مع استمرار الدولة في اتخاذ
إجراءاتها الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، لا يزال بعض المواطنين يقابل هذه
الإجراءات باستهتار وإهمال، ما قد يدفع للوصول إلى المرحلة الثالثة من مواجهة
انتشار الفيروس، وهي المرحلة التي وصفها أطباء بأنها مرحلة الانتشار الواسع والتي
ستستلزم اتخاذ إجراءات وقائية أقوى من بينها اتخاذ الحظر الكامل.
وأكد أطباء أمراض الصدر أن معدل
الإصابات بفيروس كورونا في مصر لا يزال مقبولا إلا أن الزيادة اليومية في أعداد
المصابين المكتشفين يدعو للقلق، موضحين أنه مع الوصول إلى ألف إصابة سيتم اتخاذ
إجراءات أقوى من بينها عزل المناطق والحظر الكامل، مع مضاعفة أعداد المستشفيات.
وكشف اللواء محمد عبد المقصود، رئيس
غرفة إدارة الأزمات ب مجلس الوزراء ، إن معدل الإصابات اليومي بفيروس كورونا المستجد
وعدم وعي بعض المواطنين بالالتزام بالإجراءات الإحترازية، قد يدفع الدولة لتطبيق المرحلة
الثالثة لمواجهة انتشار الفيروس، مضيفا إن الدولة بدأت الأسبوع الماضي في دخول المرحلة
الثانية التي تضمنت التعقيم والتطهير ودعم القطاع الطبي.
وأضاف عبد المقصود، في تصريحات له،
مساء الأربعاء، أن السبب الرئيسي من انتشار الفيروس هو وجود المخالطين لحالات مصابة،
وعدم وعي المواطنين بالإجراءات الاحترازية خصوصًا مع القادمين من الخارج، مؤكدا
أنه في حالة تطبيق المرحلة الثالثة، فهناك خطة لدخول مستشفيات جامعية وخاصة وفنادق
ومراكز ومدارس تم تجهيزها لتطبيق الحجر الصحي فيها، بالإضافة إلى 29 مستشفى حجر صحي
دخلت في المرحلة الثانية.
وناشد المواطنين الالتزام باتباع الإجراءات
الاحترازية والبقاء بالمنازل، قائلا "مش عايزين نوصل إلى هذه المرحلة، وكنا نأمل
عدم تجاوز ال500 إصابة هذا الأسبوع، حتى لا نصل إلى ألف إصابة في الأسبوع المقبل"،
مؤكدا أنه مع الوصول إلى ألف إصابة يبدأ احتساب الأعداد بمتوالية هندسية وليست عددية،
لأنه من الممكن أن تزيد الألف إصابة إلى 2500 في اليوم الثالث".
الإجراءات المرتقب اتخاذها
وفي هذا السياق، قال الدكتور رشوان
شعبان، عضو مجلس نقابة الأطباء، إنه تم تقسيم إجراءات مواجهة فيروس كورونا إلى مراحل
أو سيناريوهات، ومصر الآن في المرحلة الثانية وهي مرحلة الإصابات المحدودة ، مضيفا
إن المرحلة الثالثة في مواجهة هذا الفيروس هي مرحلة الانتشار الواسع، أما المرحلة الرابعة
هي فقدان القدرة على السيطرة على المرض وفشل الدولة والنظام الصحي في التعامل مع الحالات.
وأوضح شعبان، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أننا لا نزال نأمل ألا تصل مصر إلى المرحلة الثالثة، مضيفا إن هذه المرحلة
تشهد انتشارا واسعا للعدوى بشكل مضاعف يوميا، لذلك فإن الإجراءات المتوقع اتخاذها خلال
هذه المرحلة هي عزل المواطنين وعزل المناطق والعمارات لمنع الاختلاط.
وأكد أن معدل الإصابات بفيروس كورونا
الذي يتم إعلانه يوميا من قبل وزارة الصحة لا يعني حتى الآن الوصول إلى المرحلة الثالثة،
موضحا أن سلوكيات المواطنين هي التي قد تدفع إلى اللجوء لهذه المرحلة، بمعنى ألا يطبق
المواطنون الاحتياطات اللازمة والإجراءات الوقائية كالنظافة الشخصية ومنع التلامس وتجنب
الازدحام والاختلاط.
وأضاف إن المرحلة الثالثة سيبدأ تطبيقها
في حالة انتشار الفيروس في بؤر واسعة، لكنه حتى الآن في بؤر محددة فأغلب الحالات المصابة
إما مخالطين للحالات الإيجابية أو عائدين من الخارج، مضيفا إنه في المرحلة الثالثة سيصعب تحديد مصدر الإصابة.
سلوكيات المواطنين
ومن جانبه، قال الدكتور طه عبدالحميد
عوض، أستاذ أمراض الصدر بطب الأزهر، إن هناك تحذيرات من وصول مصر إلى المرحلة الثالثة
من إصابات فيروس كورونا، بسبب سلوكيات المواطنين فرغم تطبق حظر التجول خلال ساعات الليل
تشهد ساعات النهار ازدحاما وتكدسا في كل المناطق.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن المرحلة الثالثة قد تلجأ خلالها الدولة لتطبيق عزل كامل للمواطنين وحظر تجول كامل،
وحينها لن ينزل المواطنون إلى الشارع كما حدث في الصين، مضيفا إنه حينها ستمر سيارات
تابعة للدولة لبيع الاحتياجات من السلع الأساسية وأفراد محددين فقط من سينزلون لشراء
هذه الاحتياجات.
