السبت 29 يونيو 2024

وزير الأوقاف: لا تعارض بين العلم والإيمان في الأخذ بالأسباب

أخبار27-3-2020 | 15:58

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أنه لا تناقض بين الإيمان والعلم على الإطلاق ، موضحا أن العلم قائم على الأخذ بالأسباب ، والإيمان يدعونا إلى الأخذ بأقصى الأسباب .


وقال وزير الأوقاف في تصريحات اليوم ، إن أحدا لم يقل على الإطلاق من أهل العلم إن الفقه بديل الطب ، بل إن الفقه الصحيح يؤكد أن تعلم الطب من فروض الكفايات ، وقد يرقى في بعض الأحوال إلى درجة فرض العين على البعض .


وأكد أن ثواب تعلم الطب لا يقل عن ثواب تعلم الفقه ، وأن الأولوية لأحدهما ترتبط بمدى الحاجة الملحة إليه ، فحيث تكون حاجة الأمة يكون الثواب أعلى وأفضل ما صدقت النية لله (عز وجل) .


وتابع قائلا : "علينا ونحن نأخذ بأقصى الأسباب ألا ننسى خالق الأسباب والمسببات , مَنْ أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون ، فنجمع بين أسباب العلم وأسباب الإيمان معًا ، مؤكدين أنه لا تناقض بينهما بل الخير كل الخير والنجاء كل النجاء أن نحسن الجمع بينهما والأخذ بهما معًا" .


وقال وزير الاوقاف إن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يقول : لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول : اللهم ارزقني ، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة ، وحتى في حديث نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُوا خِمَاصاً وَتَرُوْحُ بِطَاناً " (رواه أحمد) ، قال أهل العلم وشراح الحديث: إن الطير تأخذ بالأسباب ، فتغدو وتروح ، ولا تقعد في مكانها وتقول : اللهم ارزقني في مكاني .


وأشار إلى انه قد نقل عن بعض الرواة أن أحد الناس خرج في تجارة فلجأ إلى حائط بستان للاستراحة فيه، فوجد طائرًا كسير الجناح ، فقال : يا سبحان الله ما لهذا الطائر الكسير كيف يأكل ؟ وكيف يشرب ؟ وبينما هو على هذه الحال إذا بطائر آخر يأتي بشيء يسير من الطعام فيضعه أمام الطائر كسير الجناح ، فقال : يا سبحان الله ، سيأتيني ما قسمه الله لي ، فقال له صاحبه : كيف رضيت لنفسك أن تكون الطائر المسكين الكسير مهيض الجناح ؟ ولم تسع لأن تكون الطائر الآخر القوي الذي يسعى على رزقه ويساعد الآخرين من بني جنسه , وقد قال أحد الحكماء : لا تسأل الله أن يخفف حملك , ولكن اسأله سبحانه أن يقوي ظهرك.


ويقول الحق سبحانه : "فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" (الملك : 15) ولم يقل اقعدوا وسيأتيكم الرزق حيث كنتم ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً إلَّا الْهرمَ" (رواه ابن ماجه) ، ولم يقل أحد على الإطلاق إن الدعاء بديل الدواء ، إنما هو تضرع إلى الله (عز وجل) بإعمال الأسباب التي أمرنا سبحانه وتعالى بالأخذ بها لنتائجها .

    الاكثر قراءة