الأحد 19 مايو 2024

نجاح استخدام تكنولوجيا النانو في مواجهة كورونا بمعامل الأبحاث العالمية

16-3-2020 | 09:09

تشهد معامل الأبحاث العلمية العالمية، وكذلك التابعة لشركات صناعة الدواء، تسابقا محموما فيما بينها للوصول إلى عقار يقضي على فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وفيما يتعلق هذا السباق بالحفاظ على حياة الإنسان وصحته فإنه لا يغفل محاولة إثبات التفوق العلمي، والأرباح المتوقع جنيها إذا ما توصلت إحدى تلك الشركات للعقار المنشود قبل غيرها.


وعلى الرغم من التقدم في مجال التكنولوجيا وفهم الأنظمة الحيوية، إلا أن اكتشاف الأدوية لا يزال طريقا طويلا مكلفا ومرهقا، واكتشاف الأدوية في مجالات الطب، والتكنولوجيا الحيوية وعلم الأدوية، هو العملية التي يتم من خلالها اكتشاف الأدوية أو تصميمها، والنهج الحديث في هذا الصدد يعتمد على فهم كيف أن المرض والعدوى يتم ضبطهما بمستوى جزيئي وفسيولوجي واستهداف كيانات معينة على أساس هذه المعرفة، وعندما يتم التوصل إلى عقار له فعالية أثبتت قيمتها في هذه التجارب، فإنه يتم البدء في عملية تنميته وتطويره قبل التجارب السريرية على البشر.


وينطبق هذا النهج على العقار المراد التوصل إليه لمكافحة فيروس كورونا المستجد، والذي يأخذ شكل كرات متناهية الصغر قطرها 125 نانومترا (125 جزءا من المليون من الملليمتر)، وتكوينها فقير جدا عبارة عن قطعة شاردة من الجينات ملفوفة في ظرف من البروتينات.


قفي سباق مع الزمن، وعلى مدى ما يقرب من ثلاثة شهور من تفشي الفيروس وتحوله مؤخرا إلى جائحة ووباء عالمي، اشتعل التنافس بين المعامل البحثية، ومؤخرا أعلنت معامل الأبحاث في كل من فرنسا وألمانيا واليابان وأسبانيا عن نجاح أبحاث تستخدم تكنولوجيا النانو (الجزيئات متناهية الصغر من المواد العلاجية) في مواجهة الفيروس ووقف انتشاره، وتقوم فكرة العلاجات النانوية على التكوين الجزيئي للفيروس، بحسب ما صرح به الدكتور محمود الشربيني خبير طب الحالات الحرجة في كل من مصر وبريطانيا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.


ويحتوي هذا التكوين الجزيئي على 4 أنواع من البروتينات تكون جيناته الوراثية والأغشية المحيطة به والمظروف الذي يحتويه، وكذلك الأشواك المكونة للتاج الذي يرجع إليه تسمية سلالة الفيروس، والتي تقوم بعمل المفتاح الذي يساعد الفيروس على اختراق الخلية والدخول إلى محتواها، والتكاثر بداخلها بأعداد رهيبة تتسبب في انفجار الخلية المصابة، وبالتالي الانتقال الشرس للفيروس إلى ملايين الخلايا السليمة وتدميرها تباعا.


وقال الدكتور الشربيني إن آلية عمل العلاجات النانوية التي نجحت جهود العلماء من استخدامها في مواجهة فيروس الكورونا المستجد، تعتمد على الاستعانة بجسيمات النانو الذهبية والكربونية في تدمير الأشواك التي تغطي سطح الفيروس وتمكنه من الدخول للخلايا وإصابتها، كذلك وجد أن هذه العلاجات تلاحق الفيروس داخل الخلية وتدمره.


ومن جهة أخرى، نجح العلماء اليابانيون بجامعة شيزوكا في استخدام جزيئات صغيرة جدا (نانوية) مستخلصة من خلايا يرقات دودة القز، والتي تضاهي في تركيبها إلى حد كبير فيروس كورونا المستجد، وبمجرد الحقن بها ودخولها للخلايا المصابة، فإنها تحفز الجهاز المناعي للإنسان لمحاربة الفيروس نفسه، أي أنها تعمل كلقاح ضد الفيروس.


وأشار إلى أن الفيروسات ظهرت على مسرح الحياة في كوكب الأرض منذ 3.8 مليار سنة، فيما لم يظهر الإنسان العاقل على هذا المسرح إلا من 70 ألف سنة فقط، وهذا يعني أن لدى الفيروسات خبرة حياتية ومقدرة على الاستمرار تستوجب على الإنسان أن يتواضع أمامها ويحذر بأسها.


وتابع أن الفيروسات لديها القدرة على العيش حتى في البيئات والظروف شديدة القسوة، وهي تشكل أكبر أمة من أمم الحياة في كوكبنا.. موضحا أن كل لتر من مياه المحيطات يحتوي على 10 مليارات فيروس، وإنها بقدر ضررها فإن لها أيضا منافع حيث تقوم بحماية المعلقات النباتية في المحيطات التي يتغذى عليها كل أشكال الحياة البحرية.