الخميس 2 مايو 2024

ضربة معلم يا ريس

23-10-2019 | 17:43

نجاح عظيم استطاعت أن تحققه جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قاد حملة دبلوماسية شديدة الذكاء خلقت موجة تكتلات دعمت أهداف الأمن القومي في ملف الأزمة الليبية.

 وخرج مؤتمر برلين بمجموعة من الرسائل التي يفخر بها كل مصر وعربي بعد أن باتت دفة توجيه الأمور بيدنا بعد أن كان الآخرون هم من يقررون مصائر دولنا.

وكان الصوت المصري الذي سبقه حشد عسكري هائل جرى من خلال تنفيذ أكبر فتح استراتيجي للقوات المسلحة المصرية في جميع الاتجاهات عاليا و بمثابة رسالة قوية إلى الجميع مفادها أن أي محاولة لفرض أمر واقع على مصر وأمنها القومي لن تمر.

وبات المشروع الأردوغاني المشبوه حطاما على صخرة الدبلوماسية المصرية والعربية التي كان لها قصب السبق في تحويل مسار الأزمة الليبية من ساحة للعبث والتدخل الخارجي إلى وضع حجر اساس متين لحل شامل يحفظ لمصر أمنها القومي كما يحفظ لليبيا وشعبها وحدتها وسلامة أراضيها.

لقد خرج مؤتمر برلين بمجموعة من رسائل الفخر التي يحق لكل مصري التباهي بها بعد أن باتت له قيادة تتحرك سريعا لوأد المخاطر وبقوة فمن منا لم يلحظ انسلاخ المجتمع الدولي من الرئيس التركي الذي كان أشبه بالكلب الأجرب يفر منه الكل حيث ترك وحيدا على طاولة المفاوضات بعد أن افتضح سوء نيته وخبث مقاصده لتظل صورته على طاولة المفاوضات وحيدا في وقت تشاور القادة الكبار في مكان آخر في علامة لا تخطئها عين تؤكد انتهاء الدور الأردوغاني القذر في زعزعة المنطقة ونهب ثرواتها.

كما نجحت مصر في وقف المخططات التركية الهادفة إلى إبقاء المنطقة ساحة للصراع وبات الجميع اليوم على قناعة تامة أن الإرهاب وقواه لن ترحم أحدا إذا استمر التعامل مع تلك التنظيمات المدعومة قطريا وتركيا بشكل منفرد وهو ما يخلق لها مساحات من التحرك تمنحها مزيدا من الوقت للحياة والنمو والإيذاء.

ومن المكاسب التي سعت إليها الدولة المصرية خلال مؤتمر برلين هو تدعيم مؤسسات الدولة الوطنية فلم يصدر أي قرار عن المؤتمر يوقف محاولات الجيش الليبي باعتباره صاحب الشرعية الوحيدة في حمل السلاح بليبيا لمكافحة الإرهاب ولم يستطع أحد أن يوقف محاولاته لتحرير البلاد وبات اليوم يخوض معركة الكيلومترات الأخيرة نحو العاصمة طرابلس.

كان أيضا من سلسلة الخسائر الدبلوماسية الجسيمة التي مني بها البهلول التركي في مؤتمر وتابعه فايز "السراق" بلغة أهل ليبيا رئيس حكومة اللاوفاق عدم مطالبة المؤتمر أو تبنيه اي قرار بتراجع الجيش الوطني الليبي عن أي من المناطق التي حررها وفي ذلك مكسبان الأول إقرار وشرعية لتحركه والثاني إفشال المخطط الأردوغاني الرامي إلى إعادة الأمور إلى المربع رقم صفر.

ولا يقتصر نجاح الدبلوماسية المصرية التي لقنت أردوغان درسا بليغا في العلاقات الدولية وكيفية إدارتها حيث طالب الرئيس الفرنسي أردوغان صراحة ودون تلميح أو تعميم بالتوقف عن إرسال المرتزقة إلى ليبيا أو إرسال السلاح إليهم ليظهر  أردوغان أمام العالم سمسار الفوضى وتعهد الجميع بمراقبة ذلك ومنع أي محاولات لاختراقه ليشاهد البهلول بعيني رأسه وحال حياته سفينة أحلامه وهي تغرق في بحر ليبيا لا يستطيع لها ضرا أو نفعا.

نعم يحق لكل مصري أن يفخر بما استطاع الرئيس السيسي وحكمته الدولية في تغيير مسار الأزمة الليبية وخلق حلف دولي محكم يصب تحركه في الملف الليبي على غير هوى أردوغان لتؤسس مصر 30 يونيو عهدا جديدا تكون فيه صوتا قادرا ويدا فاعلة تنهض باحلام شعبها وأمتها.. وحقا يا ريس كانت ضربة معلم.  

 

 

    Dr.Randa
    Dr.Radwa