الوقت هو أثمن ما نملك وأعظم ما يمكن استثماره، فهو الحاضر والمستقبل، وكل الحضارات الإنسانية عبر العصور المختلفة، أكدت على أهمية الوقت، وفى ديننا الحنيف، نجد أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول في الحديث الشريف "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" ويقصد عدم الاستفادة الأمثل منهما.
وحذر الفلاسفة والعلماء من التفريط فى الوقت أو إضاعته كما قال العالم الجليل الحسن البصرى "يا ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك".
وتقول الدكتورة ميرفت ميرغني، مدرس مناهج وطرق تدريس تربية الطفل إن فن إدارة الوقت أحد الفنون المهمة لحياة ناجحة سعيدة، وحقيقة الأمر أننا لا ندير الوقت، ولكن ندير أنفسنا فى الوقت بمعنى الاستفادة الرشيدة والحكيمة للوقت المتاح واستثماره بشكل فعال وتحديد الأولويات، ووضع خطة مكتوبة بالأهداف المرجو تحقيقها في أوقات زمنية محددة، فكلنا نشترك فى مقدار ما نملك من الوقت 24 ساعة فى اليوم لكن نختلف وبشدة فى كيفية الاستفادة بهذا الوقت لذا يجب تعويد الأطفال على استثمار الوقت فى أشياء مفيدة عن طريق :-
- التحدث معهم عن أهمية الوقت ، نخطط معهم جدول أسبوعي / شهري وتحديد فيه الأهداف والأولويات المطلوب تحقيقها واجعل هذا الجدول أسلوب حياة.
- كتابة قائمة بسيطة بالإنجاز الذى تحقق فى إطار زمني محدد ومكافأته عليه.
- كتابة الأحاديث النبوية والأقوال المأثورة التي تتحدث عن أهميه الوقت وتعليقها فى حجرتهم.
- تخصيص وقت للقراءة فى الجدول المعد.
- تحديد معهم مواعيد البرامج التي يحبوها والوقت الذى تستغرقه من اليوم
وتضيف د. ميرفت ميرغني أنه بما أن الوقت هو الحياة وفى الحديث الشريف "يا ابن آدم أنا يوم جديد على عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة"، لذا يجب أن نحذر الأطفال من لصوص الوقت وهم :-
- التأجيل والمماطلة واختلاق الأعذار لتأجيل عمل اليوم للغد.
- عدم تحديد الأولويات وبالتالي الخلط بين أهمية الأمور.
- عدم النظام لأنه يضيع الكثير من الوقت ويهدره.
- عدم التركيز بمعنى القيام بعمل معين ثم تركه لعمل شيء آخر ثم العودة إليه مرة أخرى.
- التخطيط غير الواقعي بمعنى أن يعطى العمل الذى يحتاج 4 أيام لإتمامه يومين فقط والعكس.
هذه بعض النصائح التي يمكن من خلالها محافظة الأطفال على الوقت والاستفادة الأمثل منه، مع العلم أنه كلما زادت قناعتهم بأهمية الدقيقة التي يحيوها كلما زادت العزيمة للمحافظة على الوقت من أن يهدر ويضيع.