السبت 1 يونيو 2024

الدراما .. هل أنصفت اليتيم ؟

17-4-2017 | 11:15

كتب : محمد بغدادى

الجمعة الأولى من شهر أبريل، موعد الاحتفال بأطفالنا الأيتام كل عام، حيث تقوم خلاله المؤسسات الخيرية بإحياء العديد من الحفلات من أجل إسعاد الأطفال فى هذا اليوم وإدخال السعادة والسرور على قلوبهم بمشاركة عدد من النجوم، وبدورها طرحت "الكواكب" سؤالا على عدد من النقاد حول كيفية تناول السينما المصرية لـ "الأيتام"، على النحو التالي...

لم تنصف اليتيم

قالت الناقدة خيرية البشلاوى، إن السينما المصرية لم تتناول قضية اليتيم بشكل كافٍ، وأنها لم تتذكر سوى بعض الأفلام ومن بينها الأدوار التى جسد من خلالها العندليب الأسمر الراحل عبد الحليم حافظ دور اليتيم، والتى كان يتعاطف معها الجمهور بشكل كبير، مشيرة إلى أن "اليتيم" قضية تتجاوز فكرة (اليتم الفردي)، كما أشارت إلى أن هناك عددا من المؤسسات الخيرية أصبحت تستغل الأيتام فى جمع مبالغ مالية كبيرة.

وأوضحت أن المشاهد المصري لم يلتفت إلى الأيتام إلا من خلال هذه المؤسسات التى اعتمدت فى الفترة الأخيرة على إثارة العواطف واهتمام الجمهور، مضيفة أن التكافل يعد أمرًا إنسانيًا ودينيًا أيضَا، إلا أن بعض المؤسسات الخيرية استغلت الأيتام استغلالاً دينياً لدعم تلك المؤسسات التى من المفترض أن تدعم الأيتام "على حد قولها".

وأكدت البشلاوى أن الإعلام مسئول مسئولية كبيرة عن الأيتام ودعمهم وخلق روح التعاون والتكافل للأيتام وهم الفقراء، حيث إنه ليس كل يتيم يستحق للدعم، وفيما يتعلق بالسينما فإنها لم تنصف اليتيم واكتفت بعرض بعض الشخصيات الفردية فى عدة أعمال سينمائية عملت فقط على استفزاز عواطف الجمهور للتعاطف مع شخصية البطل فى الفيلم، دون التطرق لقضية اليتيم بمفهومها الحقيقي.

اهتماما حقيقيا

كما قالت الناقدة ماجدة موريس، إن السينما لم تقدم أعمال عن "اليتيم" بشكل يحمل اهتمامًا حقيقيًا، مضيفة أن السينما لم تقصر فقط فى حق اليتيم بل فى حقوق ذوى القدرات الخاصة أيضًا، مشيرة إلى أنها لم تتذكر على سبيل المثال أعمالاً سينمائية قدمت عن ذوى القدرات الخاصة سوى فيلم "خالى من الكوليسترول" للفنانة إلهام شاهين وتم تقديمه بشكل رائع.

وأشارت موريس إلى أن السينما المصرية اتصفت بالعنصرية فى عدد كبير من أعمالها، وعلى سبيل المثال دائمًا أصحاب البشرة السمراء يجسدون شخصية الحارس فى أغلب الأعمال الفنية، كما أن الدراما والسينما المصرية تفتقد التنوع اللونى الخلاق الذى لم نره منذ سنوات، كما أشارت إلى أن الندوة التى تولت إدارتها لـ فيلم "نوارة" قد شهدت مناقشات بين بطل الفيلم الفنان النوبى أمير صلاح الدين والحضور، حيث رأى أمير أن هناك عنصرية تمارس من صناع السينما على أصحاب البشرة السمراء، بسبب عدم مشاركتهم فى عدد كبير من الأعمال الفنية.

وأكدت موريس أن السينما لم تهتم بالتنوع الإنسانى الخلاق فى السينما لعقود من الزمن، وخاصة منذ عصر الأربعينيات الذى شهد أفلامًا تؤكد على أن مصر تحمل 3 ديانات، كما حرص على هذا التنوع فى بعض الأعمال الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، ولكن عندما تم تقديم فيلم "بحب السينما" أثار أزمة كبيرة بسبب عدم اعتياد الجمهور على هذه النوعية من الأعمال، مما قد يؤدى إلى استفزاز البعض عند عرض أعمال عن اليتيم، بسبب عدم وجودها بشكل دائم.

أفلام الأبيض والأسود

بينما أشارت الناقدة حنان شومان إلى فيلم "اليتيمتين" باعتباره من أشهر الأعمال الفنية التى تناولت فكرة "اليتيم"، مشيرة إلى أنه دائمًا تقدم أدواراً عن الأيتام وتمر مرور الكرام، كما أشارت إلى أن أفلام زمن الأبيض والأسود كانت تهتم بمعالجة كثير من المشكلات الاجتماعية وليس فقط فكرة الأيتام، حيث شهدت التنوع ما بين التراجيديا والاستعراض والكوميديا، إلا أن السينما الحديثة لم تتناول مثل هذه القضايا الاجتماعية الهامة، ولذلك تعد السينما الحالية ضنينة على فكرة اليتيم الحقيقية، مؤكدة أن اليتيم ليس فقط من فقد والديه بل إنه قد يكون الأب والأم أحياء لكن الأطفال أيتام.

قضية مهمة

وجاء رأى الناقد أحمد شوقى مؤيدًا للآراء السابقة، إذ قال إن اليتيم لم يتم تناول موضوعه بشكل اجتماعى حقيقى، ولكن اقتصر الموضوع على طرح الفكرة لخلق قصة ميلو درامية فقط، مثل فكرة اليتيم الذى يتولى شخص رعايته أو اليتيم الذى يتم رفض زواجه من فتاة لكونه يتيمًا، أو مثل الأعمال الأسطورية ومن بينها "سعد اليتيم"، والذى يأتى الغرض منها فقط لاستغلالها دراميًا فقط فى مسلسل أو فيلم، لكن ليس هناك عمل ناقش فكرة اليتيم بمعناها الحقيقى أو تعامل مع هذه القضية باعتبارها قضية مهمة.