الأحد 12 مايو 2024

عروض وندوات وتكريم كرم مطاوع .. 192 ساعة فعاليات مهرجان شرم الشيخ المسرحى للشباب «2»

16-4-2017 | 10:53

كتبت : نيفين الزهيرى - عدسة : عبدالحافظ حمدى

192 ساعة أقيمت خلالها فعاليات الدورة الثانية لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، والذي شهد وجود عدد كبير من المسرحيين من نجوم ومخرجين ونقاد ومهتمين بعالم المسرح بشكل عام، وشهدت هذه الدورة العديد من الفعاليات التي لم تتوقف يوما واحدا، فكل يوم يتزايد عدد المشاركين في تقديم العديد من التجارب الشابة أو الخبرات التي اكتسبوها خلال عملهم في عالم المسرح الثري، وكأنهم يؤكدون مقولة الفنان الكبير الراحل يوسف بك وهبي، وما الدنيا إلا مسرح كبير.

وقد حصل المهرجان علي إشادة كبيرة من الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة كتجربة متميزة، مؤكدا أنه دعم الفكرة منذ البداية خاصة حين تأكد بنفسه من تحمس الفنانة الكبيرة سميحة أيوب لها، فرغم العقبات أمام الأحلام إلا أنه لاشئ مستحيلاً علي شباب مصر، وأضاف في كلمته إلى دور الفن في الحياة وقال إن الفن هو الحياة، أن المسرح في كلمة واحدة يعني الحرية وما أحوج أمتنا العربية في هذا الوقت للحرية والحياة، وأعرب الوزير عن سعادته بأن تكون تونس هي ضيف شرف هذا العام كما اكد سعادته بالتمثيل العراقي في المهرجان هذا العام مشددا علي صمود العراقيين ضد الاحتلال والطائفة.

سعادة تونسية

بينما أكد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء أن أضواء شرم الشيخ لن تنطفئ أبدا وذلك بناء علي تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي طالبه بذلك في أول لقاء معه عقب توليه مسئولية رئاسة البلاد، وأن تكون مستعدة دائما لأي نشاط ثقافي أو فني.

وكان من بين الحضور نجيب المنيف السفير التونسي في مصر وزوجته لفعاليات المهرجان خاصة وأن الافتتاح كان مع الفنان التونسي لطفي بوشناق بالإضافة إلي اختيار تونس ضيف شرف المهرجان في دورته الثانية، فقال إن هذا الاختيار بقدر ما يعكس تقديرا لإنجازات المسرح التونسي وريادته علي الساحة الثقافية فإنه يؤكد علي عمق العلاقات الثقافية والتاريخية العرقية التي تجمع البلدين وهي علاقات مميزة في جميع المجالات ولاسيما مجال الثقافة والفنون الذي يعمل علي تقوية الروابط في كافة المجالات المسرح خاصة الشباب.

دون أجر

وكان من أكثر ما تفاعل معه الجميع في المهرجان هو تواجد الفنان التونسي لطفي بوشناق لإحياء حفل الافتتاح وأيضا المشاركة في فعاليات المهرجان لمدة 3 أيام أخري، وأكد أنه لايمكنه أن يرفض أي نداء من مصر، خاصة أن هذه المرة الأولى التي يحضر فيها إلى مدينة شرم الشيخ، تلك المدينة الساحرة الجميلة، وأشار "عندما طلب منى الغناء هنا وافقت على الفور ودون أجر، لأن هذا مهرجان ثقافي، والثقافة هي الجسر الذى يعمل على التواصل بين الشعوب، لردع الإرهاب والأفكار المتطرفة"، وأكد أنه سعيد بتكريمه من وزير الثقافة ومنحه درع سيناء .

