أكدت الدكتورة إيمان سيد أحمد، مسؤولة التنبؤات الجوية بوزارة الموارد المائية والري أن الوزارة والأجهزة المعنية في الدولة اتخذت كافة الاحتياطات والاجراءات اللازمة لمواجهة موجة الطقس السيء التي ستشهدها مصر على مدى الأيام الثلاثة المقبلة وتصاحبها أمطارا غزيرة تصل لحد السيول على معظم أنحاء البلاد خاصة مدينة القاهرة.
وقالت الدكتورة إيمان سيد أحمد، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إن وزارة الموارد المائية والري تتنبأ بصورة دورية بكميات الأمطار من أجل معرفة توقيت السيول والبدء في إجراءات مواجهة الأمطار وسبل استيعابها، مشيرة إلى أنه نظرا لتوقعات الهيئة العامة للأرصاد الجوية منذ بداية الأسبوع الحالي بحالة من الطقس السيئ ستشهدها البلاد، خلال الأيام الثلاثة المقبلة والتي أبلغت بها مجلس الوزراء ، حيث قامت الحكومة في ضوء التقارير الرسمية الواردة إليها بهذا الشأن ،باتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية منها منح إجازة للمدارس والجامعات وكافة العاملين في الدولة والقطاعين والخاص والتأكد من جاهزية مخرات السيول والسدود والمصارف لمواجهة الأمطار الغزيرة والسيول العارمة التي يتوقع أن تشهدها البلاد خلال تلك الفترة .
وأضافت أن التوقعات تشير إلى سقوط كميات أمطار غير مسبوقة ستصل لضعف ما شهدته مدينة القاهرة قبل ذلك ، كما ستكون الأمطار مركزة على محافظات الدلتا بشكل كامل وعلى السواحل الشمالية والمناطق الغربية ومحافظات مطروح والوادي الجديد والبحيرة والاسكندرية بالإضافة إلى سيناء والمناطق الجبلية بالبحر الأحمر حيث ستصل نسبة الأمطار بتلك المناطق وفقا للخرائط من 20 إلى 40 ملي وستصل إلى 70 ملي على أقصى السواحل الشمالية الغربية.
وأوضحت أن سقوط الأمطار سيبدأ من اليوم "الأربعاء " على المناطق الغربية وستزداد اعتبارا من منتصف الليل بحسب الخرائط التي تم نشرها على موقع رئاسة الوزراء وعلى صفحة وزارة الموارد المائية والري على شبكة الانترنت بحركة الأمطار كل 6 ساعات ، مشيرة إلى أن ذروة الأمطار على القاهرة والمحافظات المجاورة ستبدأ غدا "الخميس" من الساعة 12 ظهرا إلى الساعة 6 مساء ، وستسمر الأمطار على المحافظات الشمالية والدلتا وعلى مناطق سيناء حتى بعد غد "الجمعة" ، لذلك اتخذت الوزارة اجراءات احترازية لمدة يومين ، حيث تم تقليل المنصرف من السد العالي وخفض المناسيب من الترع والمصارف لاستيعاب كمية الأمطار بالإضافة إلى أن الأراضي الزراعية تكون متعطشة للمياه وستعتبر تلك الأمطار الأولية ريا تكميليا لها ، مؤكدة أنه تم إعلان حالة الطوارئ داخل كافة الأجهزة والقطاعات ذات الصلة ومنع الأجازات للعاملين فيها وتجهيز محطات الكهرباء العاملة بالديزل تحسبا لقطع الكهرباء عن المحطات العملاقة التي تقوم برفع كميات المياه من الدلتا ورميها في البحر.
وقالت إنه تم التأكد من تطهير كافة المصارف لاستيعاب كمية المياه الإضافية ونشر الخرائط والتحذيرات على جميع المحافظات والجهات المسئولة لاتخاذ الإجراءات الاحترازية الخاصة بها سواء على مستوى المحافظات أو الوزارات ، مؤكدة أن وزارة الموارد المائية والري اتخذت كل الاجراءات اللازمة للحفاظ على الشبكة واستيعاب كمية الأمطار غير المسبوقة التي لم تتعرض لها مصر في فترات سابقة.
وناشدت المواطنين بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، مشيرة إلى أنه تم منح كافة العاملين في الدولة أجازة رسمية غدا الخميس للحفاظ على أرواح المواطنين ، خاصة" وأننا في منطقة جافة وشبكة المصارف مهيئة للاستخدامات المنزلية المعتادة وليست للأمطار الشديدة فمن الصعوبة استيعاب كمية الأمطار الكبيرة لذلك ستكون هناك تراكمات للمياه في الشوارع لذلك ننصح المواطنين بالابتعاد عن أعمدة الكهرباء في الشوراع واصطفاف السيارات بعيدا عن اللوحات الإعلانية والابتعاد بقدر الإمكان عن أماكن تجمع مياه الأمطار.
وأشارت إلى أن هذه الظاهرة المناخية الراهنة يتعرض لها العالم كله هذه الأيام وأن الإجراءات التي تتخذها الدول في هذا الشأن لتقليل الأضرار وليست لمنعها.
وأكدت أنه تم تطهير مخرات السيول بالكامل كإجراء احترازي تقوم به الوزارة قبل قدوم موسم الشتاء وجميعها جاهزة لاستيعاب كميات المياه بالإضافة إلى أن هناك أعمالا للحماية من السيول في أكثر من 350 منشأة تم تنفيذها في الفترة الأخيرة للحماية من السيول سواء سدود أو بحيرات صناعية أو خزانات ، كما قامت الوزارة بتنفيذ مشروعات استثمارية باكثر من 3 مليارات جنيه للحماية من السيول ومواجهة أى أمطار ، بالإضافة إلى أن هناك مناطق مثل غرب الدلتا تعرضت للسيول فى 2015 تم احلال وتجديد 4 محطات فيها بتكلفة تبلغ مليارا وربع المليار جنيه بالتعاون مع صندوق "تحيا مصرط وتم توسيع المصارف ، مشيرة إلى ان وزارة الري تتخذ كافة الإجراءات للحماية من السيول والأمطار.
وبشأن محافظات الصعيد ، قالت الدكتورة إيمان سيد أحمد إنه تم تنفيذ عدد من السدود والمنشآت التي تقوم بالحماية من السيول والتي تحظى بعناية كبيرة وكل مخرات السيول تم تطهيرها حيث تقوم بتصريف المياه فى النيل دون وجود أي إعاقة بها ، مؤكدة أن مصارف الصعيد تعمل بالكامل ولا يوجد بها أي مشاكل ، منوهة بأنه لا يوجد قلق على محافظات الصعيد لأنها معتادة على سقوط الأمطار والسيول ولكن الجديد بهذه الظاهرة أنها جديدة على المدن والمناطق المسطحة غير المجهزة للسيول.
وأوضحت أن هذه الموجة ستستمر يومي الخميس والجمعة وستقل الأمطار تدريجيا يوم السبت المقبل وسيكون المدى الطبيعي لها 5 ملي والأحد سيكون الطقس مستقرا ، موضحة أن سبب هذه الظاهرة هى التغيرات المناخية التي يشهدها العالم كله وليست في مصر فقط نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتلوث الكربونى والذي يسبب ظواهر مناخية متطرفة مثل الحرارة الشديدة غير المتوقعة والأمطار والسيول في أوقات غير معهودة ، فمن المعتاد أن تكون السيول في سيناء وبالبحر الأحمر والجديد أن تكون السيول في أماكن متفرقة من البلاد بصورة غير معتادة.