة.

 

وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، قاعدة برنيس العسكرية الجديدة بحضور الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، كما شهد السيسي ختام فعاليات المناورة “قادر 2020” يرافقه عدد من رؤساء وزعماء الدول العربية والأجنبية، والفريق أول محمد زكى، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من ضيوف مصر من السفراء والملحقين العسكريين.

 

حيث تعد قاعدة "برنيس"، أكبر قاعدة عسكرية بمنطقة البحر الأحمر، ومقامة على مساحة 150 ألف فدان، على طول سواحل البحر الأحمر وحدود مصر الجنوبية، وهي ذات شقين جوي وبحري، الشق الجوي يضم عددا من الممرات الجوية كلا منها بطول 3000 متر وعرض يتراوح بين 30 و45 متر وعدد 2 ترمك، بالإضافة إلى عدد من دشم الطائرات بقوة تحصين كبيرة وتضم هنجرا عاما لصيانة وإصلاح الطائرات ومنطقة فنية تضم 45 مبني ومنطقة إدارية بإجمالي 51 مبنى، ووحدات ميكانيكية ووحدات مدرعة وعناصر الإشارة ووحدات الحرب الإلكترونية ووحدات المراقبة ومجموعة الدفاع الجوي.

 

أما الشق البحري يضم رصيفا حربيا بطول 1000 متر ليلبي احتياجات القطع البحرية ذات الغاطس الكبير كحاملات الطائرات والغواصات والفرقطات، كما يضم العديد من ميادين الرماية والتدريب لجميع أنواع الأسلحة، عدد من المنشآت الإدارية والسكنية، وجاري العمل على إنشاء ميناء تجاري سيحوي عدادا من الأرصفة بطول 1200 متر وعمق 17 مترا، عددا من المنشآت الخدمية، مثل مستشفى عسكري مجهز بجميع المعدات الطبية وغرف العمليات ويضم 50 سريرا، وعدد من المنشآت الخدمية مثل محطة لتحلية مياه البحر بطاقة 3400 متر مكعب في اليوم.


 

مواجهة التهديدات

اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، قال إن قاعدة برنيس العسكرية التي شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تكتسب أهمية كبرى لمواجهة التهديدات وتحقيق تمركز القوات المسلحة، مضيفا إن هذه القاعدة تمتلك وسائل التدريب والإعاشة والإيواء وتشهد التنسيق والتعاون بين أفرع القوات المسلحة فبها قوات بحرية وجوية وبرية.


وأوضح، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن قرار إنشاء قاعدة العسكرية يتم بدراسة مجلس الأمن القومي المصري والقوات المسلحة مع القيادة السياسية في ظل حجم التهديدات للأمن القومي في ظل المستجدات الدولية، مضيفا إن الإرهاب أصبح يأتي من الجنوب عبر البحر الأحمر فكان من الضروري إنشاء قاعدة عسكرية لتمركز القوات هناك.

 

وأكد أن الافتتاح اليوم والمناورة العسكرية قادر 2020 أكدت المستوى الراقي للقوات المسلحة المصرية بما يعطي رسالة بالتخطيط الاستراتيجي للدولة والعقل الذي يفكر جيدا لمواجهة التهديدات، مضيفا إن ذلك يحقق الردع بالقوة وليس الردع بالقتال لكل التهديدات.

 

وأشار إلى أن هذا الهدف تحقق بإنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية التي عملت على مواجهة التهديدات في المتوسط وعلى الحدود الغربية، مضيفا إن المناورة قادر 2020 تميزت بأنها ضمت كل عنصر من عناصر القوات المسلحة سواء البحرية أو الجوية أو البرية أو الخاصة أو الدفاع الجوي.

 

وأضاف إن المناورة شهدت مشاركة كل الأسلحة الجديدة سواء طائرات الميج 29 وكذلك طائرات الرافال التي نفذت المظلة الجوية لأن مداها كبير، وكذلك طائرات "اف16"، وكاموف 52، والهليكوبتر 124، وطائرات النقل المسئولة عن المعونات.


 

حماية الأمن القومي

ومن جانبه، قال اللواء محمد زكي الألفي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن قاعدة برنيس العسكرية إضافة للقوات المسلحة المصرية خاصة في الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي ناحية باب المندب والبحر الأحمر والممر الملاحي الهام قناة السويس، مضيفا إن هذه القاعدة شاملة تضم قوات بحرية وجوية وبرية ومستشفى عسكريا ومناطق إقامة وتدريب للوحدات القتالية بالكامل.