فيما تناول مازن الغرباوي رئيس المهرجان في كلمته رحلته مع المهرجان وكيف كانت البداية من حلم شاركه فيه بعض الأصدقاء بأن يكون لدينا في مصر مهرجان لمسرح الشباب، وقال إن هذا الحلم قد تحقق ومع بداية الدورة الثانية تتأكد هذه الحقيقة، ووجه الشكر لكل الجهات التي وقفت وراء هذا المهرجان ليظهر في الحياة الثقافية بهذا الشكل.

سرايا حمدين

المهرجان قام بتكريم الفنان الشاب سامح حسين في حفل الافتتاح، حيث أهدى تكريمه لأستاذه المخرج الكبير خالد جلال، الذى عمل معه فى بداياته كممثل فى أكثر من عمل مسرحى، كما درس وتخرج عنده بمركز الإبداع الفنى فى دورته الأولى، حيث قال إنه يهدي جائزته لواحد ممن ساهموا في أحداث نهضة مسرحية حقيقية في المسرح المصري، ولم يتمكن حسين من متابعة فعاليات المهرجان فغادر في صباح اليوم التالي لحفل الافتتاح لارتباطه بتصوير مسلسله الكوميدى "سرايا حمدين".

كرم مطاوع

وفي اليوم التالي أقامت إدارة المهرجان ندوة التكريم الخاصة بالفنان كرم مطاوع حامل اسم هذه الدورة بحضور زوجته الفنانة سهير المرشدي وابنته الفنانة حنان مطاوع، والدكتور حسن عطية، والمخرج المسرحي عمرو دوارة مدير الندوة، الذى قال:"قدمت ندوات كثيرة خاصة بالمسرح والسينما، لكنى لم أشعر بمثل هذا التوتر من قبل، وليس له أى مبرر، إلا أننا فى حضرة كرم مطاوع".

وقالت الفنانة سهير المرشدى "هذا المهرجان يقول إن مصر شابة ليس بكثرة الشباب فيها، ولكن لأنهم قادرون على العمل، وما يقدمونه فى هذا المهرجان يثبت أن مصر ولادة، والتواصل بين الأجيال سمة فى هذا المهرجان تعبر عن الوفاء"، وأضافت سهير: "كرم مطاوع كان ممثلاً عظيمًا، ظلم نفسه بالإخراج الذى أخذ كل وقته، لأن المخرج يكون عليه ضغط كبير فى التركيز على كل عناصر العرض المسرحى، وكان بطبعه متمردًا على الأشياء، لذلك كانت مواقفه السياسية معروفة، وعانينا من ذلك كثيرًا، ولكنى لن أتحدث فى هذا الأمر الآن".

وتابعت زوجة الفنان الراحل "على الرغم من أن الجميع كان يرى كرم مطاوع كالطاووس، فإن قلبه بداخله بكارة طفل، وكان نظره ضعيفًا ويرفض ارتداء نظارة طبية، فكان عندما يراه أحد فى أى مكان يعتقد أن كرم يتجاهله، ولكنه فى الحقيقة لم يكن يراه".

المرة الأولي

وذكرت ابنته الفنانة حنان مطاوع "هذه المرة الأولى التى أحضر فيها تكريمًا لأبى، لذلك فخورة بوجود مهرجان شبابى يكرِّم كرم مطاوع، وكنت أفكر كثيرًا لماذا لا يتم تكريم أبى، وأرجع السبب ربما لتراجع الحركة المسرحية وتناسى المجتمع وعدم عرض أعمال له"، وأضافت"كرم مطاوع هو حبيبى وشقيقى وأنا النسخة الأخرى منه، ربما لم أعش معه فترة طويلة، ولكنى أخذت منه الكثير من الصفات".

وعلى جانب آخر، قدمت إدارة المهرجان لأسرة الفنان الراحل تمثالا لكرم مطاوع، قامت بإهدائه الفنانة نسمة دياب، وسيتم وضعه فى مقر جمعية نادى المسرح، التى ترأسها الفنانة سميحة أيوب، كما أهدى الوفد العراقى أيضًا لأسرة الراحل درعًا، تكريما منهم لمشواره الفنى.

