الثلاثاء 28 مايو 2024

يوم الشهيد.. احتفال بذكرى شهداء مصر من الجيش والشرطة.. خبراء: يعكس قيم الدفاع والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الوطن.. ومصر لا تنسى شهداءها وأبطالها

تحقيقات9-3-2020 | 15:40

أكد خبراء عسكريون أن ذكرى يوم الشهيد هي تخليد لقيم الدفع والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الوطن، وأنه احتفال بكل شهداء مصر من الجيش والشرطة، موضحين أن مصر لا تنسى شهداءها وتقدر تضحياتهم لحماية الوطن من التهديدات، وأن الفريق عبد المنعم رياض الذي تحل ذكرى استشهاده الـ51 اليوم، كان نموذجا للقائد الذي بذل حياته في سبيل الدفاع عن وطنه.

 

ويحتفل الشعب المصري اليوم، بذكرى يوم الشهيد، ذلك اليوم ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف، والملقب "الجنرال الذهبي"، والذي استشهد في 9 مارس 1969، وكان نموذجا فريدا للقائد العسكري الذي أفنى حياته دفاعا عن الوطن، واستشهد على خط المواجهة مع العدو الإسرائيلي.

 

التضحية بالغالي والنفيس

اللواء محمد زكي الألفي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، قال إن يوم الشهيد يخلد ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في سبيل الله والوطن والأرض والعرض، موضحا أن هذه البطولة مثال يحتذى به على مستوى الوطن والأمة بالكامل، فهناك الكثير من بطولات أبناء مصر في جميع الظروف التي مرت بها منذ حرب 1948 وحتى الآن.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الفريق عبد المنعم رياض لُقب بالجنرال الذهبي حيث تولى العديد من الوظائف القيادية الرئيسية في القوات المسلحة في فترات صعبة في القوات المسلحة وفي سن صغيرة، مشيرا إلى أنه شغل مناصب هامة في الجامعة العربية وعددا من الدول العربية فكان قائدا عاما للجبهة الأردنية.

 

وأشار إلى أن الفريق الراحل تولى منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في 10 يونيو عام 1967 في أعقاب أيام قليلة من نكسة 5 يونيو، مؤكدا أن هذا يوضح مدى قوة وصلابة وعلم عبد المنعم رياض وثقة القيادة فيه كي يتولى هذه المهام الرئيسية والصعبة.

 

وأكد أنه منذ أن تولى القيادة قام بالعديد من المعارك من بينها قيادته لمعركة رأس العش لمنع الجيش الإسرائيلي من الاستيلاء على مدينة بورفؤاد شرق بورسعيد، في نهاية يونيو 1967، فضلا عن قيامه بمهام الدفاع الجوي وإسقاط العديد من طائرات الاحتلال في عدة معارك، فضلا عن مشاركته في إعادة بناء القوات المسلحة.

 

وأضاف إنه خطط حرب الاستنزاف وقاد العمليات التي انطلقت في 8 مارس 1969، وفي اليوم التالي انتقل إلى الخطوط الأمامية ليراقب تنفيذ هذه العمليات وتدمير خط بارليف، موضحا أنه تواجد في المواقع الأمامية على بعد نحو 250 مترا فقط من خطوط العدو، وقامت قوات الاحتلال بإطلاق النيران على الموقع وأصيب عبد المنعم رياض نتيجة هذا الانفجار إصابة أدت إلى استشهاده.

 

ولفت إلى أن أبناء القوات المسلحة والشرطة المصرية يخوضون معارك حاليا لتطهير الأرض من قوى الشر وإيقاف هذه الهجمة الإرهابية الشرسة التي تعرضت لها مصر والمنطقة العربية في السنوات الأخيرة ولولا العمليات القتالية والجهود المضنية التي قامت بها قوات الجيش والشرطة بدعم جميع أبناء الشعب المصري ما تمكنا من دحر الإرهاب وانحساره في مصر.

 

وأكد أن هذا النجاح تحقق بجهد كبير وتضحية من أبناء الشعب المصري الذين يبذلون كل ما هو غال ونفيس حيث يقدمون أرواحهم فداء لأرض وطنهم.

 

 

مصر لا تنسى شهداءها

ومن جانبه، قال اللواء علاء عز الدين، المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة، إن تخليد ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض والاحتفال بها سنويا هو تأكيد بأن مصر لا تنسى شهداءها وأبطالها وتضحياتهم، وتقدر كل من يبذل دمه فداء في سبيل الوطن وحماية أراضيه من أية تهديدات.

