الثلاثاء 18 يونيو 2024

الحكومة تتخذ إجراءات احترازية لحماية المواطنين ومنع انتشار فيروس كورونا.. حظر الأنشطة الرياضية وتعليق الدراسة بالمدارس والجامعات لمدة أسبوعين.. ومناشدات باتباع الإرشادات الصحية تجنبا للإصابة

تحقيقات14-3-2020 | 22:30

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد، في ديسمبر الماضي بمنطقة شرق أسيا، وتقوم الدولة المصرية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية تجاه هذا المرض، الذي شيئا فشيئا، استطاع الخروج من الشرق الآسيوي ليجتاح غالبية دول العالم وحتى الأراضي الأمريكية، وهو ما دعا منظمة الصحة العالمية إلى الإعلان خلال الأيام الماضية أنه أصبح وباء عالميا.



وفي إطار الوضوح والشفافية التي تتعامل بها الدولة المصرية مع حقائق المرض داخل مصر .. عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم مؤتمراً صحفياً اليوم السبت بحضور وزراء التربية والتعليم والتعليم الفني، والتعليم العالي والبحث العلمي، والصحة والسكان؛ والإعلام، وذلك للإعلان عن قرار تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات لمدة أسبوعين اعتبارا من غد الأحد الموافق 15 مارس، وهو الإجراء الذي اتخذ بناء علي تطورات متابعة الأزمة وفي إطار السيناريوهات التي وضعتها الدولة للتعامل مع تطورات انتشار الفيروس.



وذكر البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء، أنه في بداية المؤتمر الصحفي، أشار رئيس الوزراء إلى أن قرار تعليق المدارس تم اتخاذه من جانب السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، أثناء اجتماع عقده مع رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء صباح اليوم لعرض الموازنة الجديدة المقترحة للعام المالي 2020/2021، وأثناء متابعة التطورات الخاصة بفيروس "كورونا المستجد"، وخاصة أن منظمة الصحة العالمية أعلنت خلال الأيام الماضية أنه أصبح وباء عالميا .



وقال رئيس الوزراء "كنا أوضحنا منذ بدء الإعلان عن ظهور هذا الفيروس أننا أعلنا عن خطة واضحة من ثلاث مراحل، الأولى المرحلة الاحترازية، والإجراءات الوقائية المختلفة، والمرحلة الثانية بدأت مع ظهور حالات بالفعل، وكيفية التعامل معها، والمرحلة الثالثة والتي ندعو الله ألا تأتي وهي تفشي الوباء"، مؤكداً على أننا نتابع الموقف وعدد الإصابات محدودة بالمقارنة بما هو قائم على المستوى العالمي.



وأوضح رئيس الوزراء، أنه مع ظهور المشكلة اللي حصلت في المركب السياحي منذ فترة بسيطة، حتى هذه اللحظة تركز الموضوع في نقطة واحدة أو في مكانين على الأكثر، والآن ونحن نتابع خلال العشرة الأيام الماضية، تحصل زيادات، ولكن رغم ذلك، فإننا حتى هذه اللحظة فإجمالي الإصابات وصل إلى 110 حالات، وهو ما أكدته وزيرة الصحة عقب المؤتمر الصحفي بساعتين، وبالمقارنة بعدد الإصابات على مستوى العالم فهو محدود، وقد تحولت حالات بالفعل من إيجابي إلى سلبي، ولكن مع توارد المعلومات حول وجود الحالات في أكثر من نقطة، وفي أكثر من مكان، وهو ما ألزمنا للتحرك وفق المرحلة الثانية لاتخاذ الإجراءات المطلوبة للتعامل مع هذه المستجدات.



وشدد رئيس الوزراء، على إننا نواجه الموضوع بمنتهى الوضوح والحسم في وقت مبكر، لأننا نتحدث عن عدد الطلاب في المدارس يبلغ نحو 22 مليون طالب في التعليم قبل الجامعي و3 ملايين طالب في الجامعات وهو ما تمثل نسبته 25 % من إجمالي عدد أفراد الشعب المصري، وهو ما استدعى اتخاذ قرار بتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتعليق الدراسة لمدة أسبوعين تبدأ اعتبارا من غد الأحد الموافق 15 مارس؛ حفاظا على أرواح وصحة أولادنا، ولمنع عملية الاختلاط، والحد من الاختلاط في هذه الأماكن، والتجمعات.



وأوضح مدبولي، أن هذا القرار يخص أيضا أي أماكن أو مراكز يتم فيها ممارسة أي أنشطة تعليمية، وهو توجيه لوزارة الداخلية لتفعيله وغلق هذه المراكز والأماكن لنفس المدة لمواجهة والتصدي للفيروس؛ لأن هناك دولا تأخرت في اتخاذ قرارات فورية نتج عن ذلك انتشار المرض بها، مشيرا إلى أنه كان يتابع مع وزيري التعليم والتعليم والعالي منذ فترة، ومر على مصر 4 أسابيع حتى الآن منذ الإعلان عن فيروس كورونا.



وأشار رئيس الوزراء، إلى أنه منذ الإعلان عن أول حالة مر وقت طويل كانت الإصابات محدودة جدا لكن في هذه الفترة بدأت الأعداد تتزايد، وهو ما ألزمنا باتخاذ قرارات سريعة واستمرارا المتابعة، وسيقوم الوزيران باتخاذ كل الإجراءات والتعليمات اللازمة لتعقيم كل المنشآت التعليمية التابعة لهما خلال هذين الأسبوعين للتصدي لهذا الفيروس ونحن حكومة نتخذ القرارات من جانبنا لحماية ووقاية أولادنا، وفي المقابل يتعين على المواطنين اتخاذ كل ما يلزم لحماية أبنائهم من الخروج للشوارع.



