يحتفل العالم يوم السبت المقبل باليوم العالمي للتراث، الذي خصصه المجلس الدولي للمباني والمواقع التراثية "الإيكوموس" يوما للاحتفال بالتراث في عام 1982 ووافقت عليه الجمعية العامة لليونسكو عام 1983 ويوافق 18 أبريل من كل عام.
ولأول مرة منذ إقراره منذ ٣٧ عاما، يأتي يوم التراث العالمي في وقت قررت حكومات دول العالم غلق أبواب المتاحف والمواقع الأثرية أمام الزائرين ،في خطوة جاءت تماشيا مع الإجراءات الاحترازية لضمان صحة وسلامة الزوار، وللحد من التجمعات الكبيرة وحماية الصحة العامة ضد انتشار فيروس كورونا "كوفيد- 19".
وقامت الحكومة المصرية - في هذا الإطار- منذ يوم ٢٣ مارس الماضي بغلق المتاحف والمواقع الأثرية أمام الزيارة لحين إشعار آخر، وذلك في ضوء قرار مجلس الوزراء باستمرار حظر الحركة وتعليق حركة الطيران تجنبا لأية تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد، وخلال هذه الفترة تتم أعمال تعقيم وتطهير كافة المتاحف والمناطق الأثرية على مستوى الجمهورية.
ويهدف يوم التراث العالمي إلى حماية التراث الإنساني من الاندثار، وتعزيز الوعي العام بأهمية التراث الثقافي للبشرية، ومضاعفة الجهود اللازمة لحماية التراث والحفاظ عليه، ويوجد في مصر حاليا 7 مواقع أثرية مسجلة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1979 هي كنيسة أبو مينا بالإسكندرية، طيبة "الأقصر"، القاهرة التاريخية، آثار النوبة (من فيلة إلى أبو سمبل) ، جبانة منف (من أبو رواش إلى دهشور)، وتمت إضافة دير سانت كاترين عام 2002 إلى القائمة، ووادي الحيطان بالفيوم كموقع تراث طبيعي عام 2005.
وتقدمت مصر في بداية العام الحالي ، لأول مرة منذ 17 عاما، بطلب لمنظمة اليونسكو لتسجيل أديرة وادي النطرون الأربعة على قائمة التراث العالمي المادي لما لها من أهمية تاريخية باعتبارها أقدم الأديرة في المنطقة، كما أنها أحد محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر و مزار لمئات الآلاف من السياح والمسيحيين، إلى جانب إعداد ملف لتسجيل مسار رحلة العائلة المقدسة على قائمة التراث العالمي اللامادي.
وكان من المقرر أن تعلن وزارة السياحة والآثار في يوم التراث العالمي ٢٠٢٠، الانتهاء من تجميع وترميم تمثال الملك رمسيس الثاني، الواقع في الجهة الغربية للفناء الأول لمعبد الأقصر، والذي يبلغ ارتفاعه 7 أمتار، ويزن 65 طنا، حيث نجحت البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الامين العام للمجلس الأعلى للآثار منذ عام 2017 في إعادة واجهة معبد الأقصر لما كانت عليه منذ آلاف السنين، من خلال ترميم وإعادة تركيب ورفع وإقامة ٣ تماثيل للملك رمسيس الثاني بالصرح الأول بالمعبد.
يذكر أن منظمة السياحة العالمية، أعلنت مؤخرا أن قطاع السياحة على مستوى العالم، أكثر المتضررين من أزمة فيروس كورونا ونظرا لقرارات الدول بتعليق حركة الطيران نهائيا، بلغت خسائر السياحة أكثر من 62 مليار دولار أمريكى حتى الآن، فضلا عن شلل بجميع الوجهات السياحية على مستوى العالم.
ولمواجهة الخسائر الاقتصادية لقطاع السياحة، أعلنت العديد من الدول اتخاذ عدة قرارات لحماية صناعة السياحة من الانهيار، وفي مقدمتها مصر التي تعتبر السياحة فيها من أهم مصادر الدخل القومي، حيث أعلن البنك المركزي المصري مؤخرا، أن السياحة المصرية حققت أعلى إيرادات في تاريخها خلال العام الماضي 2019 لتتجاوز 13.03 مليار دولار، حيث بلغ عدد السائحين الذين زاروا مصر العام الماضي13.1 مليون سائح.
ومن أهم القرارات التي اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم القطاع السياحي، هي إسقاط الضريبة العقارية على المنشآت الفندقية والسياحية لمدة 6 أشهر ،وإرجاء سداد كافة المستحقات على المنشآت السياحية والفندقية لمدة 3 أشهر دون غرامات أو فوائد تأخير، بناء على ما تم التوافق عليه في هذا الخصوص بين وزارتي السياحة والآثار والمالية ،كما وجه الرئيس أيضا البنك المركزي بدراسة تقديم تمويل من البنوك للمنشآت السياحية والفندقية، بحيث يخصص لتمويل العملية التشغيلية بهدف الاحتفاظ بالعمالة، على أن يكون بفائدة مخفضة.