سمعة كبيرة

أكدت الناقدة المسرحية لما تيارة أن تكريم المبدع كرم مطاوع شئ مستحق وربما متأخر فقالت" نحن في سوريا نري كرم مطاوع إنسان مشهور ومحبوب أعماله التليفزيونية التي تعرض علي الشاشات في الوقت الذي كان فيه الانتاج المصري هو الأهم كان لها تأثير كبير في سوريا، ودرجة المحبة له جعلت الكثيرين يسمون أبناءهم باسمه، وكون المهرجان يقام في شرم الشيخ شيئاً في غاية الجمال وأتمني أن يحضر جمهور من سكان المدينة أنفسهم، فالمهرجان له صدي من الدورة الأولي فقد تم الإعلان عنه بشكل مكثف وذلك صنع صدي للمهرجان مهما وصنع سمعة كبيرة حيث تسابق الكثير للمشاركة فيه، وأضافت أن كل مهرجان ثقافي هو وسيلة جميلة لتقارب الثقافات.

الجهد المبذول

بينما أكد الفنان القدير محمود الحديني أنه من المدافعين عن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي من أجل أن يظل مستمراً، وأنه من المتحمسين لفكرة أن يراعي المهرجان الشباب وأفكارهم، واشار الحديني إلي الجهد المبذول من قبل إدارة المهرجان ممثلة في المخرج الشاب مازن الغرباوي والفنانة وفاء الحكيم، ويضاعف هذا الجهد عدم وجود مسارح مجهزة بالشكل الكافي للعروض المسرحية وذلك لإنها مدينة سياحية وتمنى أن يصل المهرجان لأهالي شرم الشيخ أنفسهم كي يستمتعوا بالثقافة المسرحية.

استقطاب المبدعين

بينما أكد العراقي الدكتور أياد كاظم السلامي أن فكرة إقامة مهرجان علي أرض شرم الشيخ هي فكرة جميلة لأنها تسويق إعلامي فني سياحي ومبادرة وزارة السياحة باستقطاب اكبر عدد من الدول الأجنبية هي رسالة لاستقطاب المبدعين ليصبحوا رسلا لمصر في بلادهم كنوع من التأكيد علي أن المسرح ضد الإرهاب، وأن هذه المدينة في سلام وتستقبل وفودا من كل دول العالم وقد بدأ المهرجان بالفعل في استقطاب العديد من الدول التي أصبحت تسعي للمشاركة فيه".

في الوقت نفسه أشار المخرج خالد عمر من سلطنة عمان " هذه أول دورة لي كمشارك في المهرجان وهو يقام في منطقة معروفة علي مستوي العالم، والملاحظ أن هناك مشاركة كبيرة من دول عربية مختلفة وهذا في حد ذاته رسالة ضد الإرهاب وان يكرم المهرجان المبدع كرم مطاوع أراه تكريما مستحقا لقامة فنية رفيعة المستوي وهي بادرة طيبة من القائمين علي المهرجان" .

فيما ذكر علي عليان مدير مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي بالاردن إن المهرجان متميز حيث استطاع رغم قصر مدة تواجده علي الساحة المسرحية ان يحظي بسمعة كبيرة علي مستوي مصر والوطن العربي وذلك نتيجة جودة العروض التي ينتقيها ويقدمها، وأضاف أن حالة الالتفاف التي تحدث بين المسرحيين في المهرجانات من نوعية مهرجان شرم الشيخ تساهم في توسيع الافق لدي المشتغلين بالمسرح ومن هنا يتم تطوير التجارب المسرحية ومن ثم لا تتكرر وتتشابه.

