لم يعد هناك مسار آمن بعد تعليق الدراسة سوى تطبيق "التعليم
عن بعد"؛ حيث إنه البديل الشرعي لانتظام الدراسة؛ وسط تخوفات من أولياء
الأمور والطلاب من التجربة الجديدة، وتأكيدات من الخبراء على إنه البديل الآمن؛ ومن
هنا أعلن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مساء أمس
الخميس، عن الجهود التي نفذتها الوزارة، في الفترة الماضية؛ لتفعيل نظام "التعليم
عن بعد"، تنفيذًا لقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بتعليق الدراسة
حماية للطلاب؛ ضمن إجراءات مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأكد الدكتور طارق شوقي، أن جميع قيادات الوزارة بذلت مجهودًا
كبيرًا خلال الأربعة أيام الماضية لتقديم حلول متعددة لتطبيق "التعلم عن بعد"،
التي استثمرت الوزارة فيه على مدار السنوات الماضية، وجاء الوقت للاعتماد عليه بسبب
الظروف التي تمر بها البلاد حاليًا؛ للحد من تداعيات انتشار فيروس كورونا.
وأضاف شوقي، أن الوزارة وفرت مكتبة الكترونية بجانب بنك المعرفة
المصري "EKB" لمساعدة الطلاب على المذاكرة والاتصال أون لاين مع
المعلمين؛ تضم مختلف المناهج الدراسية الكاملة للصفوف بداية من رياض الأطفال (kg) وصولًا إلى المرحلة الثانوية باللغتين
العربية والإنجليزية، وهو متاح لجميع الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين الاطلاع عليها
من خلال الرابط: https://study.ekb.eg
وتابع: "إن أبناءنا الطلاب يستطيعون الدخول على المكتبة
الالكترونية من الموبايل أو الكمبيوتر بدون أي عوائق"، مشيرًا إلى أن الوزارة
وفرت أيضًا بديًلا آخر وهو القنوات التعليمية والتي ستعمل على بث شرح المناهج على التلفزيون.
وأوضح وزير التربية والتعليم ، أنه تم أيضًا توفير منصة الكترونية
للتواصل بين الطلاب والمعلمين خلال الفترة المقبلة، حيث سيكون باستطاعة ما يقرب من
22 مليون طالب موزعين على ما يقرب من 55 ألف مدرسة أن يتواصلوا مع المعلم كما لو كانوا
متواجدين في المدرسة، وسيتم من خلالها متابعة شرح الدروس والإجابة عن أسئلة الطلاب
وإجراء الامتحانات online، وذلك عن طريق الرابط: https://edmodo.org
دعوات مغرضة
أكد
الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، أن نظام التعليم عن
بعد هو البديل الشرعي للدراسة المنتظمة في المدارس والجامعات، التي تهدف إلى تغيير
الذهنية عن طريق استخدام التقنيات الحديثة في العملية التعليمية.
وأوضح
الخبير التربوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن وزارة التربية والتعليم، وكذلك
وزارة التعليم العالي تمتلكان منصات الكترونية تتضمن محتوى رقميًا للمناهج الدراسية
على مستوى غير متاح في كثير من بلدان العالم، لافتًا إلى أن المواقع الالكترونية للمدارس
والوزارتين تمكن المعلمين والأساتذة من التواصل مع طلابهم سواء كان ذلك بطريقة متزامنة،
أو غير متزامنة، ويتم طرح الأفكار والأسئلة والتواصل الفعال الذي يخدم العملية التعليمة
بطريقة حديثة، وكذلك عمل مشروعات الأبحاث وغيرها من المواد التعليمية المطلوبة.
وأضاف
الخبير التربوي، إن هذه الأساليب الحديثة التي قدمتها الوزارة، وبذلت فيها جهدًا كبيرًا
تخدم العملية التعلمية، وتمكن الطلاب من ممارسة الدراسة كما ينبغي أن تكون "أون
لاين"؛ من دون التعرض للتجمعات، أو الازدحام الذي يتسبب في نقل العدوى بالفيروسات.
