الأربعاء 22 مايو 2024

هل ينجح استمرار الحظر في كتابة الفصل الأخير من معركة كورونا؟.. خبراء: وعي المواطنين هو المعيار الأهم.. والتزامهم بالتدابير الاحترازية يكمل إجراءات الدولة للسيطرة على انتشار الفيروس

تحقيقات9-4-2020 | 17:44

يخوض العالم حاليا معركة لإيقاف انتشار فيروس كورونا وحصاده المزيد من الأرواح، وفي هذا الصدد اتخذت الدولة المصرية العديد من الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لتقليل انتشاره، كان آخرها ما أعلنه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء أمس من قرارات جديدة من بينها تطبيق حظر التجول بدءا من اليوم ولمدة أسبوعين من الثامنة مساءا حتى السادسة صباحا، وكذلك استمرار تطبيق القرارات السابقة بحظر الطيران وتعليق الدراسة وتخفيض عدد العاملين وغيرها.


فيما وصف خبراء هذه الإجراءات بأنها تحقق التوازن بين الحد من انتشار الفيروس وحماية الاقتصاد وأنها نجحت في تقليل فرص الإصابة بهذا الفيروس وستنجح في السيطرة عليه خلال الفترة المقبلة بشرط تعامل المواطنين بمسئولين والالتزام بالإجراءات الوقائية، موضحين أن التزام المواطنين بهذه التدابير يكمل إجراءات الدولة للتصدي لهذا الوباء الذي يهدد العالم.

 

التزام المواطنين يكمل إجراءات الدولة

الدكتور أحمد السنوسي، رئيس قسم الفيروسات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، قال إن فيروس كورونا سريع الانتشار ويهدد بالأكثر كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والمناعة الضعيفة، مضيفا إن الدولة اتخذت كل إجراءات تدابيرها الاحترازية لمنع انتشار الفيروس بين المواطنين وقرارات بحظر التجول ومنع التجمعات.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن يجب على المواطنين الالتزام بهذه التدابير الاحترازية لأنه بدون ذلك سيكون عواقبا وخيمة، مضيفا إن هناك حالة من الاستهتار لدى البعض بهذه التدابير فلا يزال هناك تكدسات في الشوارع والمحال التجارية والبنوك وغيرها، ولا بد من زيادة التوعية من قبل مؤسسات الإعلام والثقافة.

 

وأكد أن التباعد الاجتماعي هو أهم خطوة من خطوات التدابير الاحترازية، والدولة ومؤسساتها وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي ناشدت المواطنين بضرورة الالتزام والتباعد وتقليل الزحام، مضيفا إن انتشار الفيروس في الدول الأخرى كبير، لكن مصر حتى الآن لم تشهد ذلك بفضل الله.

 

وأضاف إن الدولة لديها استعدادات كبيرة وجاهزة على مستوى الحكومة وكذلك القوات المسلحة بالتحضير لأية تداعيات وحالات الانتشار للإصابات، موضحا أن معدل الإصابات اليومية تتراوح في حدود مائة إصابة يوميا وهو معدل في حدود المقبول، ويجب على الجميع تطبيق إجراءات الوقاية لتجنب المزيد من الانتشار.

 

 

قرارات الدولة

ومن جانبه، قال مجدي مرشد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن معدلات الإصابة بفيروس كورونا في مصر لا تزال حتى الآن مقبولة وغير مخيفة ولا ترتفع بشكل مزعج، مضيفا إن زيادة أعداد الإصابة اليومية هو أمر طبيعي مع منحنى الإصابات في العالم أجمع، والأسبوع الحالي والفترة المقبلة قد تشهد زيادات أكثر.

 

وأوضح مرشد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المنظومة الصحية قادرة على التعامل مع هذه الزيادات وتقدم الرعاية الصحية للمصابين دون أن تكون هناك حالات لا تجد مكانا لعلاجها، مضيفا إن قرارات الدولة بتمديد حظر التجول الجزئي لمدة أسبوعين قادمين يحقق التوازن لتقليل التزاحم في المساء دون تعطيل عجلة الإنتاج وانهيار الاقتصاد.

 

وأضاف إن هناك الكثير من الدول بعد أن تنتهي من أزمة فيروس كورونا سيتأثر اقتصادها بشكل كبير، لكن مصر استطاعت تحقيق التوازن بين السيطرة النسبية على المرض دون انتشاره الواسع وفي الوقت نفسه لم يتضرر الاقتصاد بشكل كبير كما حدث في دول أخرى.