كوريا الجنوبية

«حينما لا تعد اللغة حاجزا في التواصل» كان هذا هو حال العرض الذي قدمته فرقة مسرحية من كوريا الجنوبية، من خلال عرض «الوردة» حيث طلب الفريق الكوري من الحضور الجلوس علي الأرض حتي يتابعوا العمل بشكل مختلف يتوافق مع طبيعة الأفكار التي يقدمونها من خلال هذا العرض، ففي بداية العرض تقدم مجموعة من الممثلات بملابس سوداء وأقنعة لا تحمل تعبيرا سوي التجهم، ويقمن ببعض الحركات التي تتسم بالآلية والموسيقي المستخدمة مؤثرة جدا، ومع توقف الموسيقي يتغير المشهد إلي مجموعة من الفتيات الصغار اللاتي يمارسن طفولتهن بمنتهي الفرحة والحب، من خلال مشهد ملئ ببهجة الطفولة لايوقفها سوي صوت صفارة القطار التي تأخذهم إلي عالم مخيف مجهول، وقد أثار العرض ببساطته الحضور ونال إعجابهم بشدة.

ميديا فرنسية

ومن فرنسا تم عرض مسرحية ميديا التي تعد واحدة من روائع الأدب العالمي وهو عرض مونودراما، تبدو ميديا بعين آخري، حيث نراها منشطرة إلي شخصيات متعددة مابين الأماكن والازمان فهي الفرنسية والامريكية والعربية وتلمح في كل واحدة عبر الاداء والملابس سمات من المكان الذي تشير إليه فالعربية ترتدي عباءة والاجنبية ترتدي ملابس تتناسب مع المجتمع الاوربي وتحمل السلاح احيانا وترقص في مشهد آخر، وتستغل الممثلة بعض قطع الاكسسوار لتعبر عن هذا الصراع الداخلي الذي تعيش فيه ميديا، حيث استطاعت مخرجة العرض ان تجعل المتلقي يري ميديا هنا من مكان إلي آخر ومن زمان إلي أخر وذلك عبر اختلاف الاداء التمثيلي ومن خلال قطع الملابس التي ترتديها الممثلة، وفي نهاية العرض كرمت سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، أبطال العرض المسرحي "ميديا الفرنسية".

دون كيشوت

ومن تونس قدم خمسة ممثلين مسرحية دون كيشوت ولكن بشكل مختلف أثار إعجاب الحضور أيضا، حيث تحرك هؤلاء الخمسة في مساحة الفضاء التمثيلي بكل حرية متنقلين بين الشخصيات الدرامية، هنا يوجد رجل مشلول جالس علي كرسي متحرك إلي جوار عربة تسمح بأن يجرها الأشخاص، وفي بداية العرض تلمح هذا الرجل القعيد ينظر في صمت ويترك مساحة التمثيل ثم يعود من جديد مراقبا لما يحدث وفي خضم تلاحق مشاهد العرض يتم رصد الحاضر برجال سياسة واعلام زائف، حيث يقدم العرض نموذج السياسي صاحب الكلام الأجوف حيث الحديث الدائم عن الديمقراطية ومصلحة الشعب وعن ذلك البرنامج الانتخابي الذي لاينفذ منه شئ علي أرض الواقع فتسمع كلمات بلا معني لا تعبر عن شئ وإلي جوار السياسي وزيفه تجد نموذج الاعلام الذي يقدم صورة تختلف تماما عن الحقيقة.

موت صالح للشرب

العرض المسرحي "موت صالح للشرب" المشارك من دولة العراق بـالمهرجان اقيم علي شاطئ شرم الشيخ، وحضر العرض الفنانه سهير المرشدي ومازن الغرباوي رئيس المهرجان والفنان والمخرج شادي سرور والفنان محسن منصور والفنانة وفاء الحكيم مديرة المهرجان، تدور أحداث العرض حول مجموعة من الشباب يحاولون الهجرة غير الشرعية ولكنهم يجدون أنفسهم علي مشارف الغرق والموت، وتسبب العرض فى دموع نجوم الفن والجماهير الذين حرصوا على مشاهدته، والتقاط الصور التذكارية مع أبطال العرض عقب انتهائه.

فريد وعمار

وقف جمهور مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي في دورته الثانية دقيقة حداداً علي روح الناقد الكبير سمير فريد والمخرجة والفنانة التونسية رجاء بن عمار وايضا رحيل الناقد الطاهر مكي والدكتور عبد المعطي شعراوي الاستاذ بأكاديمية الفنون.