ودعا
الخبير التربوي، الطلاب وأولياء الأمور إلى الثقة في مؤسسات الدولة، وما تقدمه وزارتا
التربية والتعليم، والتعليم العالي من حلول ناجعة لاستمرار العملية التعليمية، وحماية
الطلاب من التعرض لخطر فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح العالم.
وحذر
الخبير التربوي، الطلاب وأولياء الأمور من الانسياق وراء الدعوات المغرضة لحذف مقررات
شهري أبريل ومايو؛ التي تهدف إلى زعزعة ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة؛ حيث إنها لا
مبرر لها وليست في مصلحة الطلاب، موضحًا أن المقررات العلمية تراكمية، وحذف بعضها دون
مبرر علمي، يؤدي إلى افتقاد الطلاب لها في المراحل التالية أو المتقدمة.
اللامركزية ضرورة
قال
الدكتور حسام بدراوي الخبير في التعليم، ليس من بديل أمامنا سوى تطبيق نظام التعليم
عن بعد؛ لحماية الطلاب من تفشي فيروس كورونا، لافتًا إلى أن التجربة لا ينبغي أن تقتصر
على الأمور التقنية فقط، من توفر تابلت، أو بنية تحتية وغيرها من الأساليب التقنية؛
لكن ينبغي أن يكون المعلمون جزءا أصيلًا وفاعلا في التطبيق العملي لتجربة التعليم عن
بعد؛ وذلك بتأهيلهم وتدربيهم جيدًا على الممارسة الحقيقية للنظام الجديد، منوهًا بأن
الطلاب قد يكونون أكثر قدرة على تطبيق التجربة إذا ما توافرت لهم الإمكانات التي يحتاجونها.
وأضاف
بدراوي في تصريح لـ"الهلال اليوم"، لا ينبغي الوقوف عن مجرد العناوين؛ وإنما
لابد من تحقيق المضامين؛ وذلك من خلال إتاحة محتويات المناهج الدراسية كاملة على المنصة
الالكترونية لوزارة التربية والتعليم، وكذلك تحقيق التواصل الفعال بين المعلم والطالب؛
لإنجاز ما تم الإعلان عنه من مشروع البحث، وتكوين الجروبات وتنظيمها حتي يتمكن الطالب
من السير على الطريق الصحيح للنجاح في الامتحان البديل تحت إشراف معلمه، وبمعاونة زملائه
في مشروع البحث.
وأشار
بدراوي، إلى أن الطلاب وأولياء الأمور سوف يواجهون صعوبات خلال تطبيق التجربة في البداية
على المستوى المركزي، مشددًا على ضرورة تطبيق التجربة بنظام اللامركزية؛ بحيث يكون
كل مدير للتعليم في محافظته وزيرًا للتعليم؛ حتى يتمكن من تطبيق التجربة بشكل سليم.
وتابع
بدراوي، أن نظام التقييم الجديد لمشروع البحث في صفوف النقل، ينبغي أن يتم وفق معايير
موضوعية ومحددة بحيث تتحقق فيه معايير ضمان الجودة.
وتوقع
بدراوي، أن تكون تجربة التعليم عن بعد، بديلًا للدروس الخصوصية؛ حيث ظهرت الدولة وهي
قادرة على إغلاق جميع مراكز الدروس الخصوصية، وتقديم البديل الآمن للطلاب، وأولياء
الأمور، وحمايتهم من الخطر المحدق بهم.
حماية الطلاب أولوية
أكدت
الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن الأولوية الأساسية
الآن هي حماية والحفاظ على صحة أبنائنا الطلاب، من انتشار العدوى وتفشي فيروس كورونا؛
مشيرة إلى أنه يجب على أولياء الأمور أن يساندوا مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة التربية
والتعليم في مواجهة الظروف الراهنة، بعد تقديم البديل الآمن والحلول المؤقتة التي نحمي
بها طلابنا.
