استعدادات مبكرة ساهمت في احتواء الأزمة
تخصيص مستشفى عزل سعة 800 سرير و 27 مستشفى إحالة في حالة ظهور حالات
تقسيم خطة التعامل وفق ثلاث مراحل لم تتخطى بعد المرحلة
الأولى
توفير المستلزمات الطبية بكافة المستشفيات وزيادة سعة
الأسرة وتدريب الأطقم الطبية للتعامل مع أي ضغط
اعتماد خطة توعية متكاملة حول فيروس كورونا وكيفية
التعامل معه
إطلاق خط ساخن وموقع إلكتروني وغرفة إدارة أزمات للتعامل
مع الحدث
تسير استعدادات التعامل مع فيروس كورونا المستجد على قدم وساق، داخل أروقة
الحكومة المصرية، والتي وضعت خطة محكمة للتعامل مع الفيروس منذ الإعلان عن بدء
انتشاره فى الصين، واحتمالية تحوله إلى وباء عالمي.
ولم تنتظر الحكومة المصرية ظهور حالات إصابة بالفيروس، حيث بادرت بالتحرك
في عدة اتجاهات، معتمدة على المعايير الدولية التي حددتها منظمة الصحة العالمية للتعامل مع كورونا المستجد، ما جعل المنظمة
تشيد بالإجراءات التي اتخذتها مصر والتي جعلتها في مأمن من انتشار الفيروس بها.
واستعدت مصر لمواجهة فيروس كورونا المستجد، من خلال وضع خطة تعامل مع
الأزمة وتم تقسيمها إلى ثلاث مراحل، الأولى والخاصة بالشق الوقائي ما قبل ظهور
حالات إصابة، من خلال تنفيذ عدة إجراءات احترازية لإحكام السيطرة على المنافذ
المصرية سواء البرية أو البحرية أو الجوية، والتي تعد الوجهة الأولى لانتقال
الفيروس.
وتمثل تنفيذ الخطة في توقيع الفرز الطبي على الوافدين إلى مصر من دول ظهرت
بها حالات إصابة بالفيروس، وكذلك فرز أطقم وسائل النقل سواء طيران أو بواخر أو
أتوبيسات، وعمل كروت مراقبة لهم، تشمل مكان وفترة الإقامة في مصر، والوضع الصحي
للوافد، وجنسيته "، ومتابعة الوافدين لمدة 14 يوما هي فترة حضانة الفيروس
للتحرك في حال ظهور أي أعراض إصابة.
الإجراء الثاني، يتمثل في نقل الحالات المشتبه بها إلى مستشفى الإحالة لتقييمها، وفي
حال تم التأكد من الإصابة بالفيروس يتم عزل الحالة.
واختارت وزارة الصحة والسكان محافظة مرسى مطروح لتجهيز أول مستشفى للعزل
وهي مستشفى النجيلة، والتي تضم 800 سرير، وتم مدها بأجهزة التنفس الصناعي،
والمستلزمات الطبية للتعامل مع أعراض الفيروس، وكان الاختيار وفقًا لما أكده
الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة لشئون الإعلام، والمتحدث باسم الوزارة،
وفقًا لمعايير محددة، أهمها الهواء النقي بالمحافظة ما يساعد على فرص الشفاء،
وكذلك ابتعادها عن الأماكن السكنية.
من الإجراءات أيضا تطهير وسائل النقل، والتخلص الأمن من النفايات تحت إشراف
سلطات الحجر الصحي.
المرحلة الثانية، وهي ظهور حالات إصابة، وحددت خطة التعامل عدة إجراءات يتم اتباعها بالترتيب، تتمثل أولًا في العزل الذاتي في المنزل وذلك في حالة الأعراض
البسيطة، أما إذا ارتفعت شدة الأعراض للدرجة المتوسطة، يتم العزل بمستشفيات الإحالة
وهي مستشفيات "الحميات" بكل محافظة، وتم اعتماد 27 مستشفى لهذا الإجراء،
سعتها 522 سريرا.
كما تم وضع خطة استعداد، في حال زيادة حالات الإصابة من خلال رفع أعداد
الأسرة لتصل إلى 2644 سرير، أما في حالة الأعراض الشديدة، يتم عزل المريض في
مستشفيات العزل، وتكون نسبة الرعاية فيها أعلى.
المرحلة الثالثة وهي مرحلة زيادة الحالات لحد أكبر من المتوقع، يتم إعلان
حالة الطوارئ، وفيها يتم قصر عمل مستشفيات الإحالة على التعامل مع فيروس كورونا
فقط، وتكثيف جهود الأطقم الطبية في مستشفيات الإخلاء وتكثيف تدريب فرق الرصد
الوبائي، وهي الفرق التي تم تشكيلها للتحرك في حالة وجود أي حالات تحمل الفيروس،
حيث تتقصى عن المخالطين للحالات وتحدد الأماكن التي تحتاج إلى تدخل.
وبدأ تنفيذ الخطة منذ اللحظة الأولى لإصدار منظمة الصحة العالمية
لتعليماتها بضرورة اتخاذ دول العالم للإجراءات الاحترازية تجنبا لانتشار فيروس
كورونا، حيث نشرت السلطات المصرية فرق الحجر الصحي بجميع المنافذ والمطارات، وتم
تجهيز مستشفى النجيلة لتكون مكان العزل للحالات المشتبه بها.
كذلك قامت وزارة الصحة والسكان، بتشكيل غرفة إدارة أزمة
بديوان عام الوزارة، تنعقد على مدار الساعة لمتابعة تطورات الأمر، بخلاف تخصيص خط
ساخن " 105" للرد على استفسارات المواطنين حول فيروس كورونا المستجد، وإطلاق
موقع إلكتروني care.gov.eg للتوعية حول الفيروس ونشر أحدث الأخبار
المتعلقة به في مصر والعالم.
وقامت الحكومة المصرية كذلك، بتوفير10 سيارات إسعاف ذاتية التعقيم مجهزة
لمكافحة العدوى ومخصصة لنقل الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس إلى مستشفيات الإحالة
أو العزل حسب تصنيف الحالة، بتكلفة تجاوزت 55 مليون جنيه، حيث تتكون من زى
طبي معقم وماسكات وواقي رأس وقفازات، وتعقم السيارة ذاتيا بالأبخرة، وتم تخصيص ثلاث
أطقم طبية مدربة لكل سيارة للتعامل مع الحالات المشتبه بها، وتم نشرها بالموانئ بالقاهرة
والإسكندرية وجنوب سيناء والأقصر وأسوان.
كذلك وفرت السلطات المصرية 430 جهاز حرارة، وأجهزة قياس الحرارة عن بعد، و
2.5 ملين ماسك، كما تم توفير غرف عزل بكافة مستشفيات الحميات، والتأكد من وجود
كافة المستلزمات الطبية بالمستشفيات للتعامل مع أعراض الإصابة بالفيروس.
كما نظمت الوزارات والمحافظات برامج توعية حول الفيروس على مستوى الجمهورية، وتم طباعة أكثر من 5 آلاف بوستر لتوزيعها
في الميادين العامة والمساجد والكنائس ومراكز الشباب لرفع الوعي حول فيروس كورونا.
كذلك اعتمد مطار القاهرة خطة وقائية، ما جعله ضمن 3 مطارات نفذت تعليمات
منظمة الصحة العالمية المتعلقة بالإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها للتعامل مع
الفيروس.
جدير بالذكر أن مصر لاتزال في المحلة الأولى من تنفيذ خطة التعامل مع فيروس
كورونا، ولم تقترب من المرحلة الثانية بعد.