 

وأكد الألفي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه التجهيزات تصب في الكفاءة القتالية للقوات المسلحة وتمام الجاهزية العالية على أي من الاتجاهات الاستراتيجية لمواجهة أية تهديدات أو عدائيات على أي منها، مضيفا إن اليوم شهد أيضا ختام المناورة قادر 2020 والتي تعد من المناورات الاستراتيجية الكبيرة التي نفذتها القوات المسلحة.

 

وأوضح أن هذه المناورة تعد من كبريات التدريبات العسكرية التي شاركت فيها جميع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة حيث ضمت القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي والتشكيلات التعبوية سواء على الاتجاه الاستراتيجي الغربي أو البحري الشمالي بما فيه من أهداف بحرية هامة أو الاتجاه الشمالي الشرقي أو الاتجاه الجنوبي.

 

وأشار إلى أن المناورة شملت كل هذه الاتجاهات بمشاركة أيضا قوات الصاعقة والمظلات، وتنفيذ عمليات الفتح الاستراتيجي الهامة التي يمكن من خلالها نقل القوات من اتجاه إلى آخر لزيادة قدرات القوات على مواجهة أية عدائيات يمكن أن يشهدها هذا الاتجاه، مضيفا إن المناورة شاركت فيها عناصر قوات حرس الحدود وبقية الأفرع في معركة الأسلحة المشتركة.

 

وأضاف إن القاعدة العسكرية في برنيس وقبلها قاعدة محمد نجيب في الاتجاه الشمالي بما تضمه من قوات عسكرية مختلفة بالإضافة إلى التشكيلات التعبوية وقوات حرس الحدود وقوات الأفرع الرئيسية كلها تقوم بمهامها لحماية الأمن القومي المصري وتأمين الأهداف الحيوية في مسرح البحرين الأحمر والمتوسط وخاصة الثروة البترولية ومواجهة أعمال التسلل والهجرة غير الشرعية.


 

تأمين المصالح الاقتصادية

فيما قال اللواء ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن قاعدة برنيس العسكرية التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم تكتسب أهمية خاصة تعود إلى الفترة في أعقاب حرب 1973، حينما طلبت دول كبرى من مصر أن يكون لها قاعدة بحرية عسكرية في برنيس نظرا لأهمية هذا الموقع الاستراتيجي على البحر الأحمر إلا أن مصر رفضت.


وأوضح شهود، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن أهمية هذه القاعدة تنبع من كون التهديدات الحالية ليست تهديدات نمطية معتادة وإنما تهديدات من كل الاتجاهات، إلى جانب أهمية تأمين البحر الأحمر والثروات الاقتصادية هناك والتي تصل مساحتها لأكثر من 120 ألف كيلومتر مربع وهناك حاجة ضرورية لتأمينها.

 

وأشار إلى أن التهديدات الحالية ليس لها مكان فأصبح التهديد عبر الإرهاب الذي يصدر إلى الدول من الخارج، مضيفا إن القاعدة تضمن التواجد الدائم للقوات العسكرية وتمثل عمقا استراتيجيا في الاتجاه الجنوبي، وهو الاتجاه الذي يمثل أهمية كبرى لمصر لما يحتويه من مصالح اقتصادية وممر ملاحي لقناة السويس خاصة في ظل تواجد الأسطول الجنوبي.

 

وأضاف إن المناورة قادر 2020 تبعث برسائل هامة للشعب المصري، حيث أكدت أن الجيش المصري قادر على تنفيذ المهام التي سيطلبها الشعب، موضحا أن المناورة تضمنت الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة وأكدت القدرة على العمل في كل هذه الاتجاهات وكذلك مسرحي البحرين الأحمر والمتوسط.

 

وأكد أن المناورة هي رسالة اطمئنان للشعب المصري، ورسالة لكل من يفكر أن يهدد الأمن القومي المصري أن القوات المسلحة جاهزة وبكامل أفرعها الرئيسية البحرية والجوية والدفاع الجوية مع القوات البرية بكل تخصصاتها، مضيفا إن هذا الأداء المتناغم بين الأفرع انتهى بالرماية بالذخيرة الحية في أعلى درجات التدريب.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة