الأحد 26 يناير 2025

تحقيقات

بعد تفشي فيروس كورونا بالصين.. المستوردون يتخوفون من استمرار الأزمة عقب إغلاق المصانع الصينية.. وتوقعات بارتفاع الأسعار بنسبة من 15% إلى 20%

  • 11-3-2020 | 16:39

طباعة

يترقب تجار مصر حالة السوق المصري خلال الأيام المقبلة، تخوفا من استمرار تفشي وانتشار فيروس كورونا في الصين، وما يترتب عليه استمرار إغلاق المصانع وتوقف استيراد المواد الخام والسلع الأساسية، مشيرين إلى أنه في حالة استمرار الفيروس، سترتفع الأسعار بنسبة من 15% إلى 20%.  


"الهلال اليوم"، ترصد أراء رؤساء الشعب التجارية بغرفة القاهرة، لمعرفة الأسواق البديلة في حالة استمرار الأزمة، مؤكدين أن الأسعار مازالت حتى الآن مستقرة، كما أن هناك مخزونا من السلع ومستلزمات الانتاج تكفي لفترة بين 3 شهور إلى 5 شهور.


النظارات

قال سكرتير عام شعبة البصريات بغرفة القاهرة، أشرف مراد، إن سوق النظارات في مصر يعتمد بشكل كبير على السوق الصيني في استيراد فرومات والعدسات الطبية، مشيرا إلى أن السوق يشهد خلال الفترة الحالية تراجع في حجم المبيعات.


وأضاف مراد في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن أسعار النظارات حتى اليوم تشهد استقرار، مشيرا إلى أنه مع استمرار توقف المصانع الصينية عن إنتاج مستلزمات النظارات سيشهد السوق ارتفاعا كبيرا في الأسعار.


وعن أسعار النظارات أكد أن سعر النظارة يتراوح ما بين  50 جنيهًا إلى 400 جنيه للماركات عالية الجودة، مشيرا إلى نسبة الزيادة المتوقعة حال استمرار توقف الاستيراد من الصين سترتفع بنسبة تتراوح ما بين 15% إلى 20%.


يذكر أن شعبة البصريات بغرفة القاهرة التجارية، كشفت أن الصين تغطي السوق المصري بنسبة 90%، حيث تسجل فاتورة الواردات نحو 400 مليون جنيه سنويا.

 

لعب الأطفال

قال عضو شعبة لعب الأطفال والأدوات المكتبية، بركات صفا، إن سوق لعب الأطفال يشهد حتى اليوم بعد تطور فيروس كورونا وانتشاره في العالم وبالأخص الصين، استقرارا، مشيرا إلى أن هناك تخوفات من استمرار أزمة كورونا في الصين.


وأضاف صفا في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أنه في حالة استمرار انتشار فيروس كورونا وتعليق العمل في المصانع بالصين، فأن أسعار الألعاب سترتفع بنسبة تتراوح ما بين 10% إلى 20%.


 وأوضح أن معظم مستوردي لعب الأطفال اعتمد على شراء السلع خلال الشهر الماضي عبر البريد الإلكتروني، إلا أن ذلك لن يستمر كثيرا؛ وذلك لآن لعب الأطفال تحتاج إلى التجديد والتحديث كل فترة.


وتابع  أن أحدث الموديلات لا تأتي عن طريق الايميلات، كما أن السفر إلى الصين لن يأتي خلال الفترة الحالية، وذلك لوجود حجر صحي في الصين 14 يوم وكذلك في مصر، أي أن التاجر سيحجز  28 يوما في الحجر الصحي، وبذلك يخسر موسم.


وعن تخوفات المواطنين من انتهاز التجار أزمة كورونا.. لرفع الأسعار، أوضح أن ذلك لن يحدث، فهناك حالة ركود حادة يشهدها السوق، فالتاجر يريد خلال الفترة الحالية جمع رأس ماله من السوق، وهناك من يريد أن يصفي بضاعته ويغير النشاط.


