حذر وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي من المفسدين الذين ربما يرغبون في تخريب اتفاق السلام الذي وقع أمس السبت في العاصمة القطرية الدوحة بين الولايات المتحدة وأفغانستان.
وقال قريشي - في مؤتمر صحفي نقلته قناة "جيو نيوز" الباكستانية اليوم الأحد - "إنني تحدثت مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعد توقيع الاتفاق وأثرت معه أربع نقاط تعد مصدر قلق أولها كان بشأن دور المفسدين الذين دائمًا ما يكونوا متواجدين داخل أفغانستان وخارجها".
مضيفا : "علينا مراقبتهم ووضع آلية لتحديدهم والقرار النهائي سيكون في أيدي الحكومة الأفغانية"..مؤكدا أن المراسم المنعقدة أمس أخلفت زخمًا يجب الحفاظ عليه وسيستمر عندما يرى الأشخاص التقدم.
وأضاف وزير خارجية باكستان :"لقد عرضت النرويج استضافة الحوار بين الأطراف الداخلية الأفغانية لكن يتعين علينا التأكد ألا يكون هناك تأخير كبير بين الخطوتين حتى يستمر الزخم".
وفيما يتعلق بالنقطة الثانية والتي تتمثل في قضية إطلاق سراح السجناء..قال قريشي : "إن هناك حاجة لإحراز تقدم بشأن هذا الصدد ، فبعض السجناء مع الحكومة الأفغانية والبعض الآخر مع حركة طالبان ، ونأمل أن يلعب الرئيس الأفغاني أشرف غاني دوره في الحفاظ على البيئة صحية وإدراك أهمية الاتفاق".
وبالنسبة للنقطة الثالثة والتي تتمثل في الاضطراب السياسي في أفغانستان .. أجاب وزير خارجية باكستان : "نحن لا نرغب في التدخل في السياسة الداخلية للبلاد أو خلق أي عوائق، فبإمكان الولايات المتحدة أن يكون لديها دور مهم للغاية في الأمر".
ونوه قريشي بأن النقطة الرابعة التي طرحها كانت بشأن حشد الدعم الدولي .. قائلا : "إن عملية بناء أفغانستان ما بعد الصراع وعودة اللاجئين مهمة، فنحن نرغب في عودة الأشخاص لمنازلهم بسلامة ولأجل ذلك نحتاج لدعم دولي".
وأشار وزير خارجية باكستان إلى أنه التقى أيضًا بوزراء خارجية طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان .. موضحًا أن الخطوة المقبلة يجب أن تكون التواصل مع جمهوريات آسيا الوسطى.
وقال :"لكي يحدث ذلك، فعلينا عقد محادثات، ونحتاج أن يكون لدينا تواصل في حال كان هناك سلام في أفغانستان".. مؤكدا على ضرورة زيادة التواصل الإقليمي من خلال الحوار .. قائلا : "أعتقد أنه من المناسب أن نجلس مع بعضنا البعض وإقامة حوار".
وكان الرئيس الأفغاني قد رفض بندًا رئيسيًا في الاتفاق يدعو إلى إطلاق سراح آلاف السجناء المتمردين ..قائلًا "لا يوجد التزام بإطلاق 5 آلاف سجين من حركة طالبان" .. مضيفًا : "أن أي عملية إفراج عن سجين ليست من سلطة الولايات المتحدة، إنما من سلطة الحكومة الأفغانية".
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية قد وقعتا أمس اتفاق السلام الذي يهدف إلى إنهاء النزاع المستمر منذ 18 عامًا في افغانستان أطول حرب شهدتها الولايات المتحدة.
ووقع الاتفاق المبعوث الأمريكي الخاص بالمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد وكبير مفاوضي طالبان، المولى عبد الغني برادار في العاصمة القطرية بعد مفاوضات استمرت لما يزيد على عام.