خاضت "الهلال اليوم" جولة ميدانية بين أسواق الأسماك المملحة الخاصة بأعياد الربيع، والتي يحتفل بها المصريون سنويًا، فبعد أيام قليلة يحل علينا عيد "شم النسيم" المعروف بالعادات والتقاليد الفرعونية القديمة، حيث يعكف المواطنين على شراء الفسيخ والرنجة.
وفي جو عائلي، يعكف المصريون على تناول مأكولات الأسماك المملحة المتنوعة التي تتعرض للهواء الطلق مما يصيبها ببعض الطفيليات، بعد شرائها من أماكن غير موثوق مثل شراء الفسيخ و الرنجة مما قد يعرض حياتهم للخطر ويعكر صفوهم.
الأماكن والأسعار
في أحد أسوق منطقة الطالبية والعمرانية، ألتقت "الهلال اليوم" مع عدد من بائعي الفسيخ والسردين الذين بفترشون الرصيف استعدادًا لبيعها للزبائن، وقال أحد الباعة:" أن سعر الفسيخ يبدأ من 60 جنيهًا حتى 150 جنيهًا للكيلو ما يوازي سعر اللحوم داخل محلات الجزارة، وسعر السردين يصل غلى 40 جنيهًا والرنجة من 15 جنيهًا إلى 35 جنيهًا حسب الحجم والنوع، ويصل سعر الملوحة إلى 80 جنيهًا للكيلو فى زيادة عن الأعوام السابقة.
طرق التخزين
وعن طريقة تخزين الفسيخ، يقول أحد البائعين:" إنه سيقوم بوضعه فى نسبة ملوحة معينة داخل براميل بلاستيك حتى يصل إلى درجة معينة من الملوحة ليبدء في طرحة بالسوق على الأرصفة"، مشيرا إلى أن الأسعار ارتفعت ارتفاع كبيرة بسبب قلة طرحه فى الأسواق عن الأعوام السابقة لوجود أزمة فى توفير الأسماك داخل السوق".
مصدر للأمراض
وبالنظر إلى طريقة حفظ الفسيخ وتعبئته أو تخزينه لدى باعة الرصيف ندرك مدى خطورة الأمر حيث يقوم البائعون بعرضه بشكل مكشوف داخل علب بلاستيكية ومياه عكرة علاوة على انتشار الذباب عليه ما يشكل مصدرًا للأمراض قد تؤدي إلى الموت، كما يضع بعض البائعين الفسيخ داخل أكياس سوداء تزيد من تعفن السمك دون النظر إلى صحة المواطن، والأمراض التى قد تنجم عن أسلوب التخزين الخاطئة المتبعة من قبل البائعين.
تدني الجودة
وبالنسبة إلى حالة اسماك السفيخ والرنجة، التى تم رصدها بالسوق ترى أن جودتها فى غاية التردي يحث يتضح على شكل السمكة عند النظر غليها إنها غير صالحة للأكل ورائحتها نتنة، ولا يتم تغليفها بشكل صحي ووضعها بشكل مباشر عرضة للأتربة وعوادم السيارات مما يزيد من سوء حالة تلك الأسماك.
أسباب الإقبال على الشراء
وبسؤال أحد المواطنين المقبلين على شراء الأسماك عن سبب شرائه الفسيخ من على الرصيف، قال إنهم أسعارهم أقل سعراً من أصحاب المحال، وأنه يضطر إلى شراء تلك الأسماك لرخص ثمنها لإرضاء عائلته فى يوم شم النسيم، لافتاً إلى أنه لا يعلم مدى صلاحية تلك الأسماك ولا يفكر فى مدى خطورتها.
غياب الرقابة
وانتشر هؤلاء البائعين داخل الأسواق دون رقابة من الجهات المعنية لمنع وصول تلك الأسماك للمواطن فى حال عدم صلاحيتها، للحد من حالات التسمم التي تزداد فى يوم شم النسيم نتيجة للأسماك الفاسدة والملوثة التى تباع على الأرصفة لكونها تحوي على العديد من الميكروبات الخطرة والمميتة.
الفسيخ يسمم الجسد
وعن مخاطر الفسيخ الفاسد، يوضح الأطباء بالحجر الصحي، أن تناوله يسبب التسمم الحاد وقد يؤدي إلى الموت المفاجئ، نتيجة الإصابة بميكروب "البتيولزم " شديد الخطورة والفاعلية، كما يمكن أن يصاب الإنسان بتسمم نتيجة المواد الكيماوية التي تضاف إليه، والبكتيريا والفيروسات التي تنمو وتتكاثر مصاحبة لهذا النوع من الأسماك التي يمكن إطلاق عليها مصطلح "تعفين السمك"، فضلا عن التهابات الكبد والجهاز الهضمي والجفاف التي يصاب بها من يتناول تلك الأسماك ومدي خطورتها علي الحوامل حيث يصبن بالقيء والإسهال وتسوء حالتهن الأمر الذي قد يجعلهن يفقدن الجنين.