الإثنين 20 مايو 2024

عائلة "كورونا" ما بين الظهور في القرن الماضي إلى الإنحراف في عام 2003

تحقيقات19-3-2020 | 12:53


يرجع تاريخ عائلة فيروسات (كورونا) - التي تُصيب البشرية - إلى الخمسينات من القرن الماضي، بينما شهد عام 2003 بداية انحراف لهذه العائلة بتحورها الجديد، لتظهر في نوع جديد من الفيروسات بداية من (سارس) وصولا إلى (كورونا المستجد) والذي تم الاتفاق عالميا على إطلاق اسم (كوفيد - 19) عليه.


وفيروسات (كورونا) هي مجموعة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تصيب الحيوانات والبشر على حد سواء، حيث تسبب أمراض الجهاز التنفسي، التي تكون خفيفة مثل نزلات البرد أو شديدة مثل الالتهاب الرئوي، ونادرا ما تصيب فيروسات كورونا الحيوانية البشر ثم تنتشر بينهم.


ويشتق اسم فيروس كورونا وتعنى التاج أو الهالة، من المظهر المميز لجزيئاته (الفريونات) والذي يظهر تحت المجهر الإلكتروني، حيث تمتلك خمائل من البروزات السطحية، تجعلها تبدو على شكل تاج الملك أو الهالة الشمسية.. ويوجد 7 سلالات من فيروسات كورونا البشر، يُسبب تفشي بعض أنواعها نسبة وفيات مرتفعة نسبيا.

ويعتقد أن فيروسات كورونا في البشر بصفة عامة تسبب نسبة كبيرة من حالات الزكام في البالغين والأطفال مع أعراض رئيسية، مثل الحمى وتورم الزوائد، خاصة في فصل الشتاء وأوائل الربيع، ويمكن أن تسبب فيروسات كورونا مجموعة من الأعراض، بما في ذلك الحمى والسعال وضيق التنفس والتهاب الحلق وسيلان الأنف. 


كما أن هناك سلالات أكثر شدة يمكن أن تؤدي إلى التهاب رئوي حاد يتطلب العلاج في المستشفى.. ويشير مركز السيطرة على الأمراض إلى أن أعراض فيروس كورونا المستجد يشمل الحمى والأعراض التي تصيب الجزء الداخلي من مرض الجهاز التنفسي (مثل السعال وصعوبة التنفس).. وتشمل عوامل الخطر السفر في الآونة الأخيرة إلى بعض المناطق المتضررة أو الاتصال بشخص يشتبه في إصابته بالفيروس٠


وبالعودة إلى تاريخ عائلة فيروسات "كورونا"، فإنه يشير إلى اكتشافها في عقد الـ 1960، وأول الفيروسات المكتشفة كانت فيروس التهاب القصبات المعدي في الدجاج وفيروسان من جوف الأنف لمرضى بشر مصابين بالزكام سمى فيروس كورونا البشري، وفيروس كورونا البشري، ومنذ ذلك الحين تم تحديد عناصر أخرى من هذه العائلة، بما في ذلك فيروس كورونا سارس عام 2003، فيروس كورونا البشري NLU1 في عام 2004 ، وفيروس كورونا البشري HKU1 في عام 2005، فيروس كورونا ميرس في عام 2012، وفيروس كورونا المستجد في عام 2019، والذي مازال تداعياته تهيمن على البشر في مختلف أنحاء العالم، ومعظم هذه الفيروسات لها دور في إحداث عدوى خطيرة بالجهاز التنفسي.


وفي عام 2003، بدأ أول انحراف في عائلة (كورونا) يتفشى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) والتي بدأت في العام السابق في آسيا، ثم ظهرت حالات ثانوية في أماكن أخرى من العالم، وأصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا يفيد بظهور فيروس كورونا جديد حدد في عدد من المختبرات بأنه العامل المسبب للسارس، وسُمي الفيروس رسميا باسم فيروس كورونا سارس، وأصيب به أكثر من 8000 شخص، وتوفي منهم حوالي 10%.


وفي سبتمبر عام 2012، حدد نوع جديد أخر من فيروس كورونا، وأطلق عليه في البداية اسم فيروس كورونا 2012، بعدها أصبح يعرف رسميا باسم فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" كورونا، وأصدرت منظمة الصحة العالمية وقتها تنبيها عالميا ذكرت فيه أن الفيروس يبدو أنه لا ينتقل بسهولة من شخصٍ لآخر، حيث أن معظم الأفراد المصابين لا ينقلون الفيروس ، في 30 أكتوبر 2013، كان هناك 124 حالة مصابة و52 حالة وفاة بالفيروس.


وفي مايو عام 2014، سجلت حالتان فقط من حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، في مايو 2015، تفشت الإصابة بفيروس كورونا في كوريا الجنوبية، و تسبب هذا في واحدةٍ من أكبر حالات تفشي فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية خارج منطقة الشرق الأوسط.


وفي 31 ديسمبر عام 2019، تم الإبلاغ عن تفشي للتهاب الرئة في مدينة ووهان بالصين، وعرفت سلالة (ووهان) على أنها سلالة جديدة من فيروس كورونا بيتا من المجموعة 2ب مع تماثل وراثي يبلغ 70 في المائة مع فيروس سارس، واعتقد أن أصل الفيروس كان من الثعابين، لكن العديد من الباحثين البارزين يختلفون مع هذا الاعتقاد، ويشبه الفيروس بنسبة 96 في المائة فيروسات كورونا الخفاشية، لذلك يعتقد بشكل واسع أنها من أصل خفاشي.