قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم الثلاثاء، إن أزمة المهاجرين على حدود بلاده مع تركيا "تهديد غير متكافئ" مع حدود الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن اليونان والاتحاد الأوروبي لن يتم ابتزازهما.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي في أعقاب زيارتهم للحدود اليونانية - التركية، وفقا لما أوردته صحيفة "كاثمريني" اليونانية.
وأشار ميتسوتاكيس إلى أن هذه الأزمة لم تعد مشكلة لاجئين ولكنها محاولة صارخة من تركيا لاستخدام الأشخاص اليائسين لتعزيز أجندتها الجيوسياسية وتحويل الانتباه عن الوضع الرهيب في سوريا.
وأكد رئيس الوزراء اليوناني أن الأشخاص الذين حاولوا دخول بلاده في الأيام القليلة الماضية لم يأتوا من محافظة إدلب السورية التي مزقتها الحرب، لكنهم كانوا يعيشون بأمان في تركيا لفترة طويلة من الزمن، وقال "لن تستطيع تركيا ابتزاز أوروبا من خلال قضية اللاجئين، نحن مستعدون لدعم تركيا في التعامل مع مشكلة اللاجئين وإيجاد حل للأزمة السورية ولكن ليس في ظل هذه الظروف فواجبي هو حماية سيادة بلدي".
وأضاف ميتسوتاكيس "لسوء الحظ تحولت تركيا إلى مهرب رسمي للمهاجرين"، وجدد تأكيد أن اليونان ستحمي حدودها التي هي أيضًا الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، موضحا أن أثينا تتوقع تضامنًا ملموسًا من الاتحاد الأوروبي، وعبر عن أمله في أن تكون الأزمة الحالية بمثابة دعوة لتستيقظ أوروبا لتحمل مسئولياتها.
وفي نفس السياق، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تقديم أوروبا الدعم المطلق لليونان في سعيها لضبط حدودها مع تركيا.
ووجهت فون دير لاين رسالة دعم قوية لليونان بالتوازي مع رسالة تحذير لمن يستضعفون أوروبا قائلة "من يحاول اختبار وحدة أوروبا سيصاب بالإحباط".
كما أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية عن تضامنها مع الأشخاص الذين وقعوا ضحية وعود كاذبة وأوهام، ووصفت الوضع على الحدود البرية بين اليونان وتركيا بأنه شديد الصعوبة والتعقيد، وتعهدت بتقديم كل الدعم اللازم لليونان للحفاظ على النظام العام وحماية حدود البلاد التي هي حدود أوروبية.
ويتمثل الدعم الأوروبي المعلن اليوم في وضع 100 عنصر إضافي من عناصر وكالة حرس الحدود وخفر السواحل الأوروبية (فرونتكس) مزودين بطائرتي هيلكوبتر وطائرات مراقبة وسفن تدخل بتصرف السلطات اليونانية.
كما ستقدم المفوضية دعماً مالياً قدره 700 مليون يورو لليونان، نصفها بشكل فوري والآخر على مراحل لتمكينها من تعزيز بنيتها التحتية للتعامل مع مشكلة تدفق المهاجرين، بالإضافة إلى ذلك سيتم بناء على طلب الحكومة اليونانية تفعيل آلية الحماية المدنية لتعزيز قدرة أثينا على الاستيعاب.
وختمت فون دير لاين كلامها بالقول بأن أوروبا ستواجه التحدي الحالي بصورة موحدة وبروح من التضامن والتصميم.
وشهدت العلاقات الأوروبية - التركية توتراً جديداً منذ عدة أيام بعد أن قامت أنقرة بتيسير عبور المهاجرين لديها نحو أوروبا، مهددة القارة الأوروبية بالإغراق.