أسدلت اليوم محكمة جنايات القاهرة برئاسة
المستشار حسن فريد وعضوية المستشارين خالد حماد، الستار عن محاكمة الإرهابي هشام عشماوي
المتهم بارتكاب 54 جريمة هو 36 آخرين وقضت بإعدامه، ليصبح هذا الحكم بالإعدام هو الثالث
الذي يصدر ضد عشماوي.
ولاقى الحكم بالإعدام الذي أصدرته محكمة الجنايات اليوم، فرحة عارمة
لدي أسر الشهداء التي ظلت تنظره على أحر من
الجمر حيث تعالت صرخاتهم التي دوت في أركان قاعة المحكمة مرديين "الحمد لله .. القصاص
العادل نفذ .. يحيا العدل"، ممزوجة بزغاريد
الفرحة المختلطة بالدموع على فراق أبنائهم الأبطال من أولاد مصر الشرفاء علي يد هذا
الإرهابي الغاشم الذي تلقى الحكم بنظرات ممزوجة بالدموع والخوف ممسكا بقضبان السجن الحديدية
متحركا كالفأر.. وظهرت عليه علامات الخوف والندم.
تاريخ عشماوي الإرهابي
يعد هشام عشماوي الإرهابي الأبرز ومؤسس
تنظيم بيت المقدس الإرهابي وتنظيم المرابطون، حيث تضمن دوره تدريب وإعداد أعضاء التنظيم
وخلاياه على استخدام الأسلحة والمتفجرات ونقل خبرته في التعامل مع قوات الأمن والواجهات
العسكرية والأمنية لمنفذي العمليات التي يقوم بها التنظيم.
وعرف
بين أعضاء التنظيم الإرهابي باسم "شريف" أو "أبو مهند"،
الذي دبر لباقي المتهمون في القضية والبالغ عددهم 207 متهما على التواصل مع اقرانهم
بسيناء و لقاء مسؤولي تنظيم أنصار بيت المقدس، وبالفعل نجح في تدبير لقاء لهم مع توفيق
محمد فريج زيادة، واسمه الحركي "أبو عبدالله" زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس،
و"أبو عماد" مسؤول التواصل والعلاقات ومتابعة الإعلام.
أبرز الجرائم المتورط بها
الارتباط بخلية «عرب شركس» التي نفذت عددا
من العمليات الإرهابية واتهم عشماوي بقتل عشرات الجنود والضباط، في العديد من العمليات
الإرهابية، ومنها الاشتراك في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم
في سبتمبر 2013 و استهداف مديرية أمن الدقهلية في ديسمبر 2013 والذي أسفر عن استشهاد
16 من رجال الشرطة والمواطنين بتدبير منه و استهداف حافلات يستقلها أقباط في محافظة
المنيا و اغتيال ضابط الأمن الوطني الشهيد محمد مبروك والهجوم على كمين كرم القواديس
بسيناء في أكتوبر 2014 و تدبير حادث اغتيال النائب العام السابق المستشار و استهداف كمين الفرافرة بالوادي الجديد يوليو
2014. و استهداف الكتيبة 101 في العريش في فبراير 2015 وتورط عشماوي في حادث الواحات
الإرهابي، الذي أسفر عن استشهاد 16 شرطيا ومقتل 15 إرهابيا في مداهمة لأحد أوكار الإرهاب
في أكتوبر 2017 والهجوم على كمين الفرافرة الذي أسفر عن مقتل 28 ضابطا ومجندا والإعدام
في قضية الفرافرة
كلمة رئيس المحكمة
قال المستشار حسن فريد، في كلمته أثناء
إصدار حكمه بالإعدام شنقا للإرهابي هشام عشماوي و36 آخرين فى اتهامهم بارتكاب 54 جريمة
، موجها حديثه إلى المتهمين داخل قفص الاتهام: أعلنها للقاصي والداني فمصر ليست مسرحا
للمتطرفين والإرهابيين بل هي مقبرة للغزاة، يا شهداء الوطن يا شهداء الواجب يا من روي
بدمه .. يا أهل مصر .. يا من قدمتم الشهداء يا كل من روي أرض مصر بدمائه العطرة الزكية،
يا من قدم روحه فداء للوطن يا كل شهداء الغدر والخسة من الجيش والشرطة والقضاة هنيئا
لكم بأبنائكم فلا تخافوا ولا تحزنوا فإنهم أحياء خالدون في الجنة.
