قال العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن مصر اكتشفت خلال مواجهة أزمة وباء "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، أن جملة الإصلاحات التي قامت بها خلال الأربع سنوات الماضية أتت بثمارها وكانت سندًا قويًا في هذه المحنة، وبفضلها أصبحت دولة معتمدة على إمكانياتها وكوادرها في إدارة الأزمة داخليًا وكذلك في محيطها الإقليمي والأفريقي.
وأضاف عكاشة، في تصريحات له اليوم الأحد بحسب "أ ش أ"، أن مصر تواجه هذه المحنة بأداء متكامل رفيع المستوى، بداية من القيادة السياسية والحكومة إلى أجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة حيث يجرى العمل بمنظومة كبيرة متميزة.
ولفت إلى إشادة منظمة الصحة العالمية بجهود الدولة المصرية لمحاصرة انتشار الوباء، وإلى رصد وتقييم تلك المنظمة الكبيرة، التي تتواجد وتتابع الوضع داخل مصر وعلى أرض الواقع، لكل إجراءات إدارة الأزمة من الناحية الطبية، وكذلك الإجراءات المتخذة لاحتواء فيروس بهذا القدر من الخطورة والشراسة.
وأشار مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيحية إلى تجاوب قطاعات واسعة من الشعب ومؤسسات عدة مع قرارات الدولة، حيث تقدم الكثير من أشكال الدعم والمساندة، فضلاً عن تأييد الرأي العام وثقته في إجراءات الحكومة للعبور من هذه المحنة، مؤكدًا أن المؤيدين والمعارضين قد أجمعوا، في هذه اللحظة الراهنة، على دقة وإيجابية مبادرات وقرارات الدولة لإدارة الأزمة، والتعامل معها بدرجة عالية من الكفاءة.
وأكد أن التنسيق الجيد وتوزيع الأدوار والتناغم في العمل بين أجهزة الدولة والمؤسسات لمواجهة أزمة "كورونا"، مكن القيادة السياسية من إدارة علاقاتها إقليميًا وأفريقيًا بشكل جيد جدًا وإيجابي، مشيرًا إلى أن مصر تتحرك في كافة المسارات وقادرة على التجاوب مع أزمة (كوفيد-19)، وعلى مساندة حكومات وشعوب الدول الأخرى بأشكال مختلفة في اللحظة التي يواجه فيها العالم أجمع نفس المحنة.
وتابع، أن مصر لا تزال تحمل هموم القارة الأفريقية وتعمل بفاعلية في صياغة العمل الأفريقي المشترك، وذلك في إشارة إلى مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمتين الأفريقين المصغرتين في السادس والعشرين من مارس الماضي والثالث من أبريل الجاري عبر وسائل الاتصال، بهدف تنسيق العمل المشترك من أجل مواجهة هذه الجائحة.
واختتم عكاشة، تصريحاته قائلاً: "جهود مصر كانت محل إشادة كبيرة من المنظمات الإقليمية ومن دول القارة وإن مصر متعهدة أمام نفسها وأمام شعبها وأمام الشعوب الأفريقية جميعها بأنها لن تكون - في أي وقت من الأوقات حتى وهي تتعرض لأزمة كبيرة مثل أزمة وباء (كورونا) - غائبة عن تقديم المساندة لدول أفريقيا وستعمل على الوصول بالقارة إلى أفضل مستوى لها من التنسيق والعمل المشترك مع تقديم أوجه الدعم لأي دولة في القارة".