وأكد أن هذه الإجراءات ستستهدف منع
الاختلاط والتجمعات بشكل كامل، مع توفير وسائل انتقال للأطباء وأطقم التمريض في المستشفيات
والعيادات لأنهم خط الدفاع الأول للشعوب، موضحا أن تجاوز عدد الإصابات ألف حالة يعني
الوصول للمرحلة الثالثة .
وأشار إلى أن الدولة والقيادة السياسية
حريصة على الشعب وعلى ألا نصل لهذه المرحلة، لكن عدد الإصابات يتزايد يوميا من 30 حالة
حتى وصل أمس إلى 69 إصابة، فالأمر أصبح مثيرا للقلق، مؤكدا أنه من المهم توفير تحليل
فيروس كورونا في المعامل العادية وليس المعامل المركزية فقط لسرعة اكتشاف الحالات المصابة
لأن البعض قد يخشى الذهاب للمعمل المركزي.
وأضاف إن معدل الإصابات يوضح أن مصر
قد تصل إلى المرحلة الثالثة من التعامل مع الفيروس خلال أيام حال الوصول إلى ألف إصابة
أو أكثر، وحينها سيتم اتخاذ إجراءات أقوى للحفاظ على الشعب، موضحا أن المصريين يخاطرون
بحياتهم فلا يزال البعض يتعامل باستهتار مع إجراءات الوقائية من الإصابة.
وأشار إلى أن الاستهتار بهذه الإجراءات
يهدد الدولة، فلا تزال مصر حتى الآن آمنة ومستقرة ولم تشهد توحش المرض مقارنة ببعض
الدول الأوروبية والصين وأمريكا، ونأمل ألا نصل إلى هذه الحالة، مضيفا إنه يمكن تشكيل
فرق طبية من الأطباء وطلاب الطب للمرور على المنازل برعاية مديرية الشئون الصحية، وأخذ
عينات واكتشاف الحالات وعدم الانتظار حتى وصول الحالة إلى المستشفى لسرعة الاكتشاف
والعلاج، وخاصة أن بعض الحالات انتظرت حتى تدهورت صحتهم ما أدى إلى وفاتهم قبل وصولهم
إلى المستشفيات.
وأكد أن فترة حضانة الفيروس تصل لـ28
يوما وليس 14 يوما فقط، مشيرا إلى أهمية خضوع المصريين العائدين من الخارج للحجر الصحي،
ومن يرفض ذلك لا يسمح له بالعودة، مؤكدا أهمية تعاون المواطن مع الدولة والالتزام بالإجراءات
الوقائية.
التزام المواطنين يجنبنا الوصول
للمرحلة الثالثة
وقال الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية
مكافحة التدخين وأمراض الصدر ووكيل وزارة الصحة سابقا، إن معدل الإصابات بفيروس كورونا
في مصر لا يزال في حدود المعقول حتى الآن ولم يصل الفيروس إلى مستوى الانتشار الواسع،
فكل الحالات المصابة لمخالطين لحالات إيجابية وعائدين من الخارج، لكن الاستهتار بالوقاية
قد يدفع الدولة للدخول في المرحلة الثالثة.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الحظر الكامل فضلا عن زيادة عدد مستشفيات العزل هما أهم إجراءات المرحلة الثالثة
في مواجهة انتشار فيروس كورونا، وحينها لن يكون حظر التجول جزئيا كما يجري الآن، مضيفا
إن العديد من الدول اتخذت هذا الإجراء، وهو أمر له تداعيات سلبية على المواطنين وعلى
الدولة والاقتصاد، ونأمل أن يتجاوب المواطنون ويتلزمون منازلهم لكي لا نصل إلى هذه
المرحلة.
وأكد أنه لا يزال هناك تزاحم من المواطنين
في المحال التجارية ومترو الأنفاق، رغم أنه من المفترض ألا ينزلون إلا للضرورة القصوى
مع منع نزول كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة إطلاقا، مضيفا إن هذا التزاحم والسلوكيات
الخاطئة يقربنا من المرحلة الثالثة وسيدفع الحكومة لتطبيق الحظر الكامل وهو ليس في
صالح الاقتصاد ولا المواطنين.
وأضاف إن معدل الإصابات في مصر لا يزال
في حدود المعقول ولم يصل الفيروس إلى مستوى الانتشار الواسع، فكل الحالات المصابة لمخالطين
لحالات إيجابية وعائدين من الخارج.
وأكد أنه الدولة المصرية تسير تدريجيا
في إجراءاتها طبقا للواقع بدءا من قرار تعليق الدراسة ثم تخفض أعداد الموظفين حسب حاجة
العمل ووقف النشاط الرياضي ثم تطبيق الحظر الجزئي للتجول من 7 مساء حتى السادسة صباحا،
مضيفا إنه تم تحديد مستشفيات العزل وهناك أجهزة تنفس صناعي كافية للتعامل مع الحالات،
ونأمل ألا تتوسع الإصابات إلى أكثر من ذلك.