الأحد 26 مايو 2024

القناطر الخيرية مدينة المليون زائر في شم النسيم

16-4-2017 | 18:58

وهيلا هيلا .. في القناطر ... رحلة جميلة .. في القناطر .. كلنا عيلة .. في القناطر.. بصوت الفنان العبقري محمود ياسين مرددًا بصوته الرخيم، تلك الكلمات الرائعة من مسلسل "غدًا تتفتح الزهور"، مصحوبة بصورة بديعة للمخرج ابراهيم الشقنقيري، وكأنهم يصفون جنة الله في الأرض، خالقين لدينا كصبية وأطفال بثمانينات القرن الماضي، شوق وحنين لتلك المدينة الفريدة فى تضاريسها الخلابة.

القناطر الخيرية، تلك المنطقة التي يتفرع فيها النيل لفرعيه "رشيد ودمياط"، وكأن الله أراد أن يكافئها بما تستحق، فجعلها منبعًا أصيلًا لشريان الحياة لدى المصريين، فهي التي تتحكم برشاقة وكرم في تدفق المياه للرياحات الرئيسية الثلاث بدلتا مصر، "المنوفي، التوفيقي، البحيري"، فضلًا عن تميزها بمساحات شاسعة من الحدائق والمتنزهات، جعلتها قبلة للأغنياء والفقراء على السواء، خاصة قاطنى العاصمة الذين يجدون فى القناطر الخيرية الحل السحري للهروب من ضجيجها وتلوثها.

تستمد المدينة البديعة اسمها، من محمد على باشا، الذي شرع في تأسيسها عام 1847 واستغرق بنائها 26 عامًا، حتى تم افتتاحها فى عصر الخديو سعيد، وهى تبعد عن مدينة القاهرة حوالى 20 كم، وهى ما يجعلها منتجعًا طبيعيًا للبسطاء، خاصة في احتفالات الربيع وشم النسيم، نظرًا لما تتمتع به من طبيعة خلابة ومساحة طبيعية تصل إلى 500 فدان حسب أقل التقديرات، فضلًا عن كونها أهم المعابر إلى وسط الدلتا على الإطلاق.  

تستقبل المدينة بحدائقها المختلفة، أكثر من مليون زائر سنويًا، ولكنها مُهملة نوعًا ما وذلك من خلال مشاهداتي على الواقع، الأمر الذي أصابنى بالغصة والألم، لعدم الحفاظ على تلك الجنة التي حبانا بها الله على أرض مصر، فالحديقة النموذجية ومنطقة مرجانة، تشهدان اقبالًا كثيفًا من المواطنين لمشاهدة سحر الطبيعة، نظرًا لموقعها الفريد في حضن النيل.

ويعد من أهم معالمها متحف الرى، الذي يحوي وسائل الرى منذ عهد الفراعنة حتى الآن، فضلًا عن مجسمات السد العالى وجميع الكباري والخزانات المقامة على النيل، بالإضافة إلى الشلالات، والحدائق ذات الأشجار العريقة، هذا بخلاف المتاحف التراثية والأثرية، أما عن مبانيها ذات المعمار المتميز الفريد، فحدث ولا حرج، تصميمات خلابة تخطف القلب واللُب معًا، ويوجد بالقناطر أيضًا محلج القطن، ذلك الذى أنشأه محمد على باشا، وهو يُعد من أهم المعالم الأثرية بالمدينة، لتصميمه المعماري البديع، بمشاركة أشهر المهندسين الفرنسيين، كما تضم معهد بحوث الري والصرف، ومحطات بحوث البساتين والأسماك والنباتات العطرية.

إذا أردت أن تشُم عبق التاريخ، فعليك بالقناطر الخيرية، فزيارة واحدة تكفي لأن تتعرف جيدًا على عظمة البناء والتعمير، والحفاظ على الآدمية التي فقدت مؤخرًا.

وحول استعداد المدينة لاستقبال المصريين في شم النسيم أكد المحاسب رجب عبد الرازق رئيس مدينة القناطر الخيرية، أنه سيتم فتح حدائق المدينة منذ الصباح الباكر لاستقبال الآلاف من أبناء المحافظات، مشيرًا إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين المواطنين القادمين للقناطر لقضاء يوم سعيد، وسط حدائقها على النيل، حيث إن للقناطر الخيرية ذكرى فى نفوس المصريين ارتبطت منذ نشأتها بأعياد شم النسيم، مؤكدًا أن غرفة العمليات لم تتلق أى شكاوى أو ما يعكر صفو الزائرين.

وأشار إلى أنه تم التسيق مع هيئة النقل العام لتوفير 7 أتوبيسات تنقل زائري القناطر من التحرير وعدد 15 ميني باص وأتوبيس من العتبة، مشيراً إلى أنه تم البدء في تجميل الحدائق بالمدينة وتقليم الأشجاروالتي يعد من أبرها حديقة "عفلة"

وأضاف، سيتم توفير فريق عمل يعمل طوال اليوم بالمستشفى المركزى بالقناطر الخيرية، يضم اخصائيين فى كافة التخصصات الطبية وتوفير الأدوية والمستلزمات والأمصال وفصائل الدم المختلفة، فضلاً عن الدفع بأكثر من 60 سيارة إسعاف فى الحدائق العامة وأماكن التجمعات والاحتفالات للتعامل مع أى حالات طارئة.

كانت وستظل القناطر الخيرية، ذلك المكان الذى ترتاح فيه القلوب والتى تُحفظ تحت أشجارها ذكريات جميلة لملايين الأسر، ومازالت البقعة الخضراء المفضلة لرحلات الشباب، وللعائلات على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الاجتماعية للترويح عن أنفسهم فى الأعياد والعطلات.