الوفد التونسي المشارك وقف مصطفا قبل العرض المسرحي المكسيكي " حلم ليلة صيف " وتحدثوا عن المخرجة الراحلة رجاء بن عمار وعن مسيرتها وتاريخها بشكل مختصر جدا وكان من ضمن الوفد الدكتور الفنان الاسعد الجاموسي مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية وأبطال العرض المسرحي " الشقف " المشارك بالمهرجان.

النسيان

أقيم ضمن فعاليات المهرجان حفل تأبين للدكتور عبدالمعطي شعراوي أستاذ الدراما بأكاديمية الفنون المسرحية ، بحضور الفنان مازن الغرباوي رئيس المهرجان والفنانة وفاء الحكيم مدير المهرجان ، والناقد د. حسن عطية رئيس المهرجان القومى للمسرح والفنانة سهير المرشدي، تحدث د.حسن عطية في بداية الندوة عن عبدالمعطي شعراوي وسمير فريد وطاهر مكي ، كمبدعين حقيقيين اثروا في الفن المصري ، وقدموا الكثير له ، وقال: آفة حارتنا النسيان مثل ما قال استاذنا الكبير نجيب محفوظ.

واضاف: كان عبدالمعطي شعراوي هو أكثر من ناقش الصراع بين الانسان والسماء في الدراما، وتخصص في دراسة عالم الاساطير، سواء في جامعة حلوان أو عين شمس، وأكاديمية الفنون المسرحية ، والذي كان يدرس فيها حتي آخر اسبوعين من حياته برغم مرضه ، لانه لا يريد الابتعاد عن تلاميذه أو التدريس.

وأشار عطية الي ان عبدالمعطي ظل يبحر في عالم الاساطير اليونانية منذ ان التحق بدراستها في الجامعة، وحتي عند تخرجه وعمله في ذلك المجال، وقال: كان الراحل راقيا في ملبسه وحديثه وصفاته ، فلم اعهده يوما من الأيام أن تلفظ لفظا نابيا، أو يقوم بموقف غير جيد.

وواصل حديثه قائلاً: كان عبدالمعطي يكتب سيناريوهات للافلام ، ولكنه لم يخرج إلي النور الا فيلم «رمال وأقدار» عن قصة ثروت أباظة، و لكن ابتعد عنه المنتجون لانه يقدم اعمالاً جادة، وهم لا يريدون الا "الهلس".

خالد جلال

ومع الأيام الأخيرة من المهرجان تم إقامة ندوة للمخرج خالد جلال بحضور عدد من النقاد والفنانين منهم: سميحة أيوب وسميرة محسن ومحسن منصور وسهير المرشدي ومحمود الحديني ود.حسن عطية ومحمد الروبي وعايدة علام والإعلامي أحمد المسلماني والفنان مازن الغرباوي رئيس المهرجان وأدار الندوة باسم صادق.

بدأت الندوة باستعراض مقال لباسم صادق يرصد خلاله مشوار المخرج خالد جلال من المسرح الجامعي مرورا بمسرح الشباب ودراسته في روما وعودته إلي مصر.

وقالت الفنانة سميحة أيوب: عملت مع خالد جلال في تجربة مسرحية لم تخرج للنور بعنوان "كان فيه واحدة ست" تأليف محمود الطوخي ، ولكنها توقفت بسبب ثورة يناير.

واضافت: العمل معه متعة.. تجعل الفنان يذهب إلي البروفات ليعرف ماذا سوف يقدم اليوم ، حيث كان يفتح لنا عوالم جديدة لم ندخل لها من قبل، ويعطي النصائح للصغير والكبير، ليمنح الورق روحاً وجسداً علي خشبة المسرح. وطلبت منه سميرة محسن ان يقص للشباب، كيف جاءت بداياته .

