الجمعة 27 سبتمبر 2024

الأوقاف: صلاة الغائب فرادى حاليا مشاركة إنسانية مستحبة ومواساة معنوية لأهالي المتوفين

أخبار12-4-2020 | 14:43

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن صلاة الغائب فرادى في الظرف الراهن مشاركة إنسانية مستحبة ومواساة معنوية لأهالي المتوفين، محذرا من أي اجتماع أو جماعة لصلاة الغائب، ودعوات الجماعة الإرهابية المشبوهة لا تكف عن الكذب والافتراء وبث الشائعات والعمل على هدم الأوطان عمالة وخيانة للدين والوطن، ومن ثم فإن كل من يستجيب لدعوتها في مخالفة توجيهات الدولة خائنا لوطنه وعميلا لهذه الجماعات الإرهابية المتطرفة .


وقال وزير الأوقاف ، إن تشييع الجنائز وشهود صلاة الجنازة فرض كفاية إذا قام به أي عدد كان قلَّ أو كثرَ سقط الإثم عن الباقين ، وإذا لم يقم به أحد على الإطلاق أثم كل من علم وكان قادرًا على القيام بالواجب الكفائي ولم يتقدم للقيام به ، وأنه من المستحب في الأوقات العادية الطبيعية أداء صلاة الجنازة واتباعها مواساة لأهل المتوفى من جهة ، وطلبًا للأجر والثواب من جهة أخرى ، غير أن ديننا السمح الحنيف لم يترك بابًا من أبواب الخير إلا عمه بيسره وسماحته وجعل له من المتاح بديلًا ، مما يتطلب في الظرف الراهن تقليل عدد المشيعين للمتوفى إلى الحد الأدنى الذي تتحقق به الكفاية من الأهل والأقربين.


وأضاف وزير الأوقاف : ولكل من حبسه العذر عن شهود الجنازة - ولا شك أن خشية انتقال عدوى فيروس كورونا عذر معتبر شرعًا - أن لا يحرم نفسه من الأجر والثواب ، أن يصلي صلاة الغائب في بيته على من فَقَدَ ممن يُحب ، ومن أراد الثواب العميم والأجر الجزيل فليوسع نيته بأن ينوي صلاة الغائب في بيته تطوعًا في أي وقت من اليوم مرة كل يوم على جميع من لقي ربه في هذه الأيام من مرضى فيروس كورونا أو من غيرهم ، ويجتهد لهم في الدعاء ، فيصير بذلك من صلى على كل جنازة عشرات الآلاف بل ربما عشرات الملايين من المصلين ، وفي ذلك كثير من الرحمة للميت ومواساة لأهله ، وربما دعوة صالحة نفع الله عز وجل بها المتوفى ، فما بالكم بآلاف وملايين الدعوات ، ولا أحد يدري متى تأتيه المنية ، فماذا هو منتظر من دعاء الناس له وصلاتهم وترحمهم عليه ، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ، ولا شك أن ذلك يشمل كون أخيه حيًّا أو ميتًا .


وتابع قائلا: إضافة إلى ما في الحرص على صلاة الغائب يوميًّا على كل من لقي ربه من استحضار لحجم الأزمة الحالية التي يعيشها العالم كله من جهة ، فهي تحقق العظة والاعتبار من جهة أخرى.


وقد قال الإمام النووي في كتابه المجموع جـ5 / صـ 212 : (تجوز صلاة الجنازة فرادى بلا خلاف) , وورد في كتاب : تحفة المحتاج في شرح المنهاج لابن حجر الهيتمي جـ3/صـ113: (لو صلى على من مات اليوم في أقطار الأرض ممن تصح الصلاة عليه جاز بل نُدب. قال في المجموع لأن معرفة أعيان الموتى وعددهم ليست شرطا ؛ وكما تجوز الصلاة على الغائب الواحد تجوز على جمع منهم في وقت واحد وإن لم يُعرف عددهم ولا أشخاصهم ولا أسماؤهم ، مثل أن ينوي الصلاة على الأموات الذين ماتوا في يومه وغسلوا في البلد الفلاني) , نقول : وللإنسان في الظرف الراهن أن يتوسع في نية الصلاة على كل من ماتوا في هذا اليوم دون تحديد بلد بعينه ، مشيرا إلى أنه إذا كان ذلك جائزًا في غير وقت الجائحة فإنه في أوقات الجوائح أولى ، سائلا الله العلي العظيم أن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد والبشرية جمعاء.