وفيما يخص موسم رمضان، أوضح أنه حتى الآن سيكون أمامنا أزمة في استيراد مستلزمات رمضان، كما هناك 3 مواسم وهم "رمضان والعيد الصغير والصيف"، لا نعلم كيف سيتم الاستيراد خلال الفترة المقبلة إذا استمرت أزمة كورونا، مرجحا أن يغلق سوق الألعاب في الصيف إذا لم تحل الأزمة.


وعن تجربة الاستيراد من أسواق جديدة، قال إنه الممكن الدخول في السوق الأوروبي والآسيوي والهند، إلا أن قرار وزارة التجارة والصناعة رقم 43 لعام ٢٠١٦ والخاص بتسجيل المصانع المؤهلة للتصدير إلي مصر، عائق لفتح أسواق جديدة للاستيراد، حيث يلتزم تسجيل المصنع أولا ثم البدء في الاستيراد، مشيرا إلى أن هذا القرار سيتسبب في أزمة كبيرة لكافة المستوردين خلال الفترة المقبلة إذا استمرت أزمة كورونا.


وتابع أن البضائع التي تم استيرادها بعد أزمة كورونا من الصين، تم حجزها لعدم وجود ختم من السفارة المصرية في الصين على شهادة البلد المنشأة، وظل المستوردين يدفعون ثمن أرضية حجز البضائع خلال الأسابيع الماضية، حتى اكتشفنا أن قانون الجمارك لا يشترط الختم من السفارة في البلد المنشأ ومن الممكن الختم من وزارة الخارجية المصرية، مؤكدا أن ذلك سيعمل على رفع الأسعار خلال الفترة المقبلة في بعض السلع المستوردة.


العطارة

 قال رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية، رجب العطار، إن أزمة كورونا لم تؤثر على سوق ياميش رمضان 2020، وبالأخص الزبيب الذي يتم استيراده من إيران، وقمر الدين الذي نستورده من سوريا، وذلك يرجع إلى أن كافة التعاقدات انتهت قبل انتشار فيروس كورونا، ووصلت إلى المواني خلال الأيام الماضية.


وأضاف العطار في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن أسعار الياميش في رمضان 2020 ستشهد استقرارا، مقارنة بالعام الماضي، مشيرا إلى أنه تم التعاقد وشراء السلع بسعر الدولار القديم قبل انخفاضه.


وعن تخوف البعض من ارتفاع أسعار الياميش في رمضان بعد فيروس كورونا، أكد أن الأسعار لن ترتفع على المستهلك فمن المرجح أن تكون مستقرة مقارنة بالعام الماضي، مشيرا إلى أن الأسعار لم تحدد حتى الآن، لآن مازالت البضائع في المواني.


الأدوات الصحية

كشف عضو بشعبة الأدوات الصحية والسباكة بغرفة القاهرة، متى بشوي، أن التجار لديهم تخوف من زيادة انتشار فيروس كورونا، وهو ما نتج عنه توقف استيراد مستلزمات الأدوات الصحية خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن هناك مخزونا يكفي حتى 3 شهور مقبلة.


وأوضح بشوي في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن أسعار أدوات السباكة ارتفعت خلال الشهر الماضي بنسبة تتراوح ما بين 5% إلى 10% ، وهناك توقعات بمزيد من الارتفاع حتى 20% في حالة استمرار أزمة كورونا في بلد الاستيراد الصين.

 

المستلزمات الطبية

قال عبده اسماعيل، رئيس شعبة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية، إن هناك 8500 قطعة مستلزم طبي بعضها يتم استيراده من الخارج، مشيرا إلى أنه بعد قيام الصين بغلق المصانع حدث عجز في استيراد الفلتر الخاص بالمسك الطبي، ولذلك لجأنا إلى استيراده خلال الفترة الماضية من السعودية.


وأضاف رئيس شعبة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية، في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن كافة الأجهزة التعويضية تصنعها مصر، ولا يتم استيرادها من الخارج، مشيرا إلى أن السوق شهد ارتفاعا في مبيعات الكمامات الطبية، وذلك لتخوف المصريين من الإصابة بفيروس كورونا.


