تعرف إدارة الأزمة بالتعامل مع ما حدث والاستعداد
لما قد لا يحدث، وتلعب الأزمات بكل أنواعها دورا في تاريخ أى مجتمع إلا أن هناك العديد من القنوات غير الشرعية التى
تستغل أى أزمة طارئة وتحولها إلى حالة من الفزع تخدم به أغراضها وذلك عبر نشر الأخبار
المغلوطة والأحداث الملفقة والتى تهدد
استقرار المجتمع.
ثقافة
المتابعة
أكدت الدكتورة
ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق غياب ثقافة المتابعة
فى المجتمع المصرى قائلة "إن المجتمع المصرى يتعامل بطريقة جيدة مع الأزمة
الأخيرة "انتشار فيروس الكورونا" إلا أنه يفتقد إلى متابعة المستجدات
عبر القنوات المهنية والشرعية وبالتالى يلجأ إلى قنوات أخرى غير شرعية مثل
السوشيال ميديا وغيرها متابعا ما تبثه من معلومات مغلوطة ومغرضة هدفها إثارة فزع
المواطنين لإدارة الأزمة لصالح أطراف خفية .
وأضافت أن
الخوف أو الفزع عند الأزمات شعور طبيعى لدى البشر جميعا ولكن المهم ألا يتحول إلى
شكل مرضى بمعنى أن نخاف بطريقة صحية طبيعية تدفعنا للحذر مؤكدة ضرورة الاستماع إلى
آراء الخبراء للتقليل من أى تأثيرات سلبية.
وأشارت ليلى
عبد المجيد إلى ضرورة الابتعاد عن القنوات التى تدفعنا للإحباط ومتابعة القنوات
والصحف ووسائل الإعلام المهنية لافتة إلى أن تأجيل المسئولين لأى معلومة يكون
نتيجة وجود رؤية مدروسة يتم من خلالها الإعلان عن المعلومة للمواطنين
دون إثارة فزعهم وليس لاخفاء شئ.
وأوضحت أن
أسلوب إعلان رئيس وزراء بريطانيا عن" أزمة الكورونا" لم يكن موفقا
فيه وتسبب فى إثارة فزع المجتمع الانجليزى بأكمله عندما قال إن على
البريطانيين الاستعداد لفقد أحبائهم.
إدارة الدولة
وأكد الدكتور
محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وعضو الهيئة الوطنية للصحافة،أن
ما يعانيه المجتمع المصرى الآن هو حالة من القلق المشروع وهو شعور طبيعى خاصة إذا
تعلق بصحة المواطن
.
وأضاف إن
أسلوب المعالجة وإدارة الأزمة الحالية التى تقوم به الجهات المسئولة وما تقوم به
وسائل الاعلام أسلوب ايجابى وجيد جدا
.
وقال "
إن إدارة الدولة لأزماتها إدارة رشيدة بدءا من رئيس الجمهورية حتى أصغر القيادات
لافتا إلى أن الدور الذى تلعبه قنوات الإشاعات والقنوات العميلة معروف للمسئولين
فهم يستغلون فرصة حدوث أزمة طبيعية ليس للمسئولين يد فيها فى نشر البلبلة والفزع
وعدم الاستقرار.
وشدد علم
الدين على ضرورة ألا تتعامل الأسرة المصرية مع أى معلومات مجهلة وأن تستمع للجهات
الموثوقة الرسمية أو إلى الجهات التى ليس لها غرض مع ضرورة ترشيد الأداء الإعلامى
وعدم المبالغة سواء بالتهوين أو التهويل .