كتب- عمر محمد
"سبت النور" هو أحد الاحتفالات التي يحييها الأخوة المسيحيون وتأتي ذكراه اليوم السبت، ويطلق عليه السبت المقدس، أو السبت الأسود وهو اليوم الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة وقبل أحد القيامة، أو عيد الفصح، وهو كلمة اصطلاحية أخذت أبعادها من شعلة مقدسة تنطلق من كنيسة القيامة، والمكان الذي وضع فيه الجسد لثلاثة أيام قبل القيامة، حيث يظهر النور في قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة، وينطلق هذا النور ويشعل الشموع التي توزع على كل الموجودين، حسب الطقوس المسيحية.
وجاء في الآثار المسيحية عن ذكر هذا اليوم: أنه لا يكون النور المقدّس مُحرِقًا لبضع دقائق ويقوم الشعب الحاضر بتمرير أيديهم في النور ويمسحون وجوههم به ليغتسلوا، وعن مشاعر فائقة الوصف تنتابهم من جرّاء هذا الفعل، فرحة تفوق الإدراك ثم بعد فترة من الوقت تتحول شعلة النور إلى شعلة من النار عادية.
يوم السبت هو يوم العبادة في اليهودية، فعند غروب الشمس من يوم الجمعة تبدأ ربّة البيت في إشعال شموع السبت، وتسمى نور السبت أو أضواء السبت.
وهي مصابيح خاصة أو أضواء زائدة، وفي أثناء هذه الإضاءة تدعو في صلاتها أن يبارك الله عملها، وأسرتها، والصيغة المألوفة لديهم هي: "يا الله يا ربنا، يا ملك الكون، يا من قدستنا بوصاياك ، وأوصيتنا أن نضيء يوم السبت".
ومعنى كلمة "سبت"، هو الراحة ولكنه ليس يوم كآبة، بل هو وقت سرور وبهجة، ويستمر هذا اليوم حتى غروب شمسه، وإذا كانوا في المعبد فإنهم يعودون ليجدوا مائدتهم، ويبدأ الزوج يرتل دعاءه لزوجته، ثم يقرأ بعض فقرات من سفر التكوين مما يتعلق ببدء الخليقة والراحة يوم السبت ثم يتناول رغيفًا فيقرأ عليه أيضا ويباركه، ثم يقدمها لزوجته ولأولاده، ثم يتناول رغيفاً فيقرأ عليه أيضاً ويباركه ثم يقسمه بين أفراد الأسرة، ثم يتلو ذلك طعام العشاء.
يقام الاحتفال حوالي الساعة 11 مساءً من ليلة سبت النور وحتى الساعات الأولى من صباح السبت، ويبدأ الاحتفال بعيد القيامة بصلاة تسبيحة العيد عصر السبت ثم باكر عيد القيامة مع حلول الظلام، وأخيرا قداس عيد القيامة مع انتصاف الليل وتختم مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة، إذ تحبذ الكنائس الاحتفال بعيد القيامة في صباح الأحد وليس في ليلة السبت، هذا يحصل في الكنائس البروتستانتية، حيث تذهب النساء إلى قبر المسيح في فجر الأحد، ويٌقام هذا الاحتفال عادةً في ساحة الكنيسة.
وفي مدينة القدس، تزدحم كنيسة القيامة بعدد كبير من الزوار من كافة الجنسيات (اليونانية، الروسية، الرومانية، الاقباط، السريان)، بالإضافة إلى المسيحين العرب القاطنين في فلسطين التاريخية، بانتظار انبثاق النور المقدس حسب المعتقدات المسيحية.