وأضاف فريد موجها حديثه إلى المتهمين قائلا:
يا سفاك دماء الأبرياء عليكم لعنه الله والبشر أجمعين" فإن عدالة الله في أرضه
تقتص للشهداء ولأرواحهم الطاهرة من المتطرفين
وأشار رئيس المحكمة إلي إن الهيئة استمعت
الي جميع طلبات الدفاع دون إخلال أو تقصير، وعدد شهود الإثبات فى القضية 830 شاهدا،
واستمعت المحكمة منهم إلى310 شاهد اثبات وفقا لما تراءى للمحكمة والدفاع سماعهم طبقا
لقانون الإجراءات الجنائية المعدل، واستمعت المحكمة الي شهود النفي الذين أحضرهم الدفاع
وعددهم 33 شاهدا، وقدمت المحكمة العون الطبي بعرض معظم المتهمين علي مستشفي السجن وعلي
الأطباء المتخصصين لتلقي العلاج اللازم وإجراء العمليات الجراحية بمستشفيات خاصة بناء
على طلب الدفاع، و قامت المحكمة بعرض بعض المتهمين علي الطب الشرعي بعدما طلب الدفاع
عرضهم لبيان أن كان بهم إصابات من عدمه لإظهار وجبة الحق في الدعوي وجميع التقارير،
أكدت عدم وجود إصابات.
وأكد القاضي إن المحكمة سمحت للدفاع وأهالي
المتهمين ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والأجنبية بالحضور بالجلسات العلنية والزيارات
داخل قفص الاتهام والزيارات الاستثنائية بالسجون إضافة الي تقديم بعض الأدوية كلما
طلب الدفاع ذلك.
وأوضح رئيس المحكمة ، لقد وقر فى يقين المحكمة
علي وجهة القطع والجزم واليقين أن جماعة أنصار بيت المقدس هم الجناح العسكري لجماعة
الإخوان الذين استقوا بهم لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية ضد الشعب المصري وقد ثبت ذلك من
ارتكابهم 54 عملية إرهابية داخل ربوع مصر، مما ثبت بالإقرارات التفصيلية لمعظم المتهمين
على أنفسهم وعلي باقي المتهمين بارتكابهم الجرائم المنسوبة لهم بأمر الإحالة، كما ثبت
من تحريات مباحث الأمن الوطني التي جاءت متسقة مع ماديات ووقائع الدعوي فإن المحكمة
اطمأنت إلى جدية التحريات والتي صدر بموجبها أذون النيابة العامة بضبط المتهمين وقد
جاءت متفقة مع باقي أدلة الدعوي الأخرى، ومن شهادة شهود الإثبات التفصيلية التي إطمأنت
إليهم المحكمة جميعا علي ماديات الدعوي وما ثبت بتقارير الطب الشرعي وكافة التقارير
الطبية الأخرى.
وأردف القاضي ، ثبت من معاينات النيابة
العامة للمقرات التنظيمية في معظم محافظات الجمهورية و تفتیش مساكن المتهمين وضبط بها
الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات، وما أثبتته النيابة العامة من الأحراز المضبوطة
مع المتهمين من أسلحة آلية وذخائر ومتفجرات وما جاء بتقارير قسم الأدلة الجنائية وتقارير
اللجان الفنية والمعاينات وكافة أدلة الدعوى الأخرى .