كتبت - يارا حلمي
في السنوات الأخيرة تحول المترو من وسيلة مواصلات إلى سوق، تباع فيه العديد من السلع، سواء الغذائية أو التجميلية أو حتى الملابس، بخلاف المناديل وألعاب الأطفال واللبان، الأمر الذي تحاول قوات تأمين المترو السيطرة عليه، لكنها حتى الآن لم يحالفها الحظ في ذلك.
محمود سمير، 15 عاما، يبيع زجاجات مياه في المترو، قال إنه بدأ نشاطه قبل سنتين من الآن، وإنه بدأ ببيع المناديل، ثم الشيكولاتة واللبان، كذلك الأحزمة للرجال والنساء، مضيفا أنه يشتري بضاعته من تُجار، ويدفع لهم بالأجل، وإذا تعثَّر في السداد لن يتمكن من استكمال نشاطه.
وتابع محمود "البيع في المترو له مخاطر، بعض الزبائن يتعامل معنا بعنف، وإذا الأمن أخذنا من المحطات ندفع غرامة، وإذا كنت في عربة السيدات أدفع غرامة على المخالفة بركوب عربة السيدات، وغرامة أخرى عن البيع في المترو"، مؤكدا "إذا رفضنا دفع الغرامة يصادروا بضاعتنا، وهي خسارة كبيرة لنا، فنحن نعيش من رزق هذه البضاعة، والمكاسب ليست كبيرة".
عربة السيدات مكان خصب لترويج السلع، خصوصا الملابس وأدوات التجميل، والإكسسوارات، وأدوات المطبخ أيضًا، كذلك بعض مستلزمات المنزل، كل هذا يأتي إلى الفتاة أو السيدة في مكانها، دون أن تتحمل عناء النزول إلى الشارع أو السوق، والبحث في المحال عما تريده، لذلك، لا تخلو عربات السيدات من الباعة على مدار الساعة.
هبة عبد الرحيم، تبيع أدوات تجميل في العربات المخصصة للسيدات، قالت إنها تبيع بالمترو منذ أربع سنوات، وإن عملها مُربِح، لأنها تعتمد على الفتيات المترددات على المترو، ووجودهن لا ينقطع يومين، كما إنها تبيع أشياء بسيطة، بأسعار زهيدة، كأدوات التجميل والصابون الطبي، وبعض الإكسسوارات التي تستخدمها الفتيات، وتحرصن بعضهن على اقتنائها، مما يجعل حركة البيع والشراء نشيطة.
وأضافت هبة أنها وجدت في المترو سوق جيد لسلعها، ولا يكلفها أي شيء، فلا تحتاج لتأجير مكان، ولا تضع نفسها في منافسة مع باعة يحتلون نفس المكان الذي تبيع فيه، وتابعت "باعة المترو يحترمون بعضهم، ولا يتنافسون على الزبائن، نحن نضع قواعد لأنفسنا، والجميع يسير عليها، فإذا دخلت عربة المترو ووجدت زميلتي تبيع نفس ما أبيعه إما أن أغير المترو في المحطة التالية، أو انتظر حتى تنتهي، وأبدأ في عرض سلعتي".
وأشارت هبة إلى أنها لا تخشى سوى أمن المترو الذي يعترض طريقها داخل المحطات أحيانا، وهو ما يؤثر عليها سلبا، "بنخسر كتير لو الأمن وقفنا، بدفع غرامة تضيَّع مكسب اليوم، وأحيانا أدفع الغرامة دون أن أبيع أي شيء، ولا تفلح التوسلات مع الأمن"، وتابعت "بيقولوا لنا كده غلط، وده مش مكان للبيع، بس إحنا ماعندناش مكان تاني نبيع فيه، الشارع له ناس، وتأجير محل يحتاج أموال غير متوفرة مع باعة المترو، ولو الفلوس دي معانا هانرحم نفسنا من الجري في المحطات طول اليوم، ودفع الغرامة".
في حين أكدت قيادة أمنية بالمترو، أن العناصر الأمنية لا تترك أي شخص يمر إلى المترو دون تفتيش حقائبه، بوضعها على الجهاز الإلكتروني، بالإضافة إلى مرور الشخص نفسه من البوابة الإلكترونية، لكن هذا الأمر غير مجد مع الباعة، وقال "لا توجد صلاحية لفتح الحقائب متى لم يعلن جهاز الإنذار وجود مشكلة بها".
وأوضحت القيادة في تصريحات لبوابة "الهلال اليوم"، أن أفراد الأمن يتابعون بدقة أي مخالفين سواء من الباعة أو غير ذلك، مشيرا إلى أن الباعة الذين يتم ضبطهم بالمترو يقوم الأمن بتحرير محاضر لهم داخل المحطة المضبوطين بها، ثم يتم ترحيلهم إلى نقطة الشرطة التي تتبع لها المحطة، على أن يدفعوا غرامة المخالفة بقسم الشرطة، وتابع "نحاول السيطرة على الوضع، والتضييق على الباعة، حتى يتوقفوا عن مخالفة القواعد التي تقضي بعدم البيع في المترو".
بينما قالت ضابط بمحطة مترو كلية الزراعة إنها لا تستطيع فتح حقائب من يمر من الجهاز، وأضافت أنها ليس لديها سُلطة بذلك، حتى إذا تشككت أن بعض المارين بحقائب هُم من الباعة، وسيبيعون بضاعتهم داخل المترو، وأوضحت أن الأمر يتوقف على ضبطهم في عربة المترو، خلال ترويج بضاعتهم لمستخدمي المترو.
وأشارت إلى إن الأمن يجد أزمة في إقناع بعض السيدات بعدم وجود مشكلة في وضع الحقائب التي تحتوي على طعام أو خضروات على الجهاز، مما يضطرهم أحيانا إلى السماح بتمرير الحقائب من هذا النوع خارج الجهاز، وتابعت "بعض المواطنين غير متعاونين، ونتعرض كثيرا لمشادات وتطاول من كثير من مستخدمي المترو، ونلتزم ضبط النفس إلى أقصى درجة في التعامل مع المواطنين.