وقال خالد جلال: بدأت من المسرح الجامعي، وحينها كان هناك جيل كبير من الفنانين منهم سعيد صالح وخالد الصاوي وماجد الكدواني ومحمد هنيدي وغيرهم من الفنانين الكبار.

وكان يوجد مخرجون مثل سعد اردش ود.هاني مطاوع وكرم مطاوع وفهمي الخولي يخرجون في الجامعة، حتي خرج من تحت أيديهم جيل مميز من الشباب.

وأضاف: قمت بإخراج مسرحية بعنوان "نأسف لهذا الخطأ" وشاهد العمل حينها الفنان سناء شافع الذي كان عميد المعهد العالى للفنون المسرحية وطلب مني ان أتقدم بأوراقى في المعهد وقام بدفع قيمة ملف التقديم لأننى لم أكن أملك ثمنه ، وهذه التجربة كانت فارقة فى مشوارى الفنى، وتعلمت الكثير من الفنان كرم مطاوع والذي أدين له بفضل كبير ، وبعد المعهد وكونت فرقة مسرح ، وسافرت بعدها إلي روما، وأخرجت هناك 3 مسرحيات باللغة الايطالية ، واعادني حينها إلي مصر فاروق حسني وزير الثقافة في ذلك الوقت، وقام بتعييني مديراً لفرقة الشباب لأكون أصغر شخص يعين لذلك المنصب، وقمت حينها بتكوين ورشة فنية لتكون بداية مشروع مركز الإبداع الفني، وانهي جلال حديثه قائلا: رفضت مناصب عديدة بسبب رغبتي في عدم التخلي عن مركز الإبداع الفني الذي اعتبره حلم عمري.

قال الفنان محمود الحديني : كان فاروق حسني يحدثني كثيرا عن خالد جلال قبل معرفتي به، وعندما تعرفت عليه علمت أنه كان لديه حق، لذلك لم ارفض أي طلب لخالد جلال عندما توليت منصب رئيس البيت الفني للمسرح ، لانه كان شاباً مبدعاً هذا قيل ما تجده في ذاك الوقت، ونافس بفرقته في ذلك الوقت في مهرجان المسرح التجريبي وفاز علي 48 دولة مشاركة، فنحن لا يكفينا خالد جلال واحد بل نريد ان يكون هناك أكثر من شخص، لتقديم للحركة المسرحية التي تعاني من ندرة المخرجين المبدعين، فأنا أشعر بالغيرة عندما أجد كل المهرجانات المسرحية بها عروض من تونس.

وقال د.حسن عطية: يجب ان اسجل اعجابي بتجربة خالد جلال في نركز الإبداع، لانه يقدم نقداً ساخراً من اجل البناء و ليس الهدم، وحاول الكثير تقليده لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك.

واستكمل عطية حديثه معاتبا جلال قائلا: يجب ألا يشغلك عملك بالإدارة المسرحية عن الإخراج ، كما طالبه بفتح باب للتأليف المسرحي داخل مركز الإبداع.

وأعربت الفنانة سهير المرشدي عن سعادتها بحضور هذه الندوة قائلة: كرم مطاوع الآن يشعر بالراحة في قبره عند رؤيته أحد تلاميذه مثلك الآن.

وقال محسن منصور: يوجد جانب آخر لم يتحدث عنه أحد في حياة خالد جلال وهو الجانب الإنساني ، لقد دخلت معه الجامعة في عام 1985 واتذكر انه كان يستحوذ علي كل العروض والمخرجون الكبار ، حتي جاء خالد جلال وفتح الباب للشباب فكان متنفساً حقيقياً لنا في الجامعة ، وبدأ يظهر جيل جديد من الشباب.

واختتمت الفنانة وفاء الحكيم مدير المهرجان الندوة بتكريم الفنان خالد جلال ومنحه درع المهرجان ،وقالت هذا شرف كبير لي أن اقدم هذا التكريم لرئيس المحترفين والهواة.

    Dr.Radwa
    Egypt Air