السبت 29 يونيو 2024

ردا على تجاوزه.. علاقة أم كلثوم بالكويت أكبر بكثير من "النفيسي" وأمثاله

18-1-2020 | 20:14

هناك بعض الشخصيات لا تستحق عناء الرد على بعض ما تتفوه به تجاه قامات قلما يجود التاريخ بمثلها، خصوصا إذا تفوه بهذا عبد الله النفيسي الأكاديمي الكويتي مواليد 1945، والذي أفردت له قناة القبس مساحة كي يهاجم كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، وهو للأسف الذي عاش في مصر عشر سنوات ثم ظهر فجأة ليهاجم أحد رموزها، ربما نتيجة جهله الشديد بقيمة أم كلثوم في الوطن العربي.

 

في أوائل عام 1963 تلقت السيدة أم كلثوم دعوة كريمة من الجمعية الثقافية النسائية بالكويت لإحياء حفلين بالكويت، وبالفعل لبت كوكب الشرق الدعوة وزارت الكويت واستقبلها في قصره سمو الأمير الشيخ صباح السالم الصباح، وأحيت أم كلثوم حفلها الأول يوم الإثنين 25 فبراير 1963، وقت أن كان عبد الله النفيسي يبلغ من العمر 18 عاما، فأين كان؟ هل سمع أم كلثوم في تلك الليلة وهي تشدو بثلاث أغانٍ بدار سينما الأندلس بالكويت، حيث بدأت وصلتها الأولى بأغنية "حيرت قلبي معاك " ثم "حسيبك للزمن" واختتمت عند مطلع فجر اليوم الثاني بأغنية "أنساك"؟

 

وإن كان الحفل الأول في زيارة أم كلثوم قد فات النفيسي، فهل فاته أيضا الحفل الثاني الذي أقامته بنفس دار السينما، حيث غنت يوم الأربعاء 27 فبراير أي بعد يومين، ثلاث وصلات وهي على التوالي "هجرتك ـ ظلمنا الحب ـ هو صحيح الهوى غلاب"، ألم ير النفيسي الشاب ترحيب الشعب الكويتي الكريم وحفاوته البالغة بالسيدة أم كلثوم وما لاقته من حسن استقبال وضيافة ووداع؟ ألم بخبره أحد باهتمام أمير البلاد نفسه بقدوم أم كلثوم إلى الكويت ؟


وإن افترضنا إن النفيسي كان خارج الكويت ولم يشهد زيارة أم كلثوم الأولى، فهل كان أيضا غائبا أو مغيبا عن الكويت عام 1968؟ وقد كان عمره آنذاك 23 عاما، أي شاب يافع وبالغ الرشد، وقد تلقت السيدة أم كلثوم دعوة أخرى في مارس 1968 لزيارة الكويت لإحياء حفل بها؟ ونعيد السؤال.. أين كان النفيسي ليلة 25 أبريل 1968؟ ألم يخبره أحد أن وسائل الإعلام المسموع والمرئي جعلت صوت أم كلثوم يملأ أرجاء الكويت وهي تشدو في سينما الأندلس ـ أكبر قاعة احتفالات آنذاك ـ بأغنية فات الميعاد وتختتم الحفل بقصيدة الأطلال؟

 

إن كان النفيسي صاحب الـ 23 عاما سنة 1968 لم يسمع ولم ير أم كلثوم خلال زيارتيها الكويت فمؤكد هناك خلل.. ودعونا نؤكد للنفيسي المتجاوز في حق أم كلثوم أنها كانت أول من شدت للكويت بأغانٍ وطنية، فلها أنشودتان تمجد فيهما الكويت أرضا وشعبا وحكاما .. ألم يسمع النفيسي أغنية " يا دارنا يا دار يا منية الأحرار" التي سجلتها لإذاعة الكويت في مارس 1964، وأنشودة " أرض الجدود" عام 1966 والأغنيتان من نظم الشاعر الكويتي الكبير أحمد العدواني، ألا يعرف أيضا أن الدبلوماسي الكويتي الكبير حمد الرجيب كان من أقرب أصدقاء أم كلثوم ويحضر كل محفل ثقافي وفني تكون فيه كوكب الشرق؟ إن كانت أم كلثوم لا تعجبك فماذا تقول عن المطرب الكويتي الكبير عوض الدوخي الذي أعاد غناء معظم أغاني أم كلثوم بصوته في الكويت؟


ونطرح التساؤل الأخير، كيف شربت من ماء النيل في طفولتك وصباك وأن تتلقى تعليمك الإبتدائي والإعدادي والثانوي بالقاهرة في حي المعادي وتتجاوز في حق هرم فني خالد عند المصريين والعرب، كيف تفوز بعضوية في مجلس الأمة الكويتي وأنت لا تعرف تاريخ بلدك وعلاقتها الوثيقة بمصر أم الدنيا .. عزاؤنا أنك قد بلغت من العمر عتيا، وكثيرا ما يفقد الإنسان كثيرا من حواسه وإدراكه ويصاب بالهذيان .. وقد وجب الرد والتوضيح فقط من أجل كل كويتي شقيق يعرف قيمة مصر، ويدرك أن أم كلثوم ستظل خالدة بما قدمته من فن راق لجماهير الوطن العربي.