 

وأكد أن هناك أصواتا تنادي بتطبيق الحظر الكلي للتجول وهو أمر يمكن التفكير فيه في حالة تفشي المرض بشكل سريع لا قدر الله، لكن في الوقت الحالي فالإجراءات المتخذة من قبل الدولة هي الأمثل طالما أن منحنى الإصابات لا يتضاعف، مؤكدا أن المهم هو استجابة المواطنين لإجراءات الدولة والالتزام بتعليمات بمنع التزاحم والحفاظ على مسافة لا تقل عن متر ونص مع الآخرين وارتداء الكمامات.

 

وأشار إلى أن البعض ينظر إلى متوفي أو مصابي فيروس كورونا كأنهم وصمة ولا يرغبون في التعامل معهم أو دفنهم في المقابر بالقرب منهم، مؤكدا أن كورونا ليس أمرا مشينا أو وصمة عار وإنما مرض مثل أدوار البرد أو الأنفلونزا لكنه جديد.

 

تعامل المواطنين بمسئولية

وقال الدكتور عبد الهادي مصباح، أستاذ المناعة والفيروسات، إن المعيار الأهم في التصدي لانتشار فيروس كورونا خلال الفترة المقبلة هو التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، لأن عدم التزامهم يمثل مشكلة كبيرة، مؤكدا أن النجاح في الحد من توسع بؤر الإصابة بعد قرارات الدولة بحظر التجول الجزئي سيتوقف على مدى التزام المواطنين.

 

وأوضح مصباح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن زيادة أعداد الإصابات اليومية لأكثر من مائة إصابة ليست مشكلة في حد ذاتها، مضيفا إنه رغم التوقعات بزيادة أعداد الإصابات خلال الفترة المقبلة فالوضع لا يزال تحت السيطرة، لكن بشرط أن يتعامل المواطنين بمسئولية  وذلك بتقليل التجمعات والتكدس في وسائل النقل وغيرها من مصادر العدوى خاصة وأن هناك إصابات لم تظهر عليها أية أعراض.

 

وأكد أنه إذا التزم المواطنون بهذه التدابير سننجح في السيطرة التامة على الفيروس لكن إذا لم يلتزموا فالأمور قد تزداد سوءا، مشيرا إلى أهمية أن تتوسع وزارة الصحة في إجراءات الاختبارات السريعة وتحاليل الـPCR للمواطنين بشكل أكبر من الحالي لاكتشاف أية حالات إصابة جديدة مبكرا.

 

وعي المواطنين والتزامهم

وفي هذا السياق، قال محمود بسيوني، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن مصر طبقت الإجراءات الوقائية المنصوص عليها عالميا لمواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره، مضيفا إن المهم في الوقت الحالي هو وعي المواطنين بخطورة هذا الفيروس لكونه سريع الانتشار والعدوى، فيمكن لمصاب واحد أن ينقل الإصابة لنحو مائة آخرين.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التدابير الاحترازية التي اتخذتها الدولة سواء حظر التجول أو تعليق الدراسة وحركة الطيران، وغيرها محمودة وهدفها تقليل التجمعات للحد من انتشار الفيروس، مؤكدا أن هذه القرارات خفضت كثيرا من فرص انتشار المرض، وسينحسر الفيروس مع استمرار تطبيق هذه التدابير.

 

وأكد أن فيروس كورونا ليس له علاج واضح حتى الآن لكن تم وضع بروتوكولات علاج له أثبتت فعالية، مضيفا إنه بالمقارنة بين مصر وبقية دول العالم من حيث ترتيب أعداد الإصابات سنجد أن الوضع في مصر لا يزال مطمئنا، والمهم هو التزام المواطنين منازلهم قدر الإمكان وتقليل اختلاطهم وتواجدهم في أماكن مزدحمة.

 

وأشار إلى قرارات حظر التجول وتقليل ساعات العمل وتخفيض عدد العاملين بالدولة والعمل بنصف الطاقة كلها إجراءات استباقية ساهمت في الحد من انتشار الفيروس، موضحا أن الدولة في المقابل عملت على توفير السلع الأساسية وكان المخزون الاستراتيجي كافيا لتلبية احتياجات المواطنين.