وناشد رئيس الوزراء، المواطنين باتخاذ الإجراءات الوقائية ومتابعة الإرشادات التي تنشرها كافة وسائل الإعلام لمنع الإصابة بهذا الفيروس وتقليل الخروج لحمايتهم، لافتا إلى الإجراءات التي اتخذت لإقامة الصلوات في المساجد والتي اتخذها وزير الأوقاف، وكذلك الاجراءات التي اتخذتها الكنائس؛ من أجل منع انتشار هذا المرض.



كما أشار الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، إلى أن ما تم الاعلان عنه اليوم يأتي في إطار خطة مسبقة من جانب كافة جهات الدولة للتعامل مع فيروس "كورونا المستجد"، مؤكدا على أن الجامعات لديها خطة متكاملة في هذا الشأن، وتم عقد اجتماع طارئ مؤخراً لمناقشة كافة الاحتمالات المتعلقة بهذا الفيروس، والتي كان من بينها تعليق الدراسة، وكيفية التعامل مع أي مستجدات، وذلك من خلال التعليم عن بعد، وتقديم الدروس النظرية باستخدام تكنولوجيا المعلومات، والوصول إلى الطالب في منزله.



وأكد عبد الغفار، أنه سيتم البدء من غداً في التعامل مع كل كلية وكل قسم، تنفيذا للخطة الموضوعة في هذا الشأن، بما يضمن توفير المادة العلمية لجميع الطلاب بمختلف البدائل المطروحة، قائلا "إذا لزم الأمر فإنه من الممكن مد الدراسة لمدة أسبوع أو أسبوعين في ضوء المناهج الدراسية التي يتم الاحتياج إليها خصوصاً في الكليات العملية".



وأكد وزير التعليم العالي، استمرار التواصل مع كافة الطلاب من خلال التقنيات الحديثة، مشيراً إلى إننا نستهدف الوصول إلى نحو 70% من المناهج الدراسية يمكن أن تدرس من خلال هذه التقنيات، حتى لا يتأثر تحصيل الطلاب، مشدداً على مراعاة الحالة الصحية لكل مكونات العملية التعليمية الجامعية، سواء الطلاب أو أساتذة الجامعات والعاملين بها.


 
من جانبه .. أشار الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى أن العدد الذي تم الإعلان عن إصابته بفيروس "كورونا المستجد" والذي وصل إلى 110 حالات على مستوى الجمهورية، يتضمن فقط 7 طلاب فى مناطق متفرقة، أحدهم في مدرسة بالزمالك تم الإعلان عنها، والباقي في مدارس أخرى، هذا بناء على البلاغ الوارد من وزارة الصحة في هذا الشأن خلال الـ 24 ساعة الماضية.



وأكد وزير التربية والتعليم، أن ما تم اتخاذه من قرارات اليوم، ما هى إلا إجراءات وقائية واحترازية، مشيراً إلى أن تلك القرارات لن تكون مفيدة إلا إذا استكملت خارج المدرسة، وذلك عن طريق منع الاختلاط خارج المدرسة، وتقليل التجمعات.



وأشار وزير التربية والتعليم، إلى أنه سيتم استغلال فترة تعليق الدراسة في إجراء الصيانة الفورية للمنشآت التعليمية التي تأثرت من جراء ما شهدته البلاد مؤخراً من سوء بحالة الطقس، ثم تطهيرها وتعقيمها.



وفيما يتعلق بالمعلمين .. أوضح الوزير، أنه سيتم تعميم المطلوب منهم، وذلك خلال الـ48 ساعة القادمة أو أقل، فيما يتعلق بالتحضير للامتحانات والتصحيح والتسجيل "on line" للمواد التعليمية، وفيما يخص الإداريين فيتطلب وجودهم للقيام بأعمال الاصلاح للمنشآت التعليمية والتعامل مع الامتحانات.



وشدد وزير التربية والتعليم، على أنه حتى الان المواعيد الخاصة بامتحانات الشهادات الثانوية والإعدادية في مواعيدها كما هى كما تم الإعلان عنها اليوم، لان ذلك مرتبط بالتنسيق والجامعة، وحساسية المرحلة الإعدادية.



وفي ما يتعلق بامتحانات النقل، أشار الوزير، إلى أنه سيتم خلال الـ 48 ساعة القادمة ايضا الإعلان عن تفاصيل المحتوى المسئول عنه الطلاب في سنوات النقل،وكيفية إجراء الامتحانات لهم، وفيما يخص طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي سوف يتم إجراء امتحاناتهم الكترونياً.



وحول إتاحة المواد الدراسية للطلاب، أشار الوزير، إلى أنه سيتم استخدام القنوات التعليمية، وموقع الوزارة من خلال موقع خاص، لمساعدتهم في تحصيل المواد الدراسية الخاصة بهم من المنزل، مؤكداً على أن المواد الخاصة بالصف الثالث الإعدادي حتى الثالث الثانوي متاحه الكترونياً على بنك المعرفة، وفيما يتعلق بالطلاب من الصف الثالث الإبتدائي حتى الصف الثاني الإعدادي، سيتم اعطاؤهم دليلاً بالمحتوى الدراسي المطلوب منهم.


وقال، وزير التربية والتعليم: أنه فيما يخص أبناءنا في الخارج، سوف يتم التعامل معهم حسب الدولة الموجودين بها، وموافاتهم بالتعليمات الخاصة بامتحاناتهم خلال الـ 48 ساعة القادمة.