رحلت اليوم الفنانة ماجدة الصباحي التي صنفتها السينما بأنها امتداد لجيل العمالقة ورواد الإنتاج السينمائي، فإن كانت عزيزة أمير قد بدأت أول إنتاج سينمائي في الوطن العربي، وحملت الراية بعدها آسيا ثم ماري كويني فإن ماجدة هي التي تسلمت الراية بعدهما ودخلت مجال الإنتاج بجانب التمثيل، وحتى لا نطيل على القارئ، سنلقي الضوء على أول خطوبة رسمية ومشروع زواج لم يتم في حياة ماجدة.

 

ركز الكتاب والصحفيون على القشور والظواهر البسيطة عند الكتابة عن حياة النجوم ومنهم ماجدة، لاعتمادهم على ما ينشر على مواقع الإنترنت ويتم تداوله ونسخه دون تدقيق أو بحث، فالنجمة ماجدة في حياتها ثلاثة رجال، هذا ما تؤكده الوثائق الصحفية، والشائع أنه تمت خطبتها للفنان سعيد أبو بكر في حفل عائلي على نطاق ضيق، وقد تفاجأ نجوم الفن آنذاك بهذا الاختيار من جانب ماجدة التي كانت بالفعل في سن المراهقة، حتى الحفل البسيط لم يحضره نجوم الفن وحضره ثلاثة أشخاص من نجوم الصف الثالث مجاملة لسعيد أبو بكر.

 

ولم تدم خطبة ماجدة وأبو بكر طويلا، فسرعان ما افترقا، وكرست هي كل حياتها ووقتها للتمثيل والإنتاج، ومع مرور السنوات بدأت ماجدة تزداد جمالا وأنوثة، وتعجب الكثيرون من نجوم الوسط الفني والكتاب من حياة ماجدة  وقلبها الذي أصبح قلعة حصينة لا يستطيع أحد أن يصل إليه، إلى أن فتح قلبها عن اقتناع لشاب يوازيها في العمر، حسب ما ورد في تقرير مجلة الكواكب عدد 21 فبراير 1961 والذي تصدرت ماجدة غلافه وهي ترتدي ثوب الزفاف، فالعريس كان حسن رضا العطار، وهو سوري الجنسية وشقيق زوجة المنتج صبحي فرحات .. وحملت سطور التقرير أن صبحي فرحات كان السبب الرئيسي في مشروع الزواج، فقد كان يبحث لصهره عن عروس، وفي نفس الوقت كانت ماجدة تستعد لزيارة سوريا لحضور عرض فيلم "المراهقات"، وقد كلف صبحي فرحات شقيق زوجته حسن العطار باستقبال ماجدة في سوريا وتوفير كل ما يلزمها من وسائل الراحة والإقامة هناك، ورأى فرحات أن ماجدة إنسانة ناجحة وناصعة السيرة، فاتصل فرحات بحماه الدكتور رضا العطار والد حسن ليخبره بأن ماجدة ستكون في سوريا، وهذه أنسب فرصة لتحقيق حلم ابنه حسن.

 

ونجحت بالفعل مساعي المنتج صبحي فرحات، وتمكن حسن العطار رجل الأعمال وهو شريك لوالده في عدة شركات تجارية ويعمل أيضا مساعدا وشريكا في الانتاج والتوزيع السينمائي لفرحات من فتح قلب ماجدة والاتفاق على مشروع الزواج منها، وبالفعل تمت الخطوبة في أوائل شهر فبراير 1961 ونشرت الكواكب صور الحفل مع تقرير مفصل عن حسن العطار أو "الشاطر حسن" كما لقبه البعض وقتها، ووصل التقرير إلى ثماني صفحات بها صور للعريس يضع القبلات على جبين وخد العروس الخجول الفنانة ماجدة.

 

رغم الاتفاق على كل مراسم الزواج والمهر الذي تم تحديده آنذاك بـ خمسة آلاف جنيه، وأن ثوب الزفاف ستنفذه خياطة تدعى أمينة زغلول مقابل مبلغ 700 جنيه على طراز فستان فرح ديبا، إلا أن ماجدة في بداية شهر أبريل من نفس العام أعلنت أنها أجلت الزواج إلى أجل غير مسمى، وهذا ما أكدته لمجلة الكواكب عدد 18 أبريل 1961 ، أي أن الخطبةاستمرت شهرين فقط، ولم تشأ ماجدة أن تعلن فسخ الخطبة، وأكدت أنها فقط أجلت تنفيذ مشروع الزواج، وسألها المحاور جميل الباجوري هل لأن شقيقك مصطفى يعترض على الزواج، فأجابت بأنه ليس اعتراضا بالمعنى المفهوم، فهو له آراء ويجب أن تدرس.

 

ودخل مشروع الزواج هذا في طي النسيان، وبعد عامين أي في عام 1963 تزوجت ماجدة من الشاب الطيار إيهاب نافع الذي شاركها أول بطولة له في السينما في فيلم "الحقيقة العارية"، وأنجبا الفنانة غادة نافع التي أكدت أن والدها قد تزوج 13 فتاة منهن والدتها والتي انفصل عنها في هدوء.