أكد الفنان التشكيلي صلاح عناني،أن مصر تعيش الآن لحظة تاريخية لن تتكرر، تتمثل في الحضور المصري القوي في غياب وجود إمبراطورية تحكم العالم،وأنه من هذا المنطلق تنبهت الدولة المصرية للاهتمام بالتوجه نحو القارة الأفريقية باعتبارها تمثل عمقا استراتيجيا كبيرا بالنسبة لمصر،وهو ما ظهر بقوة في دعمها لأمن واستقرار ليبيا في مواجهة مخاطر الجماعات المتطرفة.
وقال عناني - خلال فعاليات الندوة التي أقيمت مساء اليوم الثلاثاء ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب،تحت عنوان : "اللوحة التشكيلية ومخاطبة الجماهير" ، بمشاركة الدكتور محمد حمدي ، أستاذ الرسم والتصوير بكلية التربية الفنية جامعة حلوان - إن الحضارة المصرية تمتد إلى أكثر من 45 ألف عام وليس 7 آلاف عام كما يزعم الغرب ، في محاولة منهم لطمس الهوية الثقافية المصرية، مشيرا إلى أن الاستعمار "الثقافي " يعد أخطر التهديدات التي تواجه مصر باعتبار أن الهوية الثقافية المصرية أهم ما يميز الحالة المصرية، لذلك تسعى دول الاستعمار بقوة لطمس هذه الهوية لتشكيك المصريين في قدراتهم.
ونوه إلى أن مصر - على المستوى الجغرافي - تتمتع بموقع شديد الأهمية في العالم، ساهم في تعريف البشرية المواقيت، خاصة وأن مصر تتمتع بظاهرة انتصاف عدد ساعات الليل والنهار،مضيفا أن عدد ساعات الليل في مصر 12 ساعة ، نفس عدد ساعات النهار.
وأوضح أنه تعلم من الطبقة الشعبية بشكل أكبر من الطبقة المتوسطة،خاصة أن الشارع ساعد في تكوين مفاهيم مهمة ورؤيته للأشياء، وأن هذا كان سببا فى ميوله للعيش في حارة شعبية، نظرا لأن المصريين في الحارة الشعبية يحبون التلاحم والقرب وهذا موروث ثقافي يتميز به المصريون،بعكس ما يحدث فى دول الغرب، الذين يحرصون أن تكون هناك مسافات تباعد بينهم.
وعبر عناني،عن سعادته واعتزازه بالتواجد في معرض القاهرة الدولي للكتاب،واحتفاء المعرض بالدكتور جمال حمدان،لافتا إلى أنه يعتبر نفسه امتدادا له في اهتمامه بالشخصية المصرية، ولكن من خلال أعماله الفنية والتشكيلية.
من جانبه،قال الدكتور محمد حمدي، أستاذ الرسم والتصوير بكلية التربية الفنية جامعة حلوان،إن الدكتور صلاح عناني صاحب تجربة خاصة في الفن التشكيلي، حيث عمل على تجسيد اللوحة التشكيلية لتصل إلى رجل الشارع البسيط،مما ساهم في زيادة اهتمام المواطن البسيط بالفن التشكيلي من خلال تبسيط أعماله ليتمكن المواطن البسيط من تذوقها.
ولفت إلى أن الدكتور عناني صاحب مشروع فني كبير واضح المعالم منذ بدايته، يعتمد على مركزية مصر بالنسبة للعالم وحركة التاريخ، ويأتي في القلب من هذا المشروع، الشخصية المصرية.. حاملة جينات الحضارة للكوكب.