 

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن هذا اليوم مهم لتذكير الأجيال الجديدة بهذه البطولات ليكون الفريق عبد المنعم رياض قدوة لكل من يحب وطنه، مؤكدا أن شهداء الوطن على مر العصور منذ نشأة الجيش المصري كانوا يدافعون عن وطنهم ضد المحتل، وكانت دائما ما تنكسر شوكة الأعداء على حدود مصر.

 

وأكد أنه على مدار الحروب التي شهدتها مصر منذ عام 1948، والعدوان الثلاثي 1956، وحرب 5 يونيو 1967، وحرب الاستنزاف وبعدها حرب أكتوبر 1973، حتى ما يتم الآن من حرب ضد الإرهاب، لم تغفل مصر عن أبناءها من الشهداء، موضحا أن الدولة تعمل على رعاية أسر الشهداء، وتخليد ذكرى من يضحون في سبيل الوطن بإطلاق أسمائهم على المدارس والميادين الرئيسية والشوارع.

 

وأوضح أن الفريق عبد المنعم كان ذو علم وكفاءة عالية للقيادة وكان محبا لوطنه ونذر حياته للوطن، حيث تواجد في الصفوف الأولى واستشهد في قصف مدفعي للعدو الإسرائيلي، مضيفا إن هذا الاستشهاد يؤكد أن القائد في القوات المسلحة المصرية دائما ما يتواجد وسط جنوده لرفع روحهم المعنوية والاطمئنان على أحوالهم ومتابعة الموقف الميداني على الأرض.

 

وأشار إلى أن مصر لا تنسى أبناءها، وفي المقابل على الجميع أن يضحي بكل شيء في سبيل الحفاظ على أمن البلاد والتغلب على كل من يحاول تهديد الأمن القومي المصري على كافة المحاور، موضحا أن الإرهاب لا يكتفي فقط بالتفجير والقتل ولكن يعتمد على بث الشائعات وزعزعة الثقة بين الشعب وقيادته السياسية وقواته المسلحة وهدم اقتصاد الدولة، وهذا كله يتطلب أن نقف صفا واحدا وألا ننجرف وراء هذه الأعمال الإجرامية.

 

احتفال بكل شهداء مصر

وقال اللواء ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن يوم الشهيد تحتفل به مصر سنويا، فهو اليوم الذي يوافق استشهاد الفريق عبد المنعم رياض والذي تحل اليوم ذكرى رحيله الـ51، مضيفا إن الفريق الراحل اختير لمهمة صعبة وهي رئاسة أركان حرب القوات المسلحة المصرية في أعقاب نكسة 1967 بعد نحو 5 أيام فقط من وقوعها.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المهمة التي تولاها عبد المنعم رياض هي مهمة غير عادية وهي إعادة بناء الإنسان المصري وإعادة ثقته بنفسه مرة أخرى وتجهيزه لمهمة استعادة العرض والأرض، مضيفا إن الفريق عبد المنعم رياض رحمه الله كان له أسلوب خاص في التفكير والإدارة.

 

وأشار إلى أن عبد المنعم رياض له مقولة مهمة وهي "إن تبين أوجه النقص لديك تلك هي الأمانة، وأن تجاهد أقصى ما يكون الجهد بما هو متوافر فتلك هي المهارة"، موضحا أن هذه الطريقة في التفكير هدته لتأدية المهمة الموكلة إليه بطريقة أكثر من رائعة حيث وضع البذرة الأساسية لإعادة بناء الإنسان المصري.

 

ولفت إلى أن رياض خلال توليه مهام رئاسة أركان القوات المسلحة قال "إذا حاربنا حرب القادة في المكاتب فالهزيمة محققة، إنما كان القائد الصحيح وسط جنوده وأقرب إلى المقدمة من المؤخرة"، لذلك لقب بالجنرال الذهبي.

 

وأكد أن الاحتفال بذكرى يوم الشهيد هي احتفال بكل شهداء مصر السابقين واللاحقين الموجودين حتى الآن على خط النار على الحدود الجنوبية والشرقية والغربية، وقوات الشرطة الموجودة في كل ميادين الجمهورية، مضيفا إن مصر بها نماذج كثيرة من الفريق الراحل عبد المنعم رياض، لذا هي صامدة بفضل الله وبصمود وبطولة أبنائها.

 

وأضاف، إن كل إنسان مصري يمثل مشروع شهيد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة، وهو ما يعني أنهم مستعدون للقتال على مدار عمرهم، لنصرة الحق والخير والعدل والأديان.