وأشار إلى أن هناك احتياطيا استراتيجيا من المستلزمات الطبية وبالأخص الماسك الطبي، مشيرا إلى أن الوزارة الصحة استهدفت تكوين مخزون منها بنحو 30 مليون ماسك لتغطية كافة احتياجات المستشفيات والمراكز الطبية التابعة للدولة.


وأوضح أنه تم توريد 15 مليون ماسك طبي لوزارة الصحة حتى الآن وجاري استكمال الباقي، حيث تعهدت شركتان، بتوريد جزء كبير من إنتاج مصانعهما لصالح الوزارة وبسعر التكلفة فقط البالغ 40 قرشا للماسك الواحد.


وعن أسعار الماسك، أوضح أن أسعاره ارتفعت في الصيدليات ليسجل سعر الماسك من 5 إلى 6 جنيهات، لزيادة الطلب عليه، مؤكدا أن الماسك لا يمنع الإصابة، ذلك يجب أن يحرص المواطن على ترطيب أنفه وفمه حتى يموت الفيروس.



الأدوات المنزلية

قال فتحي الطحاوي، نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية باتحاد الغرف التجارية، إن عيد الأم لن يتأثر بانتشار فيروس كورونا في الصين، مشيرا إلى أن كافة التعاقدات التي تم إبرامها وصلت إلى السوق المحلي، بكمية تكفي السوق المصرية لمدة 3 أشهر، كما لفت إلى أن أسعار الأدوات المنزلية حتى اليوم مستقرة.


وأبدى الطحاوي في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، قلقه إذا استمرت أزمة كورونا بعد انتهاء شهر مارس، مؤكدا أن الأسعار سوف ترتفع بشكل كبير، الأمر الذي يشعر التجار بالرعب

وطالب المستوردين والتجار بعدم السفر إلى الصين من أجل التعاقد على دفعات تجارية جديدة، وذلك حتى لا يصابوا بفيروس كورونا، مشيرا إلى أنه من الممكن التعاقد على توريدات جديدة من خلال الإيميل أو الفاكس.

وأوضح أن هناك 10% من المصانع الكبرى بالصين عادت إلى العمل من جديد تحت إجراءات صحية مشددة.

وأشار إلى أنه يجب على وزارة التجارة والصناعة إعادة النظر في قرار 47 لعام 2016، والخاص بتسجيل المصانع المؤهلة للتصدير إلى مصر، خاصة مع انتشار فيروس كورونا الذي يجبر المستورد عن البحث عن أسواق بديلة عن الصين، لمنع حدوث نقص في المعروض أو اختفاء بعض السلع، مما يؤدي إلى زيادة الأسعار والأعباء على المستهلك.


الأجهزة الكهربائية

وقال محمود خطاب ، رئيس إحدى السلاسل المتخصصة في بيع وتوزيع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، إن انتشار فيروس كورونا سيغير حجم النمو السوق المحلية والعالمية خلال عام 2020.

وأضاف خطاب في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن أسعار الأجهزة المنزلية ارتفعت خلال شهر فبراير بنسبة تتراوح ما بين 5% إلى 10%، مشيرا إلى أن كافة الصناعات في مصر تعتمد على قطع الغيار التي تصنعها الصين.

وأوضح أنه كان هناك توقعات بتراجع أسعار الأجهزة المنزلية بعد تحسن مؤشرات الاقتصاد المصري وتراجع أسعار الدولار، ولكن تخوف المصانع وبعض العلامات التجارية الكبرى من تداعيات انتشار فيروس كورونا جعلهم يرفعون الأسعار بنسبة تتراوح ما بين 5% إلى 10%.


السيارات

وقال اللواء عبد السلام عبد الجواد، عضو شعبة السيارات بالغرفة التجارية، إن في حالة استمرار انتشار فيروس كورونا في الصين والدول الأوروبية، سيحدث ارتفاع في أسعار السيارات خلال 3 شهور من الآن.