وأشارت
عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، في تصريح لـ"الهلال اليوم" إلى
أن غالبية دول العالم من حولنا أغلقت المدارس، وطبقت نظام التعليم عن بعد؛ لمنع التجمعات
والزحام في المدارس والجامعات التي من شأنها أن تساعد في انتشار فيروس كورونا، لافتة
إلى أن وزارة التربية والتعليم تمكنت خلال أربعة أيام من تقديم أساليب حديثة للدراسة
من خلال المنصة الالكترونية التي تقدم محتوى رقميا لجميع المراحل الدراسية لـ22 مليون
طالب في 55 ألف مدرسة على مستوى الجمهورية.
وأوضحت "نصر" أن وزارة التربية والتعليم
استثمرت على مدى ثلاث سنوات، في بناء منظومة متكاملة للتعليم عن بعد من خلال تطبيق
التابلت على الصفين الأول والثاني الثانوي، وكذلك إنجاز البنية التحتية لمعظم المدارس،
واعتماد الأساليب والوسائط المتعددة الحديث التي مكنت الوزارة في خلال أيام معدودة
من اتخاذ قرارها بتعليق الدراسة لمدة أسبوعين، وتطبيق نظام الدراسة عن بعد؛ ما يؤكد
جاهزيتها لتعميم التجربة التي تأخرت كثيرًا، وكان من المقرر تطبيقها تدريجيًا، على
جميع المراحل.
وتابعت
"نصر" أن لا توجد مشكلة في تطبيق التجربة على صفوف النقل، موضحة إنه إذا
حدثت مشكلات في التطبيق العملي، فمن الممكن تلافيها، ومعالجتها مستقبلًا، مشددة على
أن أية خسائر لا تقارن بصحة وحياة أبنائنا الطلاب.
ولفتت "نصر" إلى أن خوف أولياء الأمور
من النظام الجديد، أمر مشروع؛ لكن أيضًا ما قدمته الوزارة من حلول جيدة ومطبقة في دول
كثيرة، وقد تكون مؤقتة لحين انتهاء الأزمة.
تخوفات مشروعة
أكد
الدكتور سمير غطاس عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن الضرورة اقتضت
التطبيق السريع، وليس التدريجي لنظام "التعليم عن بعد"؛ لمنع تجمعات الطلاب
بالمدارس والجامعات؛ للوقاية من تفشي فيروس كورونا.
وأضاف
عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، في تصريح لـ"الهلال اليوم"
أن تخوفات أولياء الأمور مشروعة؛ خاصة إذا كان لديهم أبناء بمراحل التعليم المختلفة؛
لافتًا إلى أن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي، أكد على جاهزية
الوزارة من خلال المكتبة الالكترونية التي تتيح المحتوى الرقمي لجميع المناهج الدراسية
عبر المنصة الالكترونية؛ فضلًا عن منصات التواصل الالكترونية الخاصة بكل مدرسة؛ وإمكانية
تواصل المعلمين والطلاب؛ وإنجاح التجربة، وتمكين الطلاب من عمل مشروعات البحث البديلة
للامتحانات لصفوف النقل.
وطالب
"غطاس" الوزارة بتنسيق المواعيد؛ حتى لا يحدث تضارب في المواعيد عبر المنصات
الالكترونية للأسر التي لديها أبناء في مراحل مختلفة؛ مؤكدًا على متابعة لجنة التعليم
والبحث العلمي بمجلس النواب، لتجربة التعليم عن بعد، وتقديم تساؤلات حول مشكلات أولياء
الأمور والطلاب لإنجاح التجربة المتقدمة؛ بجميع إجراءاتها واستعداداتها بالوسائط والبنية
التحتية لجميع المدارس.