وأضاف عضو شعبة السيارات بالغرفة التجارية في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار السيارات في حالة استمرار فيروس كورونا بنسبة تتراوح ما بين 5% إلى 10%، مشيرا إلى أن المصانع الصينية تعمل بطاقة 1% لمنع انتشار الفيروس من خلال التجمعات العمالية.


وأكد أن معظم الفعاليات الاقتصادية الهامة الكبيرة والمعارض التجارية ستغلي خلال الفترة المقبلة، منعا لتفشي فيروس كورونا.


وعن حالة سوق السيارات، أوضح أن أسعار السيارات شهدت انخفاض خلال الفترة الماضية بنسبة تتراوح ما بين 5% إلى 10%، مشيرا إلى أن السوق أصبح محفزا على شراء السيارات بعدما انخفضت نسبة الفوائد على السيارات إلى 8.5% من 12.5%، كما سمح للقطاع الخاص أخذ قرض سيارة، كما تم السماح بأخذ نسبة من الراتب تصل إلى 90%.


المحمول

قال محمد هداية الحداد، نائب رئيس شعبة "المحمول" بغرفة الجيزة التجارية، إن سوق إكسسوارات المحمول شهدت خلال الفترة الماضية ارتفاعا في الأسعار وصل إلى 100%، نتيجة انتشار فيروس كورونا، مما عمل على توقف عملية الاستيراد من الصين.


وأشار هداية، في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إلى أن المستوردين لجأوا إلى السفر لدبي لشراء البضائع إلا أن السوق مغلق لانتشار أيضا الفيروس في دول الخليج، مشيرا إلى أن الفيروس عمل على رفع أسعار المحمول بنسبة 10% على التجار، وسط حالة ركود حادة يشهدها السوق خلال الفترة الحالية.


وأوضح أن مبيعات المحمول تراجعت بنسبة تصل إلى 80% خلال الفترة الماضية، نتيجة ضعف الحالة الاقتصادية للمواطن، مما جعله يعزف عن الشراء، مؤكدا أن نسبة زيادة أسعار المحمول تحملها التاجر فقط، ولم يرفع الأسعار على المواطن من أجل زيادة المبيعات.


الذهب

شهدت أسعار الذهب منذ انتشار فيروس كورونا في الصين ومن ثم انتقاله إلى القارة الأوروبية وبعض البلدان بالقارة الأفريقية، ارتفاعا بمقدار 38 جنيها، ليسجل اليوم 735 جنيها، حيث قامت الشركات الكبرى بشراء كميات من الذهب من السوق، حسبما أوضح عضو بشعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، وديع أنطون.


وأضاف أنطون في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن انتشار مرض كورونا في الصين منع الدول من الاستيراد والتصدير، ما جعل الاقتصاد الصيني معرض للانهيار، مشيرا إلى أن الشركات العالمية ابتعدت عن المضاربة في البورصات ولجأت إلى شراء الذهب، لأنه يعد الملاذ الآمن، ما ترتب عليه ارتفاع أسعار الذهب وسط تزايد الطلب عليه.


وأكد عضو بشعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، أن أسعار الذهب ستشهد مزيدا من الارتفاع خلال الأيام المقبلة مع انتشار فيروس كورونا عالميا.

 

إحصائيات

ووفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن واردات مصر من الصين زادت خلال الـ10 أشهر الأولى من العام الماضي إلى 9.582 مليار دولار مقابل 9.464 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام السابق، بنسبة زيادة قدرها 1.2%.


وتستورد مصر نحو 25 إلى 27% من احتياجاتها من الصين بما يقدر بـ15 أو 16 مليار دولار سنويًا، وتعد من كبرى الدول الموردة لمصر في كل الأنشطة والقطاعات التجارية والصناعية.


وأدى تفشي فيروس كورونا في الصين إلى إغلاق عدد كبير من مصانع الإلكترونيات لتدخل الصين في عطلة امتدت من بداية الشهر الجاري وحتى الآن، منعا لتفاقم الأوضاع وانتشار العدوى.

    الاكثر قراءة